"السعر بشكل مجرد كفيل بأن يخبرك كل أسراره، كل ما عليك أن تجيد اللغة التي يخبرك بها"
- البروفسور ولتور في كتابه Naked Forex
فئة كبيرة من نخبة الاقتصاديون أكدوا أن للمال لغة تنعكس على الأسعار لتخبرنا ما لا تعرفه الصحف عن الأسواق، فقد بدئ تشارلز ويلان فصله بعنوان قوة الأسواق في كتابه الاقتصاد عارياً بمفهوم قوة ما تخبرنا به الأسعار وما يمكن أن تحدثه، وكذلك فكرة كتاب Naked Forex للبروفسور والتر- باحث مخضرم في علم النفس التجريبي أسقط علمه الواسع على الأسعار وكيف لها أن تعكس سلوك المتداول.
في النهاية و بعيداً عن الاستطالة تذكر أن السعر وحده دون أي شيء كفيل بأن يخبرك كل شيء شرط أن تجيد أن تعامل معه.
آخر التطورات الفنية:
" تمر معظم أوقات الحياة، والناس تقول لم يحن الوقت ثم يفوت الأوان"
- غوستاف فلوبير
في الآونة الأخير ازدادت الحيرة بشدة حول الذهب و خصوصاً أثناء تداوله بالقرب من 1910، لنرى فئة كبيرة من المتداولين راهنت على الهبوط، علماً أننا وضحنا في آخر مقال لنا بعنوان الذهب مليء بالأسرار أن شرط الصعود واضح و بحال تحقق سنرى صعود للذهب نحو 1920 ثم 1925، ليتداول السعر في الوقت الحالي لصياغة المقال عند 1925.
آخر الأخبار وأثرها على السعر:
"رابط الأحداث جيداً حتى يسعك أن تفسر لماذا السعر يتصرف بهذه الطريقة"
ينتظر الذهب في هذا الأسبوع خلاصة من أهم الأخبار التي قد تغير مساره على المدى المتوسط (شهر) والبعيد (ثلاث أشهر) والتي يمكن أن نلخصها على النحو التالي:
ينتظر الذهب صافي تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى الخزانة الأميركية في مساء يوم الاثنين وارتفاع التدفق إشارة إيجابية لعملة الدولار وسلبية على الذهب ولكن من المتوقع أن ينخفض التدفق مما يسبب ضغط سلبي على الدولار على المدى القريب ومنه ارتفاع الذهب.
ينتظر الذهب في عصر يوم الثلاثاء تصاريح البناء وهو رقم يدل على مدى الحركة الاقتصادية في البلاد، ومن المتوقع أن ينخفض الرقم مما يسبب ارتفاع أسعار الذهب.
ينتظر الذهب يوم الأربعاء نسب الفائدة الصادرة من الفيدرالي والتي من المتوقع أن تبقى على حالها وبالتالي لن يكون لها ذلك الأثر الكبير على الأسعار (سننشر مقال يوم الأربعاء بخصوص الفائدة)، وهذا وفقاً لقانون التوقعات العقلانية في الاقتصاد والذي ينص أن ما هو متوقع يذهب أثره.
الذهب بانتظار نسب البطالة والتي من المتوقع أن ترتفع لكون العلاقة بين الذهب والبطالة طردية.
الخلاصة من حيث التحليل الأساسي:
الذهب بانتظار أخبار لها علاقة بالحركة النقدية في البلاد وكون الحركة النقدية في البلاد شبه ضعيفة ( بناء على أخبار الأشهر الثلاث السابقة)، فإن الفيدرالي لن يميل إلى رفع الفائدة و اتباع سياسية تشديده تؤدي إلى ركود لكن سيحافظ على وتيرة فائدة مرتفعة لمحاولة كبح التضخم وهذ فعلياً يقودنا إلى أسعار سلع مرتفعة.
التحليل الفني للسعر:
" لا بد أن ينعكس كل خبر على السعر وإلا هناك قاعدة في السعر أنت لا تعرفها"
- والتر في كتابه Naked forex
بالنظر فنياً على السعر نلاحظ التالي:
السوق يتداول أعلى منطقة تداول ذو نطاق ضيق أثبتت جدارتها خلال الفترة الماضية وهي 1910 – 1920.
السوق يشكل نموذج كنجارو تيل (شمعه تشبه المطرقة ولكن بشروط أكثر تعقيداً) وهي شمعة تشير إلى وجود خبر سيحرك الأسواق ذكرت في عدة مراجع علمية.
نسب الفوليوم عالية عند 1910 وهذا يشير إلى وجود نسب كبيرة من صناع السوق اشترت عند هذه الأسعار.
بدئ السعر يتصرف بناء على سلوك الموجة السعرية الثالثة (لكل موجة سعرية مواصفات)، وهذا يشير إلى احتمالية تشكل موجة إليوت الثالثة الصاعدة بحال اخترق السعر 1932.
الخلاصة الفنية:
يمكن أن نقول إن السعر فنياً صاعد ولكن بانتظار خبر يزيد من يقين هذا الصعود، وإن شرط الصعود الفني هو اختراق 1932، و الإغلاق أعلاها.
السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني:
" ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول"
- مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone
كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية و أن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول
السيناريو الأول
الشرط: الإغلاق أعلى 1920 مع اختراق 1932 بشمعة ذو نطاق كبير.
دقة السيناريو: 89%
بهذه الحالة ستتشكل موجة سعرية باستهداف 1950، 1960، 1978.
السيناريو الثاني
الشرط: فشل تحقق الشرط السابق.
دقة السيناريو: 11%
بهذه الحالة سنرى هبوط نحو 1900.
رأي المحلل الفني:
في الختام عزيزي القارئ إن التأكيد على أهمية السعر ليس إيماناً بأن التحليل الفني هو الذي يفسر الأسواق، وإنما لكون السعر هو أساس الاقتصاد التجريدي الذي يخبرك بحقيقة الأسواق وحقيقة ما يجري خلف الكواليس بين صناع السوق لذلك تعلم دائماً أن تتعامل مع الأسواق بناء على استقراء السعر بشكل مجرد وهذا لتفسر الخبر من السعر وليس العكس و ترقبنا في مقال يوم الأربعاء لدارسة أثر الفائدة على الأسواق.
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah