بالرغم من الارتفاعات القوية التي شهدها الذهب مع اقتراب نهاية العام الجاري إلا أن أدائه منذ بداية العام، وحتى الآن لا يزال في النطاق السلبي عند -1.25% منذ بداية العام وحتى اليوم.
شهد الذهب هذا العام إقبال قوي من البنوك المركزية التي قامت بزيادة حيازتها من الذهب لأعلى مستوى لها منذ 1967 وتأتي الصين وروسيا في مقدمة الدول التي قرر تنويع احتياطياتها من الأصول بدلًا من الدولار الأمريكي.
وحسب مجلس الذهب العالمي، فقد قامت المؤسسات المالية بشراء 673 طن من الذهب خلال الشهر الماضي، بينما قامت البنوك المركزية بشراء 400 طن خلال الربع الثالث من العام الجاري وهو أعلى معدل ربع سنوي منذ عام 2000.
ويوضح الرسم البياني التالي معدل عمليات شراء البنوك المركزية للذهب على أساس ربع سنوي.
تشير الاحصاءات الأخيرة إلى أن البنوك المركزية العالمية قد تتجه لزيادة حيازتها من الذهب بدلًا من الدولار الأمريكي لتجنب فرض أية عقوبات عليها مثلما حدث مع روسيا؛ حيث أدت تلك العقوبات إلى تقليل الثقة في الاعتماد على الدولار كعملة احتياط عالمية والذي أصبح أن يستخدم كسلاح للضغط على الدولار التي تخالف التوجهات الأمريكية.
ستظهر الإحصاءات المقرر صدورها بنهاية الربع الأول من العام المقبل ما إذا كانت توجهات البنوك المركزية لشراء الذهب هي توجه للاعتماد فعلا على الذهب بديلًا عن الدولار، أما أنها عمليات شراء مرتبطة فقط بالأحداث الجيوسياسية.
ولكن مما لا شك فيه إن استمرار البنوك المركزية في زيادة حيازتها بشكل قوي من الذهب يعني استمرار هذا السيناريو لفترة طويلة من الوقت قد تمتد لعدة سنوات ولا يمكن التخلي عن تلك السياسية بشكل مفاجئ، الأمر الذي قد يدعم اتجاه صعود الذهب على المدى الطويل في حال استمر هذا التوجه في عام 2023.
من الناحية الفنية، من المتوقع أن يستمر الدعم الشرائي للذهب طالما استقرت التداولات أعلى خط الاتجاه الصاعد وأعلى المستوى 1795$.
ويلاحظ وجود مقاومة عند المستوى 1810$ بينما يستقر الدعم عند 1800$ ويليه 1795$.
على الجانب الهابط، في حال كسر خط الاتجاه والاستقرار أسفل 1790$ فمن المتوقع أن تتراجع أسعار الذهب صوب المستوى 1785$.
