الذهب يرتدي زي الحرب ضد الطمع
"الطمع يجعل الأغنياء، فقراء، ويقلب الموازين أكثر بكثير مما تتصور، فقد يجعل دولة على حافة النهاية"
بنجامين فرانكلن
إن الاقتصاد بعظمته يقوم على مبدئ العرض والطلب، حيث ارتفاع أو انخفاض أحدهما يقود إلى اختلاف السعر ولكن لا يمكن أن نقول أن الاختلاف لا يمكن التنبؤ به فلا وجود لاقتصادي لا يستطيع التنبؤ بالسعر باختلاف عوامل العرض والطلب، وإن عوامل العرض والطلب للأسواق عموماً وللذهب خصوصاً هي مشاعر الخوف والطمع، ولهذا قد نرى اقتصادات بُنيت على أساس الخوف تنهار لحظة الطمع وكذلك العكس تماماً.
آخر التطورات الفنية
هبط الذهب بقوة خلال الأسبوع السابق بنسبة تصل إلى 1.6%، بعد تداوله بشكل عرضي لمدة طويلة أعلى منطقة تجميع مهمة، ليغلق ثلاث إغلاقات سعرية متتالية أسفل منطقة التجميع وهذا ما يجعل النظرة على الذهب شديدة السلبية عليه وهذا ما يوافق السيناريو الثاني الذي ذكر في المقال السابق.
مؤشر الطمع يغير الحكاية
"للجحيم ثلاث بوابات الشجع، الطمع والشهوة"
عندما نؤكد كمحللين أن للطمع والخوف قواعد العرض والطلب ذاتها هذا لأنه رأينا ذاتية القانون تتحقق مع أشهر السلع التي لم نتوقع انهياراها في يوم من الأيام، تماماً كما حدث مع النفط عندما ارتفع مؤشر الطمع الدولي عليه لنسب قياسية تاريخية كيف انهار تماماً.
ارتفع مؤشر الطمع الخاص بالذهب بعد أن أغلق الذهب أسفل 1900$ بنسبة 30% عن سابقه، وهذا يدل على شيء واحد لا مفر منه وهي أن صغار المتداولين يظنون أن السعر جيد للشراء، وأن صانع السوق لا يحبذ أن يصعد السوق من هذه المستويات فيضغط على الدولار ليصعد.
في هذه الحالة وعندما نرى مؤشر الطمع الخاص بالذهب يرتفع يتصرف الذهب على النحو التالي وباحترام القواعد التالية:
1. تنفصل العلاقة ما بين الذهب والدولار ولا تصبح العلاقة عكسية
2. يزداد أثر الذهب بنسبة لخطابات ذو صلة بالتضخم، وأرقام التضخم مثل خطاب باول وحديث رئيس مجلس الاحتياطي
3.الذهب يرتدي زي الحرب وهي أن الذهب سيهبط ليحقق قاعدة سعرية تنص على أن الذهب لا يحب أن يقبل عليه بدافع الطمع
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"عليك أن تعلم أن صناع السوق جميعهم، ومهما بلغت مكانتهم المالية، فإنهم لا يستطيعون التحكم بالسوق، وإنما يستجيبون للسوق فيجري السوق كما يريدون"
توم وليامز
تذكر تماماً عزيزي القارئ أن صانع السوق لا حيلة له في الأسواق أثناء صدور الخبر سوى الإعلام، فحتى أمواله لا تستطيع أن تحدث اثر أمام أموال الحكومة أو سلطتها لذا قد يكون بارعاً في الضغط الإعلامي أو بارع بالتجاوب مع السوق فيبدو وكأنما السوق ينحاز له.
