ما زال الدولار مُحتفظ بمكاسبه التي حققها أمام العملات الرئيسية وأمام الذهب بعد تصريحات رئيس الفيدرالي خلال المؤتمر الصحفي الذي تلي كما جرت العادة اجتماع أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفيدرالي الذي انتهى كما كانت تُشير أغلب التوقعات برفع سعر الفائدة بواقع 75 نُقطة أساس بإجماع كافة أعضاء اللجنة.
رئيس الفيدرالي جيروم باول استبعد أن يكون الفيدرالي قد قام برفع سعر الفائدة بشكل أكبر من اللازم، كما أوضح أن الفيدرالي لم يُنجز بعد المهمة وأنه لا يزال ماضٍ في طريقه لاحتواء الضغوط التضخمية حتى يتبين هبوط التضخم لمُعدل ال 2% الذي يستهدفه سنوياً وهو ما قد يؤدي إلى رفع أعضاء اللجنة لتوقعاتهم بالنسبة لسعر الفائدة الشهر القادم.
جدير بالذكر أن هذه التوقعات تصدُر بشكل ربع سنوي وأن متوسط توقع الأعضاء عقب اجتماع سبتمبر الماضي قد جاء كالتالي:
4.4% بنهاية 2022 و4.6% لعام 2023 و3.9% بالنسبة ل 2024 و2.9% في 2025 من 3.4% بنهاية 2022 و3.8% في 2023 و3.4% بالنسبة ل 2024 كان يتوقعها الأعضاء في يونيو الماضي.
رئيس الفيدرالي كما كان مُنتظراً أشار إلى قُرب خفض الفيدرالي لوتيرة رفعه لسعر الفائدة مُتوقعاً أن يكون ذلك مع اجتماع ديسمبر القادم أو ربما مع اجتماع فبراير من العام القادم وهو أيضاً ما لم تكن تحتسبه الأسواق التي كانت تنتظر إشارة أقوى عن حدوث ذلك مع الاجتماع المُقبل في ديسمبر.
رئيس الفيدرالي جاء حديثه في مُجمله كما كان مُنتظراً مُبرراً لاستمرار الرفع بهذه الوتيرة المُرتفعة نسبياً للمرة الرابعة مُعللاً ذلك بالأزمة الأوكرانية وما تسببت فيه من رفع لأسعار المواد الأولية والطاقة حول العالم في وقت بدء الاقتصاد فيه بالتعافي من الآثار السلبية لفيروس كورونا.
بينما جاء التحليل الاقتصادي الصادر عن أعضاء اللجنة ليوضح أن الأعضاء يضعون في اعتبارهم التأثير الواقع على الاقتصاد نتيجة ما قامت به اللجنة من رفع لسعر الفائدة وأنها تتابع أثر ما تم القيام به حتى الآن من رفع.
وستعتمد على ما سيرد لها من بيانات وَتَغَيُّرَات اقتصادية ومالية في تحديد وتيرة الرفع المُقبلة، وهو ما يعني أن الفيدرالي ما زال في طريقه للرفع وليس في حيرة من أمره بهذا الشأن، فقط مقدار الرفع هو الذي أصبح محل نقاش وليس اتخاذ القرار بالرفع من عدمه حتى الآن.
الفيدرالي أوضح أن رفع سعر الفائدة سيُؤدي في النهاية للهبوط بمعدل التضخم لمُعدل ال 2 % الذي يستهدفه على المدى المُتوسط، كما أشار تحليل الفيدرالي مرة أخرى إلى استمرار قوة أداء سوق العمل حتى الآن رغم ما تم القيام به من رفع لتكلفة الاقتراض، بينما لا يزال ينمو الإنفاق والإنتاج بشكل مُعتدل كما تُشير البيانات الصادرة مؤخراً.
بعد قرار الفيدرالي تراجع الدولار كما أخذت مؤشرات الأسهم الأمريكي في الارتفاع نتيجة التحقق من رفع سعر الفيدرالي لسعر الفائدة بالوتيرة المُنتظر إلا أن حديث رئيس الفيدرالي أعاد للدولار قوته أمام العملات الرئيسية وأمام الذهب بينما هبط بمؤشرات الأسهم الأمريكية.
ليهبط اليورو أمام الدولار ليتواجد بالقرب من مُستوى ال 0.98 كما تراجع الإسترليني ل 1.1375 حتى الآن أمام الدولار الذي ارتفع لحدود ال 148 أمام الين مع تراجع في الإقبال على شراء أذون الخزانة الأمريكية وصعود عام في العوائد عليها داخل أسواق المال الثانوية.
ما أعطى الدولار جاذبية أمام العملات الرئيسية وأمام الذهب الذي انخفض ل 1632 دولارا للأونصة حتى الآن، بينما ارتفع العائد على أذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادة ما يجتذب اهتمام المُتعاملين في الأسواق ليتواجد حالياً بالقرب من 4.11 % بعد حديث باول، بعد هبوطه دون مُستوى ال 4 % عقب قرار الفيدرالي مُباشرةً.
بينما يُشير حالياً العقد المُستقبلي لداوجونز الصناعي لتواجد بالقرب من 32100 لكن دونها بعد أن كان قد تخطى مُستوى ال 33000 خلال جلسة الأمس الأمريكية، كما هبط ستاندارد أندي بورز 500 المُستقبلي ليتواجد حالياً بالقرب من 3750، كما تراجع أداء الناسداك 100 المُستقبلي ليتواجد حالياً دون مُستوى ال 10880 وقت الانتهاء من كتابة هذا التقرير.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار.