مقدمة
في ظل ما يجري من تغيرات سياسية، وحروب على أرض الواقع كالحرب الروسية الأوكرانية والصراع المستمر على الطاقة، وأضف عليها الكثير من العقبات التي تواجه المستثمر والمتداول وأهما التداول العرضي والذي استمرت فيه أسواق العملات الرقمية حتى وقت كتابة المقال ما لا يقل عن ثلاث أشهر وعلى ناحية أخرى الصراع ما بين المركزية في الاقتصاد ولامركزية والتي تجسدت فعلياَ ما بين الدولار كقوة مركزية والعملات الرقمية كقوة لامركزية، إن هذه العوامل جميعها أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على جميع الأسواق تمثلت فعلياً في انهيار بعض الأسهم الأميركية وتقلب الذهب والدولار وارتفاع عوائد السندات لفترة وانخفاضها لفترة أخرى، واختتم تأثيرها على البيتكوين والذي أضحى ضحية التداول العرضي.
مستويات الاستثمار
كل هذه العقبات السابقة والتي أسلفنا ذكرها في مقالات عدة بشكل منفرد، تقودنا إلى أهم سؤال يطرحه كل مستثمر ألا وهي أين يمكن أن ننجو في نهاية المطاف هل بظل هذه الصراعات ينتهي التداول والاستثمار أم هنا تبدأ الثروات، لقد قال روبرت كيوساكي ذات مرة في أحد كتبه والتي تكلم فيها عن الاستثمار أن الصراعات هي التي تصنع الثروات للمستثمر إلا أن عليه أن يعي مستويات الاستثمار حتى يعي الربح من الصراعات وهنا في حالتنا الصراع يتجلى لنا ما بين الدولار كقوة مركزية والعملات كقوة لامركزية إن ربطت الأحداث التي أدرجتها أمامك سترى بشكل أو بآخر جميعها تدور حول الدولار والعملات الرقمية وإلى من البقاء ( الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، الصراع على الدولار، الحرب على الطاقة في أوروبا، التشديدات الفيدرالية، التنازل في بعض الدول في القرارات المتعلقة بالعملات الرقمية).
تعرف مستويات الاستثمار وفقا لكتاب كيوساكي ذو عنوان ما لا يستثمر به الأغنياء: بأنها المستوى الفكري الذي يميز كل مستثمر عن الآخر فستثمر يضارب في الأسواق لا يقارن كمستثمر يخلق الأسواق حيث لكل منهما مستوى فكري معين.
المستوى الأول
هو المستثمر المتحفظ والذي يقوم بشراء الأسهم، السلع عنده تشكل اتجاه، علماً بأن شراءه لا يكون إلا في الحالات التي تزدهر فيها الأسواق وهذه الأنواع من المستثمرين تشكل ما لا يقل عن 80% من السوق ويسميها صانع السوق على أنها تُبع أي تتبع الاتجاه، وتقدر أرباح المتحفظين كأقصى حد 3% شهرياً من رأس المال بحال حالفهم الحظ (مثال: أن تشتري سهم، عملة، عند الارتفاع )
المستوى الثاني _(صغار التبعة، المضاربين)
هي الأشخاص التي تقوم بالمضاربة السعرية، وفقاً لما يحدث في السوق وتستفيد بشكل كبير من التداولات العرضية إلا أنها تتطلب منهم خبرة عالية جداً في إدارة المخاطر والتحليل الفني ويسميهم كيوساكي في كتبه ضعيفة الرؤية حيث يرى أن التداول القائم على البيع والشراء المتعدد كتاجر التجزئة والذي يحاول ربح سنتات من سوق يوفر الكثير من الفرص.
تقدر أرباحهم بمعدل 1.6% شهرياً من رأس مالهم علماً أن نسبة كبيرة منهم تصل إلى 60% تتراجع أرصدتهم خلال أشهر أخرى من السنة ليتم تقدير أرباحهم بشكل وسطي وفقاً لهذا النحو
المستوى الثالث _(كبار السوق)
هم المستثمرين الذين يتمتعون بعقلية رفيعة المستوى حيث أنها توزع استثماراتها على قطاعات مختلفة ومتضاربة وذلك لتحوط علماُ بأن شرائها يبدأ وقت الأزمات والانهيارات السعرية وينتهي عند ازدهار الأسواق (عكس ما سبق تماماً) علماً بأنهم يخططون على مدار سنة كاملة لصفقة أو أربع صفقات بالكثير.
يقدر ربحهم السنوي بمعدل يصل إلى 60% بالنسبة لمستثمري شرق آسيا بالمقارنة مع مستثمري الشرق الأوسط والولايات والتي تقدر 52%
المستوى الرابع _ صانع السوق_
هو المستثمر الذي يبيع ولا يشتري وهو أعقد أنواع المستثمرين وهو الذي يشكل القيمة الأسمية لسهم بكل بساطة يمكن أن أخبرك هو الشخص الذي شكل الشركة ثم أدرجها في الاكتتاب ثم عمل على رفع سعر السهم وهنا في هذه الخانة يمكن أن ترى كبار الشخصيات مثل بيل جيتس، هارف إيكر، ستيف جوبز.
أعتقد أنكم لستم بحاجة لأن تعرفوا أرباحهم السنوية
دور العملات الرقمية بما سبق
جميعنا نتمنى صراحة أن نكون من المستويات الأخيرة (الثالث، الرابع ) إلا أننا نعتقد أن رأس المال هو العائق الأكبر لأخبرك بأن آخر عائق هو رأس المال حيث أثبتت العديد من الإحصائيات بأن تكلفة الاستثمار لكل من المستويات السابقة أقلها للمستوى الثالث والرابع، لكن ربما قد نستصعب بعض الأمور والتي تتعلق بالأمور القانونية في هذه العمليات ليأتي هنا ساتوشي ناكاموتو موفراُ لنا الاقتصاد اللامركزي والذي يوفر إمكانية صناعة سهم (Token Crypto) دون الرجوع إلى المركزية المملة.
قد تبدو المرابطة للوهلة الأولى غير منطقية أو عقلانية إلا أنه مع النظر مرة أخرى للموضوع قد ترى أن العملات الرقمية سهلت إليك الطريق إلى المستويات الأخيرة حيث أصبح بإمكانك صناعة السهم الخاص بك أو أن تشتري العديد من الأسهم بأسهل ما يمكن.
ملاحظة:
عملات Token هي العملات الرقمية التي تم بنائها على شبكة معينة لتروج لفكرة مشروع بالمقارنة مع الأسهم في الاقتصاد المركزي والذي يدرج ويباع لتستخدم الشركة تلك السيولة في تكبير نطاق عملها وكذلك العملات
في الختام يمكن أن أقول لك أن العملات الرقمية اليوم هي التي فتحت المجال أمام الكثير من المستثمرين في مختلف البلدان ليبدأوا العمل على وتيرة أكبر ولهذا نرى أنها تنافس.
رأي المحلل الفني
إني أرى في الأسواق وخصوصاً العملات الرقمية هدوء ما قبل العاصفة وإني على اعتقاد لا ريب فيه أنها ستكون أقوى عاصفة قد تمر على حياة العملات ومركزية الاقتصاد، لأخبرك بأن إدارة المخاطر لم تعد تكفي هنا بل عليك التسلح بأكبر قدر من المعرفة قبل بدأ العاصفة.
المحلل: عمر الصياح
Omar Syyah:@SyyahOmar