تداولت الأسواق طوال الفترة الماضية باحثة عن ملاذ آمن يمكن الثقة به، كانت تراجعات الفرنك السويسري مبررة حيث تدخل سويسرا بشكل واضح في العقوبات المفروضة على روسيا مما ضغط سلبيا على العملة السويسرية ودفعها للتراجع كملاذ آمن.
بينما لم يكن الين الياباني هو الآخر ملاذا آمنا مع تصاعد الاحتكاكات بين الصين واليابان من ناحية، ودخول اليابان في دوامة العقوبات المفروضة على روسيا إلى جانب التهديد الكوري الشمالي والانخراط الياباني في ما يمكن أن نطلق عليه حلفا عسكريا أو ناتو آسيوي يتشكل ويدفع قيادات يابانية للتحدث عن تعديل للدستور.
في هذا الوقت مثل الدولار الأمريكي والذي يسيطر تماما على منظومة السويفت كود وفي نفس الوقت يحتفظ جغرافيا بمسافة بعيدة عن الصراع في أوروبا بمكانته كملاذ آمن، ومع اعتماد السيد جيروم باول لنظرية قائلة بأن أفضل علاج للتضخم هو الدولار القوي بدأ في الرفع الواضح للفائدة مع رفعات مستمرة وغير مسبوقة تاريخيا سوي في الفترة التي سبقت الانهيار الاقتصادي أو ما عرف بأزمة الرهن العقاري، وبالتالي أصبح لدى المستثمرين ملاذ آمن مدر للربح أيضا مما حرك الحيازات من الذهب والمؤشرات وحتى العملات الرقمية إلى السندات.
لكن وعلى مدار أكثر من أسبوع تخرج البيانات الأمريكية لتؤكد أن السوق الأمريكي لا يعاني ركودا كما أن التوظيف بحالة جيدة وبالتالي فإن الشق الآخر من العلاج وهو الركود المؤدي لهبوط الأسعار لا يتحقق مما يلقي بالشك على مدى اتساق خطة الفيدرالي.
بيانات مهمة منتظرة يوم الجمعة قد تصبح نقطة التحول هذه المرة لكن فنيا نناقش المستويات المهمة لمؤشر الدولار التي يجب مراقبتها قبل تأكيد أننا لسنا ضمن استراحة محارب وأننا نتجه نحو تغيير الاتجاه، التحليل كامل من خلال الفيديو المرفق.