آخر التطورات
بعد إفلاس ثاني أكبر منصة في العملات الرقمية FTX، وإنهيار عملتها الشهيرة FTT واستمرار انخفاض البيتكوين من مستويات 20 إلى 16 في وقت كتابة المقال، تكثر الإشاعات نحو المزيد من الإفلاس المتكرر لمنصات ذاع صيتها في الفترة الأخيرة.
وأضف على كل هذا عزيزي القارئ ما أراه من فكر خاطئ بين المتداولين أن البيتكوين قد هبط نتيجة إفلاس المنصات وهذا خاطئ تماماً، فالأمر وفقاً لما نراه يختلف تماماً وهذا لما نملكه من سابقة معلومات، حيث ما نراه ما هو إلا مجرد تكرار للتاريخ ولكن باختلاف المسميات.
سبب الهبوط
كنا قد أسلفنا في عدة مقالات سابقة لنا بأن البيتكوين إلى هبوط حتمي، وذلك ليس لبراعتنا في التحليل وإنما لصراحة البيتكوين في كونه يمر أساساً في دورة زمنية هابطة وهو يستعد لأن يرفع صعوبة التعدين (difficulty) برمجياً، وهذا يقابله انخفاض المطروح من البيتكوين، ولذلك لا بد من أن يهبط قبل أن يرتفع الرقم وهذا ما نسميه بدورة زمنية هابطة، ولنكن أكثر واقعية فإن البيتكوين على مدار تاريخه هبط يما يصل إلى 4 مرات مكملاً فيها 80% من نسبة الهبوط ثم عاود بعدها الصعود لأربع سنوات ( أقرأ مقال الدورات الزمنية للبيتكوين لتفهم المقصود أكثر).
هذا الهبوط الهدف منه رفع مستوى أمان البيتكوين بشكل مستمر مع مجموعة من العوامل الأخرى التي لها صلة بآلية تسعير البيتكوين كوحدة رقمية، وأثناء كل هبوط في الماضي كنا قد نسمع عن مشاريع وعملات لم تستطع الصمود أمام هذا الهبوط وذلك لعدم عملها بشكل لامركزي كما يعمل البيتكوين.
وأشهر مثالا في الوقت الحالي هو منصة FTX، لقد أتى إفلاس المنصة في ظل أسوأ ظروف السوق إلا أن هذا الإفلاس لم يكن له أثر على السوق سوى للعملات التي تكون في عملها مركزية بشكل بحت مثل سولانا، أما عن كونها السبب المباشر في هبوط السوق فهذا خاطئ وإنما يمكن القول إن الإفلاس ساهم في المزيد من الهبوط على عملات أخرى، إلا أنه ليس بسبب رئيسي، حيث يعود السبب إلى انحسار البيتكوين ضمن دورة زمنية هابطة.
مراحل تاريخية قديمة
حقيقة هذا الإفلاس يذكرني بمشاكل البنوك الأميركية ما بين عامي 1990 وحتى 2007 وكيف كانت البنوك المركزية تفلس نتيجة إشاعة مفادها أن البنك سيفلس، بالرجوع إلى تلك القصة نرى أن البنوك عانت بسبب نظامها المركزي البحت إلى عدة انهيارات متتالية، أشهرها وآخرها أزمة الرهن العقاري.
وكل أزمة كانت تقود في نهاية المطاف إلى وجود نظام أقوى يحتوي على عدد ثغرات أقل مما سبقه من نظام، وآخرها هو نظام عمل البيتكوين باعتباره في الأساس نشأ ليستبدل نظام عمل البنوك، ولكن ما زال حتى الآن في رهن التجربة. وأما عن المشاريع التي قامت على تقنية شبيهة بتقنية البيتكوين (سلسلة الكتل) فإنها أيضا تحت التجربة ليثبت أنها ذات فعالية وبكل أسف FTX ليست منها.
لذلك، هل يمكن القول بأن العملات الرقمية ما هي إلا فقاعة؟
حقيقة الجواب أقرب إلى أن يكون نعم، ولكن ليست لكل العملات فالأمر في جله يعتمد على مجموعة من الاختبارات منها اختبار مدى قوى العملة في أن تتعدى محنة مر بها العالم من قبل، إلا أنه لم يستطع حلها بنظام مركزي فلجأ إلى اللامركزية.
وحتى يكون جوابنا موضوعي في البداية فإني دوماً ما اعتد أن أدرس جميع الاختيارات وهذا ما يجعل المحلل على صواب بأن يستثمر ويتداول على جميع الخيارات الممكنة، لا على خيار ربما قد يقع وربما قد نتمنى أن يقع.
المتوقع على المدى المتوسط
أسلفت في مقال الأسبوع السابق بأن البيتكوين ضمن مجموعة من الخيارات الفنية التي تؤول إلى هبوطه نحو 8000 قبل أن ينهي دورته الزمنية الهابطة، وعند هذه المستويات قد يبدأ بالصعود باستهداف مستويات غير مسبوقة، إلا أن احتمال وقوع هذا الشيء ضعيف كون جميع المحللين يتوقعون هذا الاحتمال، ولذلك يبقى الاحتمال غير المتوقع وهو التذبذب على مدار ما بين 11000 وحتى 16000 قبل مبادرته نحو الصعود (هذا حدث في الدورة الزمنية السابقة).
المتوقع على المدى البعيد
هنا لا أقصد البعيد كثيراً وإنما على مدار سنة أو أقل، سنرى أن عدد العملات بدأ ينحصر لمن يستطيع فعلاً تقديم فائدة على أرض الواقع وإصلاح أخطأ الاقتصاد المركزي.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ نصيحتي لك بحال كنت مستثمراً بعيد المدى، وركز على كلمة بعيد المدى، فإن هذه الفترة قد لا تراها مرة أخرى، والطريقة الأمثل هي بأن تركز على عملات لها مكانتها في السوق لا مشاريع ناشئة، وبحال كنت متداولا فأنصحك بالانتظار حتى نهاية السنة.
عملات لا بد من أن تدخل ضمن الاستثمار
BTC ضمن مستوى سعري أقل من 17000
LTC أقل من 60
BNB أقل من 300
Polygon أقل ن 0.5
Solona أقل من 20
المحلل: عمر الصياح
Omar Syyah:@SyyahOmar