بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أسباب تراجع شهية المخاطر والأسهم الأمريكية:
إن ما يركز عليه الفيدرالي حاليا هو السيطرة على التضخم وإن جاء ذلك على حساب النمو والمخاوف من حدوث الركود بسبب السياسات التشددية.
وتظهر البيانات الاقتصادية الأخيرة والتي تعكس النمو أخذه في الانخفاض، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي وغير التصنيعي كما تراجعت مبيعات التجزئة وهو صدر بأرقام ضعيفة للغاية منذ عام.
كما انخفض الإنتاج الصناعي على أساس شهري وهو أكبر انخفاضا منذ سبتمبر ٢٠٢١، كل ذلك يعكس تباطؤا في الإنتاج وانخفاض في الطلب والمبيعات مما تزداد المخاوف من حدوث ركود اقتصادي قوي، ولعل ذلك كان أحد أهم أسباب تراجع أسواق الأسهم الأمريكية.
التضخم والمخاوف القائمة:
مع تراجع معدلات التضخم إلى 6.5 % في آخر قراءة لمعدل التضخم والذي جاء بنفس توقعات المحللين، إلا أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أعلنوا أنهم لم يقتنعوا بهذا الانخفاض للتضخم، وبالتالي انعكس بزيادة القلق لدى الأسواق عما إذا كان خفض سعر الفائدة سيبدأ هذا العام أم سيكون متأخرا، ولعل الاجتماع الأول للفيدرالي في عام ٢٠٢٣ في ١ فبراير لإقرار معدل الفائدة في غاية الأهمية، حيث هناك تضارب ما بين رفع الفائدة ٥٠ نقطة أساس أو ٢٥ نقطة أساس.
وبالتالي الأسواق في مناطق الضبابية لزيادة عدم اليقين فيما يخص قرار الفيدرالي في اجتماعه المقبل.
الذهب واستغلال ضبابية الدولار:
لعل الدولار في تذبذب أفقي محدود التذبذب في مناطق حيرة وضبابية، ولعل في الوقت الذي يبحث الدولار عن اتجاه في المدى القصير قد يستغل الذهب هذا الضعف بالاستمرار بالصعود متجاوزا العلاقة العكسية بينه وبين الدولار. وقد وجدنا الأسبوع الماضي يوما من أيام التداول صعود الدولار والذهب في آن واحد، مما يدلي بأن الذهب يغرد خارج السرب حيث السلوكيات السعرية للدولار والفضة في حالة ضبابية، بينما الذهب يصر على الصعود وربما يكون لديه إصرار على مستهدفات سعرية أعلى.
مرفق لكم التحليل الفني الأسبوعي المصور لكل من الدولار والذهب والفضة والداوجونز.
لا تحرمونا من تعليقاتكم وإستفساراتكم والتي سيتم الرد عليها.
دمت بخير
د. محمد الغباري