تراجع سعر أونصة الذهب من أعلى قمة سجلها بالقرب من مستوى ٢٠٨٠$، بعد أن بدأ السوق بتسعير احتمال سياسة نقدية أكثر تشددًا من الفيدرالي الأمريكي، وتزامن هذا الخبر مع بداية صدور بعض بيانات التضخم الأساسي الذي لم يتراجع بشكل واضح مع ارتفاع معدلات الفائدة. إذا نظرنا إلى التضخم بشكل عام، كانت الدورة التشديدية لها تأثير واضح عليه و تراجع من ٩.١٪ الى ما دون ٥٪ . ومع ذلك، سوق العمل المتماسك في الولايات المتحدة لم يساهم في محاربة التضخم، حيث ظل قطاع الخدمات مرتفعًا نسبيًا و هذا أثر سلبًا على بيانات التضخم الأساسي.
المعادلة ليست بسيطة و لكن واضحة. عندما نتكلم عن تشديد و رفع الفائدة بشكل أكبر، فإننا نشهد ارتفاعًا في عوائد السندات، وهو ما يضغط بدوره على سعر أونصة الذهب، نظرًا لأن المستثمرين يخرجون من الملذات الآمنة للجوء الى الاستثمار في السندات و هذا ما يسمى "بالكابيتال روتاشن" او "دوران رأس المال".
الأسواق الآن تترقب اجتماع شهر يونيو لمعرفة نوايا الفيدرالي الأمريكي بالنسبة لرفع الفائدة و محاربة التضخم أو الدخول في مرحلة جديدة و بقاء الفائدة على حالها للفترة القادمة.
من دون شك أن التشديد القوي أصبح خلفنا واقتربنا من سقف الفائدة. لذلك، من المنظور الفني، نترقب الذهب عن كثب لإنهاء التصحيح بالقرب من مستوى ١٨٨٠/١٨٤٠ و ننتظر إشارة انعكاسية تدل على الإيجابية لاستهداف قمم جديدة بالقرب من مستوى ٢١٨٠/٢٢٧٠ دولار للأونصة.