معلوم أن الكثير من المتداولين كانوا ينتظرون بيانات اليوم الخميس 13 أكتوبر 2022 حيث صدرت مجوعة من البيانات لكن أهمها بيانات التضخم ومعدل الشكاوى من البطالة.
-
جاء إيجابيا للدولار ويتعلق بارتفاع التضخم حيث ارتفع بمعدل 8.2% في حين كان المتوقع هو 8.1% وهذا يتطلب رفع الفائدة للسيطرة عليه.
-
جاء سلبيا للدولار وهو ارتفاع الشكاوى من البطالة بمعدل 228K في حين كان المتوقع هو 225K وهذا يتطلب تخفيض الفائدة لانتعاش السوق وخلق فرص عمل جديدة.
إذن الفبدرالي الأمريكي الآن أمام سياستين متعاكستين لدرجة التناقض كي يسيطر على التضخم عليه أن يرفع الفائدة بوثيرة سريعة وبمعدلات كبيرة وممكن 75 نقطة أساس مرة أخرى، خاصة أن الحرب الأوكرانية تزيد الطين بلة وتساهم بشكل واضح في ارتفاع التضخم.
ومعلوم أن الجميع يتحدث عن إمكانية دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي، ولربما ركود تضخمي، وهو يعتبر كابوسا مخيفا للفدرالي الأمريكي وكل الاقتصاديين، خاصة أن التقارير تشير بشكل واضح أن القارة العجوز وخاصة بريطانيا دخلت فعليا في ركود اقتصادي بعدما تراجع وانكمش اقتصادها لأشهر متتالية، وحتما ستلقي بظلالها على الاقتصاد الأمريكي نظرا للارتباطات المالية والتجارية بين الاقتصادات العالمية.
كيف تفاعلت الأسواق مع هذه البيانات؟
الأسواق كانت متخوفة كثيرا من البيانات الاقتصادية لهدا الأسبوع بصفة عامة، وبيانات الخميس بشكل خاص، وتبين في الساعات الأولى من يوم الخميس أن هناك حجم تداول ضعيف جدا، قبيل صدور البيانات نفسية المتداول كانت سلبية للغاية، ومؤشر الخوف والطمع كان متدنيا جدا، لهدا شهدنا موجات بيع، غير أنه بعد صور البيانات ارتد السوق، وجميع الأسواق امتصت الخبر السلبي المتعلق بارتفاع التضخم خاصة أنه ارتفاع جد بطيء وقريب من المتوقع.
نعتقد أن الأسواق التي عانت من موجات الهبوط لعدة أشهر خاصة العملات الرقمية والدهب والأسهم مقبلة في القريب على موجات الصعود والتحول من تراند هابط لتراند صاعد، وعليه من الجيد التفكير في إعادة النظر في المحفظة الاستثمارية واختيار الفرص الجيد، فلربما قد لا نرى هذه الأسعار مجددا إلا بعد سنوات أو بعد انتهاء الدورة الاقتصادية المقبلة، ولا تنسى القاعدة التي تقول "عند الأزمات تصنع الثروات. المقالة تعبر عن رأي الكاتب وليست توصية للشراء أو البيع.