لطالما أكد كبار المستثمرين في البورصة والأسهم خصيصاً على فكرة أساسية مفادها أن انخفاض الأسواق ما هو إلا شكل من أشكال التخفيضات التي تعرض على المستثمرين ولكن ليس غالب المستثمرين يدرك أن هذه تخفيضات لشراء.
وإن أتينا للموضوع من ناحية أخرى من التفسير وعلى منطق صانع السوق فإن صانع السوق أو ما يسميه معشر المتداولين "الحوت" لن يقوم بشراء السلعة أو أي شيء قابل للتداول بحال كان من الممكن شراء هذا الشيء بسعر أفضل.
في بادئ ذي البدء ما قادني إلى أن أتكلم عن فحوى الاستثمار هو الفرصة التي أراها كمحلل فني ومستثمر ولا يراها غالبا المتداولين، ألا وهي الانخفاض الذي أصاب /العملات الرقمية منذ هبوط /البيتكوين من 67k وصولاً إلى 23 حتى وقت كتابة المقال، بعيد عن التحليل الفني لبرهة ودون نتكلم عن بعض مبادئ الاستثمار التي أرى أنها فرصة لتشكل ثروة بمبالغ شهرية ثابتة وفقاً للعديد من القواعد الاستثمارية، ثم نرابط ما تمليه علينا القواعد الاستثمارية على عالم التحليل الفني الأكاديمي.
تنويه: لا بد أن ننوه أن هذا المقال مخصص للمستثمرين بشكل بحت وليس للمضارب أو الذي يتداول على فترت زمنية قصيرة علماً أننا سنخصص لك مقالات أجمل في المستقبل.
اشتر عندما يبيع الجميع وقم بالبيع عندما يشتري الجميع
قاعدة نص عليها وارن بافيت في كتابه الأشهر عن التحليل الفني، حيث قالها صراحة إن السوق لا يتماشى مع أي مبدأ تعلمناه على أرض التجارة في الواقع، حيث عندما يميل السوق لأن يرى أن الشراء ميال على صغار المستثمرين فهذا يعني أن كبار صناع السوق أو كما يسمون بشكل أكاديمي أصحاب السيولة الكبرى بَدَأَ لتوهم ببيع أسهمهم في الأسواق.
أما بحال انخفاض الأسواق وخصوصاً إذا كان الانخفاض أكثر من 20%، فإن أصحاب السيولة الكبرى بدأ لتوهم بتجميع الأسهم لادخارها حين يرتفع السوق، وهذا ما ذكر في كتاب فن التداول بالأسواق لصاحبه المتداول الشهير توم وليامز. وهذا ما يحدث في أسواق العملات الرقمية اليوم. فالسوق اليوم في انخفاض لأكثر من 90 % فهل تعتقد صراحة أن السوق سيذهب على الجحيم أم أنه على استعداد ليشكل مراكز سعرية جديدة.
التاريخ يكرر نفسه، وباختلاف القطاعات
إن عدنا بالزمن لفترات زمنية سابقة ولكن بمعدل كل 10 سنوات سابقة نرى أن الأسواق وباختلاف قطاعها كالأسهم والمؤشرات الأميركية أضف عليهم العملات الرقمية في الوقت الحالي، نر أنماطا سعرية ثابتة تتكرر.
أنا هنا لا أقصد بالذكر الحديث عن أنماط تداولية تتكرر لا أبدا وإنما مقصد حديثي هنا هو أن الأسعار تتكرر وفقا لقاعدة اقتصادية أن الركود جزء لا يتجزأ من الدورة الاقتصادية، تليها بعد ذلك انتعاش ثم خمول وهذا ما علينا أخذه بعين الاعتبار وفقا للعديد من الأزمات التي أصابت سوق التداول ومن أشهر هذه الأزمات.
