التحليل الفني:
هنا نرى وبوضوح أن الذهب يمر بنمطين استمراريين للإتجاه الصاعد، الأول وهو نموذج الراية، والثاني هو المثلث المتماثل، ولا يخفى على الجميع تداولات الأسبوع الماضي حيث شهدت ذبذبة في نطاق ضيق وحيرت الجميع بين الصعود والهبوط، وهذا هو القلب النابض لسلوك المثلث المتماثل، الحيرة.
مستويات 1998 تعتبر الحد العلوي للنمطين، باختراقها يتحرر الذهب من الاتجاه الأفقي الحالي ويواصل مسيرته الصاعدة نحو أول أهدافه على المدى القريب 2065، والهدف الرئيسي للنمط الثاني " الراية في مستويات 2190.
لذا ننصح بالشراء بإختراق مستويات 1998 لاستهداف المستويات المذكورة.
في حال واصل الذهب هبوطه لمستويات 1860 في هذه الحالة ايضاً يمكنك الشراء لان هذا المستوى يعتبر الحد السفلي للمثلث المتماثل الحالي وايضا بنفس أهدافه.
السيناريو العكسي يتمثل في كسر الذهب لمستويات 1950، في هذه الحالة سيفشل نمط الراية وسيكون للمثلث المتماثل هدف هبوطي قرب مستويات 1890، لذا نرجح البيع في حال تم كسر هذا المستوى 1950.
أزمة البنوك..وصناعة الأزمة
لم تعد أزمة البنوك المحرك الأساسي الآن للأسواق، تلك الازمة كانت بمثابة علاج للزهايمر الذي أصيب به المضاربون بالسوق، وتناسوا بفعل فاعل أن السوق مليء بالأزمات. بدأ الخبراء يطلون علينا الآن من كل حدب وصوب، كل يتحدث عن أزمة في قطعة ما على رقعة الشطرنج.
في الشهر الماضي "تفاجئ" السوق أن أزمة ما تلوح بالافق تهدد النظام المصرفي الغربي بين ضفتي الأطلسي، هرولوا نحو الملاذ الآمن الحقيقي " الذهب "، ليصلح الذهب لعبة في يد صانعي الأزمات، والذين يكرهون صعود الذهب
صعود الذهب عالمياً يعني أن الاقتصاد العالمي أو الأمن العالمي أحدهما في أزمة
فما بالك عزيزي القارئ أننا نعيش ومنذ 2014 في أزمة أمن عالمية بين روسيا وأوكرانيا، وازدادت اشتعالاً منذ عام، وهي على وشك الانفجار الآن.
من ناحية اخرى هناك ازمة اخرى تهدد الأمن العالمي قد تكون معركة روسيا وأوكرانيا بالنسبة لها مجرد نزهة، ألا وهي جزيرة تايوان، التي صرحت الصين على السنة كبار مسئولية أن مسألة ضمها مجرد وقت، بل ويضعون التواريخ لذلك، فأحدهم يقول بحد أقصى 2027، وآخر يقول بل 2025، والآن نتحدث عن ضمها نهاية 2023 أو أوائل 2024.
هنا ورغم أنني لست ضد نظرية المؤامرة ككل ولكن ضد أن تسيطر على عقل الإنسان بالكامل، ذهبت الى تلك النظرية وقلت في نفسي، ماذا لو كانت الحرب على أوكرانيا باتفاق مسبق بين روسيا والصين؟
ألم تسمع كل وزراء دفاع حلف الناتو وهم يصرخون الآن من نفاذ مخزون الأسلحة، أحدثهم كبيرهم الذي علمهم السحر، الولايات المتحدة والتي صرحت منذ عدة أيام أنها تحتاج ثلاثة عشر عامًا من الإنتاج المتواصل لتعويض مخزون السلاح التي زودت به أوكرانيا. صرخات مشابهة صدرت من شرق الأطلسي حيث وزراء الدفاع في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
الآن وإن دخلت الصين تايوان، من يمكن أن يمد تايوان بالسلاح؟!
هذا بخصوص "الأمن العالمي"، أما بخصوص الاقتصاد العالمي أعتقد أنك لا تريد أن تسمع المزيد، مشاكل الإمدادات ؟ أزمة الرقائق الذكية ؟ تقلص إنتاج الشركات ؟ التضخم ؟ انهيارات البنوك؟ ارتفاع معدلات الفائدة ؟ الفقر الذي يأكل الدول النامية والفقيرة كالنار في الهشيم؟
تمنياتي للجميع بتداول سعيد وربح وفير
كريم راغب - محلل فني