هل يتجه الفيدرالي اليوم نحو "الفائدة" الأكثر عدوانية منذ 30 عامًا؟

اليوم سيعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن قراره السادس بشأن الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC). ومن المتوقع أن يواصل البنك المركزي، الذي قام بأول زيادة لسعر الفائدة في مارس، رفع أسعار الفائدة بواقع 75 نقطة أساس اليوم. على الرغم من أن التوقع المرجح هو 75 نقطة أساس، فإن احتمال 100 نقطة أساس يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا. 

والسبب في ذلك هو أنه على الرغم من الانخفاض المحدود في التضخم الرئيسي الناجم عن انخفاض النفط، فقد استمر التضخم الأساسي وتضخم أسعار المواد الغذائية في الارتفاع. وستكون الزيادة المتوقعة في أسعار الطاقة والغذاء مع حلول فصل الشتاء هي السبب وراء رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

سيتم رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الثالثة.

إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم برفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، فسيكون هذا هو سعر الفائدة الأكثر عدوانية منذ أكثر من 30 عامًا.

ما الذي سيؤخذ في الاعتبار في التسعير؟

بافتراض رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس اليوم، بالإضافة إلى ذلك، فإن المراجعات المتعلقة بتوقعات النمو والتضخم وتوقعات أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة ستساهم في تحديد الأسعار.

حاليًا، يتمتع سوق العمل في الاقتصاد الأمريكي بنمو جيد، لكن استمرار الزيادة في التضخم ستبطئ هذا القطاع. لهذا السبب، تأتي توقعات التضخم عفي المقدمة. إذا أبقى الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للتضخم مرتفعة في هذا الاجتماع، حيث من المتوقع مناقشة توقعات التضخم في 2023-2024 وحتى 2025 للمرة الأولى، فهذا يعني أنه سيستمر في رفع أسعار الفائدة. بالطبع، ستكون المعدلات مهمة، كما أن توقعات سعر الفائدة في نطاق 4٪ -4.5٪ تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على تشدده حتى مارس.

هناك نقطة أخرى يجب ملاحظتها في هذا الاجتماع وهي كيفية تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع النمو. إذا كنت تتذكر، فقد صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لاجارد، أنهم جاهزون للتعامل حتى مع أسوأ سيناريو، وأنهم مستعدون لكل الاحتمالات. من المهم جدًا الانتباه إلى الكيفية التي سيعبر بها باول عما يتوقعه على المدى القريب بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، والذي يعتبر من الناحية الفنية في حالة ركود، وما إذا كانت لديه مخاوف مرتفعة مثلما صرحت لاجارد.

في حين أن الوضع في شراء الأصول كان من أهم التوقعات في اجتماع البنك المركزي الأوروبي، كان هناك تركيز على النمو لدرجة أن مسألة شراء الأصول تم نسيانها تقريبًا. ولذلك قد يكون لتركيز باول على النمو في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اليوم تأثير إيجابي.

نظرًا لأننا تطرقنا اليوم إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد الأمريكي، فنحن بحاجة إلى تقييم التضخم في الولايات المتحدة. على الرغم من أن تضخم التكلفة يساهم بحصة كبيرة في التضخم في الولايات المتحدة، إلا أن تضخم الطلب مرتفع أيضًا. 

على الرغم من اتباع سياسة أسعار الفائدة الأكثر تشددًا منذ أكثر من 30 عامًا، إلا أنه لا يوجد تأثير كبير على سعر الفائدة الحقيقي. لذلك، فإن التأثير المتناقص لأسعار الفائدة اليوم - هناك أيضًا توسع نقدي كبير - لا يمكن أن يكون قوياً في مواجهة التضخم، الذي يبلغ حوالي 8٪. ولذلك يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبقي على تشدده.

نتيجة لهذا السلوك المتوافق مع التوقعات، قد يستمر مؤشر الدولار في الارتفاع. وكان مؤشر الدولار DXY الذي ارتفع إلى 110.87 اليوم، قد شهد مؤخرًا ذروة جديدة بعد 20 عامًا. أود أن أكرر أنني أتوقع الوصول إلى المستوى المستهدف 113 طالما تم الحفاظ على المستوى 108 على المدى القصير.

هناك تسعير حول 0.98 للزوج اليورو / الدولار، وهو أضعف مستوى خلال العشرين عامًا الماضية. أرى 0.9650 كدعم مهم للزوج. وقد نتواصل الخسائر باتجاه هذا الدعم.

اليورو أمام الدولار

الفائدة التركية

اجتماع لجنة السياسة النقدية غدًا مهم أيضًا للزوج الدولار الأمريكي / الليرة التركية، لأن سياسة خفض سعر الفائدة الذي بدأ في سبتمبر تم تعليقه هذا العام، لكن البنك المركزي قرر الاستمرار في خفض سعر الفائدة في أغسطس على الرغم من وصول التضخم إلى 80٪. التوقعات لهذا الشهر هي أنه سيتم ترك الفائدة دون تغيير أو خفضها بمقدار 50 نقطة أساس. 

بصراحة، من الواضح أن إبقائها ثابتة في مواجهة هذه الفجوة بين الفائدة والتضخم لن يدعم الليرة التركية (TL). من ناحية أخرى، يبدو أن المستويات الأعلى في سعر الصرف قد تم أخذها في الاعتبار بالفعل. لذلك، لا ينبغي أن يشكل تخفيض أسعار الفائدة مفاجأة. ومع ذلك، فإن كل خصم سيضع مزيدًا من الضغط على الليرة.

أسوأ حالة لسعر الدولار ؛ سيطرة صقور مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم، وتعزيز الدولار في الأسواق العالمية، وخفض سعر الفائدة في البنك المركزي التركي غدًا. قد تتسبب كل هذه الاحتمالات في تسارع سعر الصرف فوق 18.40. من الناحية الفنية، أنا لا أقوم بتحليل سعر الدولار، لأن السعر لا يتمتع بتسعير صحي. التسعير، الذي يرتفع عندما لا يكون هناك تحسن، وينفصل عن التسعير العالمي، كما أن التداول في نطاق ضيق في أوقات غير متوقعة ليس بالأمر الصحي. 

لذلك، أنا لا أتبع مستوى تقني، فقط لدينا ذروة 20 ديسمبر عند 18.40 في المتوسط، على الرغم من اختلافها في بعض المنصات. لهذا السبب ذكرت هذا المستوى أعلاه.