الذهب يترقب "الفائدة" القادمة.. "جنون" الفيدرالي قد يدفعه نحو هبوط مدمر

يبدو أن الأسواق بدأت تعيد تقيم وتسعير خطوة الفيدرالي المقبلة بشأن أسعار الفائدة، حيث تتوالى التوقعات بشأن التزام الفيدرالي الأمريكي بسياسته الأكثر تشددًا من عقود.

وتراجعت أسعار الذهب لليوم الثاني على التوالي خلال تعاملات الثلاثاء وسط توقعات باستمرار السياسة التشديدية القوية من قبل معظم البنوك المركزية من أجل كبح التضخم.

وتتوقع الأسواق المالية رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر المقبل، في حين يشير استطلاع رأى لوكالة “رويترز” إلى زيادة قدرها 50 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر.

وفي المقابل لا يزال مؤشر الدولار الرئيسي قرب مستويات أمس الإثنين، حيث يحوم خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء عند مستويات 112 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية.

وتزامنا مع استقرار مؤشر الدولار الذي يميل للهبوط، استمرت تراجعات عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات نزولًا من ذروة 2008 لتنخفض إلى مستويات 4.177%.

وكانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملاتها، يوم الجمعة على ارتفاع بأكثر من 19 دولارًا مع تراجع العملة الأميركية، لتحقق مكاسب أسبوعية بنحو 0.5%.

ماذا حدث؟

وتراجعت أسعار الذهب لأول مرة في 3 جلسات متتالية، في نهاية تعاملات أمس الإثنين مع ارتفاع الدولار والأسهم الأميركية، يأتي ذلك بعد أن ارتفع المعدن النفيس 1.8% جلسة الجمعة الماضية.

التوقعات للذهب

بعد المكاسب القوية التي حققها المعدن الأصفر نهاية الأسبوع الماضي تزامنا مع عودة الهدوء لمؤشر الدولار، يبدو أن تصريحات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي بشأن قوة التشديد ومخاوف التضخم واستعدادهم للذهاب بمعدلات الفائدة إلى أبعد من التوقعات، قلبت الأوضاع من جديد لتمنح الدولار دفعة نحو الأمام.

في حين أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه في نوفمبر، إلا أن المعنويات تتراكم بين المسؤولين لأخذ قسط من الراحة.

قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، يوم الجمعة، إن على المصرف المركزي تجنب وضع الاقتصاد في "انكماش غير قسري"، وقد حان الوقت لبدء الحديث عن إبطاء وتيرة الزيادات.

وتراجعت أسعار الذهب أكثر من 9% حتى الآن خلال العام وسط الزيادات الحادة في أسعار الفائدة الأميركية،على الرغم من أن الذهب يُعَد تحوطًا ضد التضخم؛ فإن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصل؛ ما لا ينتج عنه أي شيء.

الدولار وأسعار الفائدة

أشعلت مخاوف مسؤولي الفيدرالي وحماسته تجاه عدم التقيد في مواجهة التضخم عبر مزيد من رفع الفائدة ومؤشر الدولار، والذي ارتفع 0.3% وصولا إلى مستويات قرب الـ 112.4 نقطة.

وفي المقابل نزل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من ذروة 14 عام، حينما بلغ الأسبوع الماضي مستويات 4.3% إلى مستويات قرب الـ 4.2 % خلال هذه اللحظات.

ويقوم السوق حالياً بتسعير وصول سعر الفائدة الفيدرالية عند مستوى 5.00% العام المقبل بعد رفعها مرتين بمقدار 75 نقطة أساس بنهاية العام الحالي.

وسلط رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو الضوء على المشكلة الحالية التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الكبرى بأن تجنب الانكماش أصبح مشكلة وشيكة أكثر من المعتاد.

كما أكد أنه ما يزال يأمل في أن رفع سعر الفائدة إلى أعلى مستوياتها لتتراوح ما بين 4.50% إلى 5.00% سيكون كافياً لخفض معدلات التضخم مرة أخرى نحو المستوى المستهدف.