محاولات لإسقاط الدولار والذهب والعملات المشفرة المستفيد الأكبر

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين 

محاولات لإسقاط الدولار الأمريكي:

عوامل عديدة تشير باحتمالية إضعاف الدولار الأمريكي خلال المرحلة المقبلة .. تعالوا نتعرف عليها:

من المتوقع أن تسعر الأسواق بأن أسعار الفائدة الأمريكية عند ذروتها أو قريبة منها خاصة بعد انهيارات لبعض البنوك الأمريكية والذي بدأت ببنك سيليكون فالي والتي انتقلت عدواها للبنوك الأوروبية وتزايد المخاوف إتجاه القطاع المصرفي مع تزايد حالة عدم اليقين.

تصريحات جيروم باول في مؤتمرة الصحفي خلال إقرار الفائدة والذي أشار فيه بأن التوقعات أن تصل ذورة الفائدة إلى 5.1% وهذا يعني بأننا قد نوشك على نهاية رفع أسعار الفائدة والتي كانت السبب الرئيسي لإنهيارات البنوك لذلك لا نتوقع أن يتجرأ الفيدرالي مجددا برفع أسعار الفائدة بوتيرة سريعة خلال الفترة المقبلة بل متوقع أن يقوم بتثبيت الفائدة قد أن يفكر في تخفيض معدلات الفائدة لدعم الاقتصاد الأمريكي ضد مخاوف الركود الاقتصادي.

قد يعتمد الفيدرالي بأن يحقق هدفه للتضخم عند 2% من خلال تضييق الخناق على عمليات الائتمان وتشديد الرقابة على البنوك الأمريكية مما يدعم تخفيض التضخم لمستويات تقترب من هدف الفيدرالي للتضخم عند 2%. 

تكتلات إقتصادية لكسر هيمنة الدولار الأمريكي منها الاتفاق التجاري بين الصين كثاني أكبر عملاق تجاري والبرازيل كأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية على أن يتم الصفقات التجارية بينهما بعملاتهم المحلية بديلاً عن الدولار الأمريكي حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 150 مليار دولار في العام الماضي.

كذلك موقف روسيا تجاه الولايات المتحدة والغرب حيث روسيا اعتمدت على الروبل الروسي في معاملاتها التجارية بعد تطبيق العقوبات الأمريكية عليها وكذلك فرضت بيع الغاز والنفط بالروبل الروسي للدول الغير صديقة.

أما الضربة الثالثة أتت من الهند والتي تعتبر الشريك الاستراتيجي لروسيا والذي اتفقا على إستخدام عملاتهم في التبادل التجاري الذي ستتم بينهما.

رد وزارة الخزانة الأمريكي :

من الغريبة أن رد وزارة الخزانة الأمريكية بأن كل هذه الاتفاقيات للحد من هيمنة الدولار أمر صعب جدا ولا يمكن تحقيقه كما أعتبر بعض المحللين بأن عمليات إضعاف الدولار سيعكس نطام نقدي مشتت لدول صاحبة عملات صغيرة ليس لها تأثير على الاقتصاد العالمي.

نظرية الكاش:

بالتالي إذا كان بعد الأحداث تعكس عوامل إضعاف الدولار الأمريكي بالتزامن مع أزمة البنوك الذي انهارت فيها عدة بنوك أمريكية وانتقلت العدوى للبنوك الأوروبية بأزمة بنك كريدي سويس السويسري، مما زادت من مخاوف المودعين وهزت ثقتهم بالقطاع المصرفي عموما ويظهر ذلك بكم السحوبات من البنوك الأمريكية والأوروبية حيث صرح البنك المركزي الأوروبي بأن هناك عمليات سحب كبيرة تقدر حجمها 214 مليار يورو، كما أن الفيدرالي كان له تصريح بأن هناك أكثر من 600 مليار دولار سحوبات خلال الفترة الماضية .. مما يعكس اهتزاز الثقة لدى المودعين وتحولهم لنظرية الكاش أو الاحتفاظ بالكاش في صورة ذهب أو عملات مشفرة .

توقعات بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) للذهب :

حيث يتوقع بنك جولدمان ساكس استمرار الاتجاه الصعودي للذهب لعدة عوامل منها :

المشتريات المكثفة من البنوك المركزية 

تزايد عدم اليقين نتيجة التوترات الجيوسياسية 

إستمرار طلب المستهلكين للذهب بشكل متسارع للتحوط من التضخم العالمي 

تطورات جديدة :

أعلنوا أعضاء منظمة أوبك بلس يوم الأحد بتخفيضات طوعية بمقدار 1.66 مليون برميل يوميا بقيادة السعودية وروسيا أصحاب التخفيض الأكبر لكل منهما نصيب في التخفيضات الطوعية بمقدار 500 ألف برميل لكل منهما بداية من شهر مايو حتى نهاية العام وكان المبرر منهم هو كإجراء إحترازي لدعم واستقرار أسعار النفط

مما جدد المخاوف من عودة تسارع التضخم العالمي مما قد يعرقل خطوات الفيدرالي لمحاربة التضخم والأسواق في بداية تداولات الأسبوع محاولة تسعير الأمر برد فعل عنيفة للدولار وهبوط الذهب متأثرا بصعود النفط في بداية التداولات فوق مستويات 85 دولار لخام البرنت إلا أن الأسواق عادت من جديد لمسارها الطبيعي بتراجع الدولار وعودة صعود الذهب كل ذلك يحدث في ظل أزمة البنوك الأمريكية واهتزاز ثقة المتعاملين بالنظام المصرفي الأمريكي والأوروبي لربما هذه الأزمة تطغى على السوق الأمريكي حاليا مع التضخم الذي يعتبر المحرك الرئيسي لمسار الفيدرالي 

أهم ما يترقبه الأسواق هذا الأسبوع إن شاء الله :

الأسواق تترقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية ومعدل البطالة ومعدل الشكاوي من التوظيف الأمريكية، وكما نعلم بأن الفيدرالي يعمل على إضعاف سوق العمل وزيادة البطالة من أجل التأثير على الإنفاق الاستهلاكي وتحقيق هدف الفيدرالي للتضخم عند مستهدفه 2%.

مرفق لكم ترجمة فنية لما ذكرناه في التقرير الأساسي والذي سيعكس توقعاتنا للدولار والذهب والفضة وباقي المؤشرات العالمية، تابع الرؤية الفنية لعل تساعدك كخارطة الطريق لتداولاتك خلال هذا الأسبوع.

وتقبلوا تحياتي 

د. محمد الغباري