هدف الذهب وأمريكا 1780

تم النشر 04/10/2023, 09:06

"ذكرى الثورة الأمريكية أصبحت الركيزة المهمة للذهب، والحقيقة هي أن الوصول إلى هذا الهدف البيعي للذهب كانت ثورة أمريكية جديدة انطلقت في بداية الربع الثالث من شهر يوليو.

كانت ثورة نجح فيها الفيدراليون في السيطرة على الأسواق المعارضة. فالإدارة والغالبية "الديمقراطية" للاقتصاد الأمريكي رغم جمهورية باول رئيس الفيدرالي، ولكنها جمهورية معتدلة تكاد تختفي صوتها للأبد.

نجحت وزيرة الخزانة الأمريكية المخضرمة والمحترفة في سياسات الكاميرا في زيارتها للصين. وقد سبق لنا أن أشرنا أنها حازمة في ضبط إدارة الصراع وحدود التفاوض الممتدة، وكان من الواضح أنها أرست مبدأ الاحترام المتبادل رغم كل الشدائد والجذب. والحقيقة هي أن الشدائد والجذب كانا عنيفين، ولا يمكننا تجاهل وصف ما حدث بأنه ثورة أمريكية "ديمقراطية حديثة".

نجح أنصار الدولار القوي في الانتصار على أنصار سياسة الدولار الضعيف، ولم يكن ذلك سهلاً على الإطلاق. خلال هذه الفترة، شهدنا العديد من الأعباء والمؤامرات، وتسربت معلومات، وتحريض من مؤسسات دولية مثل كفيتش ومودي. أُزعم وأُكد أن هذا كله جاء من داخل البيت الأمريكي نفسه للإعلان عن تخفيضات في التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وبعض البنوك، وتهديد بالمزيد.

كل هذا يجب أن يُنظر إليه من قبل المتداولين بعناية، تمامًا كما يُنظر إلى سجل صفقاتهم الخاسرة والرابحة لمتابعة استراتيجيتهم وأدائهم. كانت الأسعار في ضوء كل هذا تتذبذب بالتزامن مع نتائج الشركات المتعاقبة وبيانات الأجندة الاقتصادية، والتي كانت تظهر تذبذبًا شديدًا. كنا قد حذرنا من ذلك مسبقًا على الرغم من تحديدنا للهدف وتنبيهنا، وسنستمر في التنبيه بضرورة إدارة مثلى لرأس المال، فلا الطمع هو السبيل للنجاح ولا الخوف.

وجاءت الأحداث متتالية حتى وصلنا إلى الذروة. فقد صوت أعضاء مجلس النواب الأمريكي الثلاثاء الماضي على عزل رئيس المجلس الجمهوري كيفن مكارثي من منصبه في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة. وتزامن ذلك مع تجاوز عدد أعضاء "اتحاد عمال السيارات" الذين دخلوا في إضراب في 21 ولاية أمريكية 25 ألفًا أو نحو 17٪ من إجمالي الأعضاء. ويطالب الاتحاد برفع الرواتب بنسبة 40٪ على مدى أربع سنوات، وهو ما يعادل ما استفاد منه المديرين التنفيذيين خلال السنوات الأربع الماضية.

انضم الرئيس بايدن أيضًا للعمال المضربين وأعلن دعمه لمطالبهم في واقعة نادرة الحدوث، إن لم تكن الأولى. إذا لم تخن الذاكرة، أعلن ترامب أيضًا ذلك وزاد على ذلك بأنه قال إن السيارات الكهربائية هي السبب وأنها تشكل خطرًا على الاقتصاد الأمريكي. في خطوة قد يكلف مكارثي حليف ترامب من لوبي البيئة "لوبي إيلون ماسك".

يجدر بالذكر أن النقابات يسيطر عليها الديمقراطيون رغم تصويت العمال في الصناعة دائمًا لصالح الجمهوريين. كان لذلك تأثيرًا سلبيًا على مؤشر داو جونز الصناعي وقد كان معارضًا لسياسات الفيدرالي ورفض الهبوط الناعم دائمًا لمكافحة التضخم. ولم يظهر تأثيره حتى الآن على أسعار النفط، فقد كانت السعودية ذكية في استباقها لكل هذه الأحداث، حيث قادت تخفيضات في الإنتاج مع شركائها في أوبك، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تقريبًا تزيد عن 50٪.

وجعلت الولايات المتحدة تواجه كل هذا برفع عوائد السندات، وهي تمتلك هذا بآلية يصعب تلخيصها الآن. ومن ثم، رفعت قيمة اندكس الدولار وتخلت عن سياسة الدولار الضعيف، التي كان الجمهوريون دائمًا أشد المدافعين عنها. والحقيقة هي أن البيانات الأمريكية تسمح بالقيام بهذا، حيث تظهر بيانات سوق العمل ما زالت قوية، واحتياطات مخزونات البترول في أدنى مستوياتها تقريبًا.

وبيانات التضخم يجب أن تتحكم فيها، وما زالت عصية على التحكم حتى لا تتسع إضرابات العمال في الواقع، وتخرج الأمور عن السيطرة. أعتقد أن الولايات المتحدة ستصل إلى الجمعة القادمة وأسعار عقود الذهب الفورية ستصل إلى النقطة المهمة مع بيانات التوظيف، والهدف هو 1780 دولارًا للأوقية للذهب. وقد نشهد انتصارًا للشعب الأمريكي في تحقيق مطالب إضراب العمال، وهذا يذكرنا بثورته العظيمة المثيرة لإعجاب أي حر في العالم."



أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.