الذكاء الاصطناعي ودوره في التداول والاستثمار

المقدمة

أثناء فترة عملي في أسواق المضاربة و الاستثمار وعلى مدار سنوات لاحظت اعتقاد مشترك لدى الغالبية، ألا و هو أن أقصى ما تستطيع برامج AI (برامج الذكاء الاصطناعي) تقديمه لك هو مؤشر أو إكسبرت تداول قد لا يكون ناجح هذا إذا نجح أساساً إلا أن الغريب بالموضوع هو ليس هذا الاعتقاد وإنما الاعتقاد الأسوأ والقائم على  اختيار إما التداول اليدوي أو الآلي.

العقل البشري وقطاع التداول

حتى ندرك الصورة بأكملها لا بد من بيانات تاريخية حيث أننا كمحللين لا نستطيع البت بالحكم إطلاقاً دون الرجوع إلى الخلف بالتاريخ قليلاً.

بالرجوع إلى عام 1850 نرى بدايات التداول و الاستثمار في سوق الصرف وهذا ما جعل كبار من الشركات رائجة في هذا القطاع و من أهمها شركة sons، هذا كتداول أما كمتاجرة فإنها تعود إلى قرون ما قبل الميلاد أساساً أما عن تدخل التكنلوجيا الرقمية فيعود إلى تاريخ ليس بالبعيد إطلاقا وإنما عام 1995، وأما عن تدخل ثورة البيانات و AI  إلى سوق الصرف فيعود إلى 2007.

بهذا السرد تنطلق مؤسسة ليجان الفرنسية، بأن الاقتصاد الحديث لم يألفه العقل البشري وذلك لاعتبار أن العمر الفعلي للاقتصاد الرقمي و القائم على المتاجرة الرقمية لا يزيد عن 70 عاماً مقارنة بالمتاجرة و التي رافقت الانسان على مدار حياته أكثر من 2000 عام.

بهذه المقارنة نتوصل بعد العديد من الاحصائيات إلى أن العقل البشري بشكل منفرد عن وجود مساعدة هو غير مؤهل حتى هذه اللحظة للإدراك السريع للمعلومات المتدفقة من الاقتصاد الرقمي أو التداول ولهذا نرى صعوبة عالية في القطاع التداولي ومن المتداولين ومنهم من ذهب إلى الاعتقاد إلى أن التداول غير مجدي في الأساس.

أنا هنا بهذه الدراسة لا أقصد أن أجعل الأمر مستحيل لا أبداً وإنما أعرض وجهة نظر لدراسة أخرى يمكنك الاطلاع عليها بالبحث عما يسمى Nano-economics العائدة لمؤسسة ليجان لتخبرك أن العقل البشري لوحده غير مؤهل لأن يتعامل مع الأسواق، وبحال وجد من يربح من الأسواق فهو إما طفرة بشرية استطاع أن يواكب هذا الكم الضخم من المعطيات القادمة من الأسواق، أو أنه يعمل ضمن فريق لإدارة محفظة أو استخدم أحد برامج معالجة المعطيات وهذا ما يقودنا إلى فقرتنا القادمة أيهما أفضل أن الاعتماد على التداول اليدوي أم برامج التداول الآلي.

أيهما أفضل التداول اليدوي أم الآلي؟

بعد الاطلاع إلى الدراسة السابقة يتبين لنا أن التداول الآلي أفضل، إلا أنه ومع إجراء اختبارات و بالنظر إلى كبار المحافظ العالمية التي تعتمد التداول الآلي وفقاً لبرامج AI  محددة أرباحها لا تتجاوز 0.5% شهرياً وهذا خيار بالغ السوء صراحة، لننتقل إلى المعضلة الأساسية نفسها والتي تنص على أنه هل يعقل أن السوق مصمم أساساً لربح قليل، لا أبداً وإنما بالنظر إلى من يحقق أرباح بالسوق نرى أنه يعتمد على آليات و خوارزميات ممزوجة ما بين الذكاء الاصطناعي و القرار البشري هنا حينها قد نرى تلك المحافظ تتجاوز أرباحها شهرياً 5%، لكن يبقى السؤال كيف يمكن الاستفادة من برامج الذكاء الاصطناعي تلك.

كيف يمكن الاستفادة من AI؟

إن الاستفادة تكمن بشكل بسيط بألا تعتمدها كآلية لاتخاذ القرار بالنيابة عنك ولكن عليك أن تعتمدها لتحلل عن وهنا نميز الكثير من البرامج التي تقوم بعملية التحليل و عملية منهجة التداول وما نقصده بمنهجة التداول هو اعتماد خوارزمية ثابتة تتغير بتغير معالم السوق يؤكد على اتباعها برامج AI  لا العقل البشري وذلك لأن العقل البشري في أساسه متحيز أي أنه يميل لتحليل قائم على التحيز (لاموضوعي) كأن ترى كامل العوامل تشير إلى صعود بحال كنت من المشترين، لذلك عليك أن تترك الخطوات و ترتيبها مع التحليل للبرامج وأنت من يقوم بالتنفيذ و التدقيق، أضف عليها أن برامج إدارة المخاطر لا بد أن تكون مؤتمتة وهي البرامج التي تغلق الصفقات و الاستثمارات آلياً دون الرجوع إليك بحال خالفت قواعد، ليبقى لدينا أن نعدد لكم ماهية هذه البرامج في المقال القادم.

رأي المحلل

في الختام عزيزي المتداول اني على اعتقاد لا ريب فيه أن الأسواق لا تنتهي عند التحليل الفني و الأساسي وهذا ما ذكرته في الكثير من المقالات السابقة لي، لذلك حاول دائما أن تتسلح بالمعرفة الصحيحة حول الأسواق وترقب مقالاتنا القادمة.

المحلل: عمر الصياح

Omar Syyah:@SyyahOmar