1. الكساد الكبير 1929
2. فقاعة الإنترنت
3. انهيار 75% من شركات الأنترنت في مطلع 2002
4. أزمة الرهن العقاري في 2007
فكر بالأمر لو كان بإمكانك شراء الأسهم في الكساد الكبير وتركت الأمر لتعافي السعر، أو كان بإمكانك شراء أسهم عقارية في أزمة الرهن العقاري وترك الأمر لتعاف كما يفعل الكبار، في الصراحة عزيزي المستثمر إن الأمر ليس بالسهل ولكن إن أتيت إلى تعريف الاستثمار لرأيت أنه يقرنك بالزمن عموما ما أود أن أخبرك به هنا بعيداً عن الصعوبة التي تكمن هو أن الأحداث الاقتصادية تكرر نفسها بوتيرة ثابتة لا تتغير وهذا ما أراه في مختلف الأسواق وخصوصاً في أسواق العملات الرقمية والبيتكوين في الوقت الحالي.
إن أحد الأبحاث التي قمت بها مؤخراً تحت عنوان الترابط الاقتصادي مع الأنماط المتكررة بينت لي أن هناك ركود يمر به العالم بمعدل وسطي يقرب السبع سنوات ونصف وهذه السنوات هي السنوات التي شكل فيها غالب كبار المستثمرين ثرواتهم أضرب المثال بالذكر إيلون ماسك وكيف له أن ضاعف ثروته بعد الجائحة الوبائية كورونا وذلك عن طريق مضاعفته لأسهمه.
صورة توضح تكرار الأنماط السعرية على مدار فترات زمنية ثابتة.
الترابط بين الماضي والحاضر
إن عدت بالماضي نحو الكساد الكبير لترى أن الانخفاض الحاصل كان بقيمة 70 % لغالب الأسهم الأميركية لترتفع بمعدها بمعدل يصل إلى 200 % وكذلك الأمر في أزمة الرهن العقاري وأضف عليها فقاعة الإنترنت حين انخفضت غالب أسهم شركات الإنترنت بمعدل وصل إلى 90 % إلى أنها حققت ما وصل إلى 800 % في غضون سنوات معدودة أما المرابطة بالحاضر فيمكنك أن تراها حين انخفاض القيمة السوقية للبيتكوين أو العملات الرقمية الشبيهة بمعدل 90 % و 40 % و 70 % إلا أنها بعد ذلك ترتفع بمعدلات تصل إلى 200 % وسطياً (راجع الشارت عزيزي القارئ لترى أن كل انخفاض في أي مادة يليها ارتفاع غير متوقع وهذا ليس قوة من التحليل الفني وإنما قاعدة منطلقة من التضخم والسوق والسلع وعلاقتهما ببعض)
الحل إذًا
صراحة عزيزي القارئ أنا لست هنا في خضم أن أقدم لك الخطة التي تودي بك على المالديف أو إلى الثراء لكن أننا هنا لأضع نصب عينيك الفرص التي تعد برأي كمستثمر هي فرصة العصر وبحال عملت على هذه الفرص فإن سبيلك أن تنمو لا محال.
الخطة الاستثمارية نحو العملات الرقمية
تبقى الخطة الاستثمارية الأمثل دوماً بأن تقوم بتحديد أفضل أسعار الشراء بشكل دوري وفقاً لجدول زمني ثابت مع تخصيص مبلغ ثابت لا يزيد عن حاجتك ولا يقل عن تحقيق الأثر بحيث يكون هذا المبلغ مخصص للاستثمار بالقطاع الرقمي مثلاً على سبيل المثال:
خصص مبلغ شهري ثابت ووزعه على مجموعة من العملات الرقمية محدداً سعراً للخروج في فترة زمنية محددة وهذا ما يسمى بالاستثمارات الثابتة.
حتى لا نجعل المقال أطول من اللازم فإني أحبذ أن أترك لك الأمر في التفكير في الوقت الحالي ليكون المقال الثاني هي الخطط المستهدفة في تحقيق أفضل النتائج من الاستثمارات الثابتة.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي المستثمر، إن أفضل أنواع الاستثمار هي أن تستثمر مع الزمن فهو الاستثمار الوحيد الذي يكفل لك النتائج ولكن هنا إن لم تكن مدركا ًإلى أفضل النتائج التي يمكن أن تحقها أجعل ذلك الاستثمار الذي تعمل عليه مدروساً إلى أبعد حد وأدق التفاصيل لأترككم مع تحليل لأشهر العملات التي قد أرى فيها مستقبلاً.
أ.عمر الصياح
يتبع...