بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين
لعل شاهدنا جميعا السقوط الحر للدولار الأمريكي في نهاية تداولات الأسبوع الماضي .. والعجيب لم يتفاعل معه الذهب أكتفي بما حققه من إرتفاعات سابقه لخمس جلسات متتالية ليرتفع من 1906 $ إلي 1963$ للأونص قبل أن يقلص أرباحه يوم الجمعة الماضية ليغلق على إنخفاض بأقل من ٠٫٢٥٪ فوق مستوى 1955$ للأونص
الدولار مؤشر لشهية المخاطر:
أنخفض الدولار الأمريكي بحوالي 2.5% الأسبوع الماضي وهو أسوأ أداء أسبوعي متأثرا بتباطؤ التضخم الأمريكي بعدما صدرت عدة بيانات تعكس معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية
حيث صدر مؤشر اسعار المستهلكين بأقل من التوقعات حيث التوقعات كانت تشير أن يسجل ٣٫١٪ إلا أنه صدر بأقل من التوقعات ليسجل ٣٪
كذلك صدر مؤشر أسعار المنتجين كأحد مقاييس التضخم بأقل من التوقعات حيث صدر المؤشر عند 0.1% بينما كانت التوقعات تشير إلي 0.4%
وطبعا عزز من إحتمالات اكتفاء الفيدرالي الأمريكي برفع اسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام مما يدعم التوقعات بأن الإحتياطي الفيدرالي يقترب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة
ما يتوقعه الأسواق:
لو رجعنا لأداة مراقبة الفيدرالي نجد أن تزداد نسبة التصويت تتعدى ٩٠٪ على رفع معدل الفائدة في إجتماع الفيدرالي المقبل يوم ٢٦ يوليو
حيث لا تزال الأسواق تتوقع رفع سعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بمقدار ٢٥ نقطة أساس في أجتماعه المقبل يوم ٢٦ يوليو مع الميل بأن لن يكون هناك إرتفاع أخر هذا العام
من المستفيد الأكبر !
بالرغم من التراجع العنيف للدولار الأمريكي إلا أن الذهب وقف ساكنا ولم يتجاوب بعلاقته العكسية مع الدولار ولم يستطيع إختراق مقاومته الحالية عند 1963$ للأونص لأسعار العقود الفورية حيث الأمر يتعلق بشهية المخاطر الذي أثبتت إرتفاعها بالفترة السابقة وتوجهها للأصول عالية المخاطر والدليل على ذلك الصعود السابق البيتكوين حتى أستطاع أن يرتفع فوق ٣٠ ألف دولار بالإضافة شاهدنا يوم الخميس الماضي صعود عنيف للريبل XRP بما يقارب ١٠٠٪ ليرتفع من 0.47 $ حتي لامس 0.93 $
ولعل هذا التحركات في سوق العملات المشفرة دلالة كافية لعودة شهية المخاطر على الرغم من الأخبار السلبية عن سوق العملات المشفرة بل بنتوقع المزيد من الصعود وربما كان لدينا توقعات مسبقة بأن البيتكوين يستهدف مستويات ٣٤ ألف دولار وهذا ما سنوضحه في التقرير الفني
وماذا عن الذهب ؟
الذهب لا يضر عائدا كمثل الأصول ذات المخاطر المرتفعه إلا أن وظيفته الأساسية هو ملاذ أمن ومن أهم اوسائل للتحوط من التضخم والأزمات الإقتصادية والسياسية ، لذلك يفتقر للعوامل التي قد تساعد على عودة بريق الذهب حيث الأسواق استوعبت أزمة الحرب الروسية الأوكرانية ولا يوجد جديد يدعم صعود الذهب كملاذ آمن
لذلك قد نرى توجه السيولة وانتقالها من أدوات الديون المستفيدة من الفائدة المرتفعه سابقا في ظل السياسة النقدية الانكماشية لتنتقل إلي الأصول عالية المخاطر
ما ينتظره الأسواق:
موسم أرباح الشركات للربع الثاني من العام الجاري على الأبواب وهذا قد يمنح بنك الإحتياطي الفيدرالي للتفكير فيما يتعلق بأي زيادات إضافية لأسعار الفائدة .
كذلك الأسواق تترقب أجتماع الفيدرالي يوم ٢٦ يوليو للشهر الجاري وما سينتج عنه من صدور قرار أسعار الفائدة والتوقعات للاقتصاد الأمريكي والمؤتمر الصحفي لجيروم باول والذي يحرك الأسواق بقوة
الخلاصة:
يتضح عودة شهية المخاطر للأصول عالية المخاطر من سلوكيات الدولار والذي هبط بعنف بعد صدور بيانات مهمة عن تباطؤ معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية
بالتالي نتوقع أن تتجه سيولة المخاطر من أدوات الدين الأمريكية التي استفادت من الفائدة المرتفعه لتعود إلي سوق الأصول المرتفعه مثل الأسهم الأمريكية والعملات المشفرة وخلافه وربما ليس للذهب أي عوامل تقوده للصعود غير تراجع الدولار الأمريكي وليس هذا كافي وحيث الذهب يسطع بريقه في الأزمات المالية والتوترات السياسية والذي يفتقره الآن
لذلك سلوكيات الدولار الأمريكي والعملات المشفرة يدلان على عودة وارتفاع شهية المخاطر وربما الأسهم الأمريكية تنتظر موسم أرباح الشركات حتى يتفاعل معها شهية المخاطر
أتمني أن يكون التقرير قد حاز على إعجابكم ولا تنسوا التقرير الفني الذي أترجم فيه كل ما ذكرته في التقرير الاقتصادي من خلال رسم سلوكيات شهية المخاطر من خلال تحليلنا للدولار والذهب والعملات المشفرة والمؤشرات العالمية