في هذا التحليل الفني لن ننظر نظرة فنية فقط على عملة اليورو مقابل الدولار ، بل سنحاول شرح ما يحدث لكي لا يغريك السعر والذي للوهلة الأولى تجده مغري ، لكنه واقعياً يبدو مرتفعاً للغاية.
السبب هنا في رعونة المركزي الأوروبي الذي لم يتجاوب مع التضخم والذي يعادل 8.8% سنوياً (أعلى من نسبة التضخم الأمريكي السنوية 8.6%)، وبمقارنة تصرف المركزي الأوروبي والفدرالي نجد تجاوب سريع وجريء من الفيدرالي الأمريكي حيث رفع النسبة مرة 50 نقطة أساس ليعاود سريعا بالشهر التالي ليرفعها 75 نقطة أساس.
أما المركزي الأوروبي لم يستفق بعد من مشكلة الديون السيادية اليونانية حتى ارتطم بالبريكسيت، والان يواجه اصعب تحدي على الاطلاق وهو الحرب الروسية الأوكرانية، ومع مخاوف الركود التضخمي العالمي وكذلك قلة إمدادات الطاقة الروسية وقطع الغاز، ناهيك عن مشاكل سلاسل الإمداد، ومع كل ذلك لم نجد أي تحرك على سريع لإنقاذ الموقف في أوروبا والتي تنقسم في الغرف المغلقة على التعاطي مع جميع تلك الأزمات وهذا يضع الاتحاد كله في موقف اختبار صعب ويبين لك المشهد الفارق بين الدولة الواحدة وبين الدول المتحدة ، في نظام الدول المتحدة قد تختلف المصالح ويتأخر القرار.
لذا نرى المستقبل غير مشرق بالنسبة لليورو مقابل الدولار وباقي العملات ، وقد نجد تسارع في الهبوط بمجرد الاقتراب من منطقة التعادل مع الدولار حيث بالتأكيد أوامر وقف الخسائر الكثيرة ستسهم في عمليات بيع إضافية هائلة مما قد يؤدي الى انزلاق السعر مبتعدا عن نقطة التعادل بكثير.
النظرة الفنية
هنا نجد اليورو مقابل الدولار كسر منطقة تداول افقية استمرت قرابة الستة أعوام مشكلة نمط مثلث متماثل ليقوم بكسرها ، ليتشكل في الأفق هدفاً سعريا اسفل مستويات 0.90 ، أي أن الموضوع لن يقف على التعادل، وسعر 1 مقابل 1 لم يعد مغري للثيران الذين انسحبوا من السوق بشكل قوي على مدار 13 شهراً.
المثير في الأمر أن المستهدف السعري قريب جدا من أقل أسعار اليورو عبر التاريخ مقابل الدولار في مستويات 0.8200 وهو ما قد يغري الدببة لتجربته مستوى دعم.
هذه النظرة الفنية والمالية وما يحدث قد يتغير إذا ما رأينا تحركاً سريعا وقويا من المركزي الأوروبي برفع متواتر وقوي لأسعار الفائدة ، واعتقد انه بمجرد كسر اليورو للدولار ستبدأ الأصوات الشعبية في أوروبا بالتحرك للمطالبة برفع قيمة العملة ، فتخيل معي المواطن الأوروبي الذي يواجه تضخم قوي متزامن مع هبوط بقيمة العملة وشح إمدادات الطاقة.
كريم راغب - محلل فني