الذهب.. احترس من الصعود الخادع.. عودة الملاذ الآمن آمال كاذبة

تقرير الذهب الأسبوعي

كانت بيانات سوق العمل الأمريكي الصادرة يوم الجمعة، والتي انتظرناها منذ المقال الأسبوع الماضي قد أظهرت تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر بوتيرة معتدلة، في حين انخفض معدل البطالة بالبلاد، وهو ما أكد على مدى مرونة الاقتصاد الأمريكي وقدرته علي التعافي، وعزز التوقعات برفع قوي لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي بالاجتماعات المقبلة واستمراره بسياساته.

وأدى هذا إلى صعود الدولار الأمريكي بقوة بعد صدور البيانات، مما دفع الذهب نحو التراجع بشكل حاد، إلا أن الذهب تمكن رغم ذلك من تحقيق أرباح أسبوعية، بفضل مكاسبه الكبيرة خلال أول جلستين بالأسبوع الماضي، وهذا ما جعل البعض يتصور أنها نهاية الهبوط وبدايه جديدة من بدايات الذهب، ولكننا كما أوضحنا الأسبوع الماضي أنها كانت مجرد عملية جني أرباح المؤقتة وأنه ما زال الاتجاه هابطا، طالما الفيدرالي لم يحقق أهدافه بخصوص التضخم بعد.

وعلى الرغم من كون الذهب ملاذا آمنا للتحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب عديم العوائد والمسعر بالدولار.

ذلك وارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية – بنحو 0.1 % اليوم ليسجل 112.86 نقطة، بعد أن لامس أعلى مستوياته في أسبوع يوم الجمعة، مما جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، وهو ما دفع الذهب نحو التراجع.

ومن ناحية أخرى، فقد شهدت تعاملات يوم الإثنين أول أيام التداول ارتفاعا واضحا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية، مما وضع مزيدا من الضغوط الهبوطية على أسعار الذهب، وأعطى بعض الدعم للدولار لتحد من خسائره، وسط تعرضه للبيع نتيجة عمليات جني الأرباح الأسبوع الماضي.

ويتجه تركيز المستثمرين الآن نحو بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها بوقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي ستعطي مزيدا من الوضوح حول وتيرة تشديد الفيدرالي الأمريكي باجتماعه القادم.

أسعار الذهب الآن

تنظر الأسواق إلى تقرير الوظائف الذي فاق التوقعات باعتباره دافعا إضافيا لمجلس الاحتياطي الاتحادي لرفع (أسعار الفائدة) بواقع 75 نقطة أساس أخرى في اجتماع أوائل نوفمبر.

إذا لم يتماسك الذهب عند مستوى 1690 دولارا فربما يتراجع لمستوى 1660 دولارا.

وستركز السوق الآن على بيانات التضخم الرئيسية التي ستصدر هذا الأسبوع بالإضافة إلى محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وأظهرت البيانات أن أرباب العمل في الولايات المتحدة عينوا عددا أكبر من المتوقع من العمالة في سبتمبر وتراجع معدل البطالة إلى 3.5 بالمئة.

وبعد هذه البيانات، ارتفع الدولار مقابل العملات المنافسة، كما صعدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية. ويجعل ارتفاع الدولار الذهب أعلى تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.

نبذة عن الأسواق المؤثرة

تستمر خسائر الأسهم الأمريكية في الانهيار في جولة أسبوعية جديدة تبدؤها اليوم، فعقب انهيار الجمعة الذي تلا صدور بيانات التوظيف القوية حيث فقد مؤشر إس أند بي 500 3.8 % من قيمته، يأتي اليوم ليجدد آلام البورصة الأمريكية بخسائر لَوَّنْت كل المؤشرات بالأحمر الهابط.

 وبعد سقوط العقود الآجلة للداو جونز في تداولات ما قبل الافتتاح، تسقط مؤشرات السوق الأمريكية الآن وعلى قمتها مؤشر إس أند بي 500 هبوطًا ب 1.1 %، وهبط مؤشر داو جونز ب 0.73 %، وكذلك داو جونز ب 0.73 % فاقدًا 214 نقطة حتى الآن وتنتظر الأسواق صدور بيانات التضخم نهاية الأسبوع الحالي.

أما عند مؤشر الدولار فقد ارتفع اليوم إلى 113.06 أمام سلة من العملات الأجنبية، ليعمق خسائر اليورو الجريح ويهبط به إلى 0.9705 بخسائر 0.37.

فيما هبط الذهب فاقدًا 1.9% من قيمته ليسجل 1676.75 دولارًا للأوقية، وهبطت الفضة إلى 19.617 بعد خسارة 0.638 دولارًا، حيث هبطت بـ 3.15.

وتتداول البيتكوين أدنى مستويات الـ 20 ألف دولارًا وبالتحديد عند 19232 دولارًا هبوطًا بـ 1.4.