بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين.
لعل تراجع الدولار في بدايات افتتاح الأسواق مع صعود الذهب واليورو والنفط والذي يظهر إلى أي مدى وصل تأثير الدولار على باقي السلع والعملات الأخرى.
الدولار الأمريكي
ربما التراجع الحالي للدولار نتوقع أن يكون مؤقتا خاصة بعد تصريحات الفيدرالي الأخيرة بمواصلة تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم ولم يستبعد رفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل المرتقب يوم 21 سبتمبر من الشهر الحالي وقد يساعد ذلك بعودة انتعاش الدولار الأمريكي مرة أخرى.
مرفق لكم فيديو تحليلي لكل من الدولار، الذهب، النفط، الداوجونز، البيتكوين.
اليورو EUR
لعل التصريحات التي نسمعها من البنك المركزي الأوروبي أشارت أن أعضاد من لجنة السياسة النقدية لدى البنك يؤيدون أن يستمر المركزي الأوروبي بنفس وتيرة التشديد وهي العامل الأساسي وراء دعم اليورو مما سجل اليورو أفضل وتيرة ارتفاعات في ٦ أشهر ومكاسب يسجلها اليوم اليوم هي الأقوى منذ ٣ أسابيع.
ولكن كونوا على حذر. حيث ما زال خطة السياسة التيسيرية تتبع لدعم اقتصاد الاتحاد الأوروبي من خلال برامج الطوارئ مما يدعم عودة هبوط اليورو أمام الدولار مع عودة وانتعاش وقوة الدولار الأمريكي لكون هناك فجوة بين السياسات النقدية للعملتين.
الذهب XAU
للأسف الشديد هناك عوامل كثيرة تساعد على عودة بريق الذهب بشكل كبير على سبيل المثال لا الحصر:
- استخدام روسيا للذهب لدفع قيمة نفطها والغاز الروسي محاولة للهروب من العقوبات الأمريكية.
- توجه عدد من البنوك المركزية لشراء الذهب لمواجهة التضخم وتقوية مركزها المالي بسبب ضعف عملاتها أمام الدولار الأمريكي.
- التضخم والمخاوف من الركود التضخمي والذي يعتبر الذهب أحد وسائل التحوط من التضخم وأفضل ملاذ آمن ضد التضخم ويلجأ له المتداولين والمستثمرين للاحتماء به في ظل الأزمات الاقتصادية.
- الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات السياسية بين أمريكا والصين وهذا في حد ذاته يجعل المستثمر لا يثق بالاستثمار في الأدورات عالية المخاطر ويبدأ يهرول على الذهب.
ومع كل هذه العوامل في ظل تخلي بعض الدول من احتياطيها من الدولار الأمريكي إلا آن الدولار ينتعش وبقوة، وهنا يأتي تساؤلات كثيرة عن أسباب عدم عودة بريق الذهب رغم توفر تلك العوامل الكافية لصعوده.
ومع ذلك، بالنسبة للدولار الأمريكي ينتظر بيانات التضخم الأمريكية CPI الذي سيصدر اليوم الثلاثاء والذي سيكون له دور في تأكيده على حقيقة زن التضخم قد يكون وصل إلى ذروته خلال الفترة الماضية وخاصة أن أسعار الجازولين في أمريكا قد تراجع بأكثر من 20% من القمة التي قد كان وصل إليها.
كما أرفقت لكم أهم الإحصائيات والذي يجب مراقبتها ومقارنتها بالقراءة السابقة وكذلك المتوقع كما يظهر لكم إلى أي مدى أرتفع التضخم في الاقتصاديات العظمى.
وخلال هذا الأسبوع الأسواق في إنتظار تحديثات مؤشرات التضخم لكل من الولايات المتحدة وكذلك ألمانيا وتأثيرها على الأقتصاد الأوروبي اليوم الثلاثاء. وبريطانيا يوم الأربعاء. ومنطقة اليورو يوم الجمعة.
قراءات التضخم التي ستصدر هي التي ستكون لها الكلمة في تحريك الأسواق. ولا زالت الأسواق تسعر باستمرار انتعاش الدولار الأمريكي.
كونوا على حذر.
دمتم بخير
د. محمد الغباري
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الإقتصادية