الذهب في هذا الأسبوع ينتظر نخبة من الأخبار التي قد تبدو إعلامياً مهمة إلا أني لا أرى خبراً سيكون مهماً في تحديد مصير الذهب على المدى المتوسط والبعيد ولكني أرى أن هناك مجموعة من الأخبار ستكون مفصلية في إعطاء شرارة الحركة للذهب على المدى اللحظي ( القريب) مع أثر تراكمي على المدى البعيد:
1. الذهب بانتظار خطاب بومان في مساء يوم الثلاثاء وقد يكون سلبياً على الذهب
2. الذهب بانتظار أخبار البناء يوم الأربعاء وارتفاع المؤشرات دلالة كبيرة على بدء تحسن الاقتصاد الأميركي، أو الأرجح تأقلم الشعب الأميركي مع التضخم، وهذا قد يكون مثبط لصعود الذهب ( أي يبطئ من حركة الذهب)
3. الذهب بانتظار مخزون النفط الأميركي فإن انخفض وهذا المتوقع ستزداد توقعات الركود في المستقبل القريب ومنه ارتفاع الأسعار للذهب على المدى البعيد.
4. الذهب بانتظار ندوة جاكسون هول في صباح يوم الخميس والتي ستمهد لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأول حول الفائدة وهنا يكون تركيزنا الأكبر
التحليل الفني للسعر
"المتداول البارع هو المتداول الذي يستطيع أن يرابط الأحداث، ويجد تفسير هذه الأحداث ضمن التحليل الفني وإلا أنت في حالة شذوذ ويجب أن تعلم ما هي القاعدة الشاذة هنا أو أنك لم تجيد المرابطة بعد"
توم وليامز
بالنظر إلى الشارت فنياً نلاحظ:
1. السعر يتداول أسفل منطقة التجميع، بعد شموع ذو تحفيز هابط
2. السعر يتداول أعلى الشق العلوي لنموذج راية استمراري صاعد وهو بمرحلة إعادة اختبار لنموذج قد يستمر اختبار قوة الشق العلوي نحو 1878
3. السعر يتداول بفوليوم بيع مفرط الارتفاع في ظل وجود نسب طمع ملحوظة وضغط على ارتفاع الأسعار على المدى البعيد
4. السعر يتداول عند الشق السفلي لترند أسبوعي صاعد قد يستمر بالهبوط لأقصى حد نحو 1850 وبحال حدث هذا الهبوط يتشكل نموذج رأس وكتفيين استمراري.
الخلاصة الفنية: بهذه الحالة يمكن أن نقول إن الذهب على المدى القريب تعلوه السلبية الواضحة وخصوصاً ارتفاع الطمع، إلا ان ارتفاع الطمع في ظل وجود نماذج استمرارية وإمكانية تشكل قاع جديد بالتوافق مع إمكانية تشكل رأس وكتفيين استمراري تعني قاعدة واحدة لا مفر كونهما اعتادا أن يأتيا معاً، وهي:
بحال ارتفعت نسب الطمع، في ظل وجود نموذج استمراري على الذهب أن يزور قاعاً قديماً قبل بداية الصعود وهذا من أجل الحصول على العزم.
لذلك قبل أي خطوة على الذهب أن يزور 1860 كونه ضمن نموذج سلبي، ثم نقرر فيما إذا كانت السلبية ستدوم أم لا.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني
"ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية وأن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط والنتيجة، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط:
زيارة السعر 1860، دعم من قبل ندوة جاكسون هول داعمة لسعر الذهب ( ترقب التقرير لنخبرك بذلك)، الإغلاق أعلى 1865 بعد الاختبار
دقة السيناريو: 78%
حينها سنرى صعوداً باستهداف 1900، 1950
السيناريو الثاني
الشرط: الصعود دون اختبار مستويات 1860
دقة السيناريو: 32%
بهذه الحالة سنرى تذبذب واضح وعنيف للسعر ما بين 1905 و1890
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ تذكر تماماً أن التعامل مع الأسواق يتطلب خبرة عالي حتى نقول أن الأسواق مربحة، فلا تستهين بالأسواق حتى لا تستهين الأسواق بك.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر
Twitter: @omarsyyah