" إن تفسير التاريخ يتطلب قدراً من الخيال وقدراً أكبر من الحدس " مورجان هوسل
إذا عدنا بالتاريخ لنرى أكثر الفترات الاقتصادية ربحاً، لوجدنا أن الفترات التي يتخللها أزمات هي الفترات التي تنتقل فيها كميات كبيرة من الثروة من أشخاص لم يجيدوا التعامل مع الأزمة فخسروا ثرواتهم إلى أشخاص استطاعوا التعامل مع الأزمة وفق أعلى المعاير الربحية، وعلى هذا يعلق روبرت كيوساكي بأن ثروته أتت من أزمة 2008، ومن منبرنا نستشهد بمقولة هارف إيكر مؤلف كتاب عقلية المليونير بأن الأزمة هي وليدة الفقر أو وليدة الثروة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هو كيف لنا أن نستفيد من الازمة.
كيف نستفيد من الأزمة
"إن أول وأهم درس يتعلمه مكافحي الفقر مما حدث في التسعينيات هو أن النمو الاقتصاد أمر رائع" ريبيكا بلانك
لطالما سمعنا عن استغلال الأزمات لصناعة الثروة، وكتب كثيرة تكلمت عن صناعة الثروة من الأزمة منها كتاب الأب الغني والأب الفقير لروبرت كيوساكي، وكتاب عقلية المليونير لهارف ايكر، وكتاب المستثمر الذكي لبنجامين جراهام وكتاب سيكولوجية المال لمؤلفه مورجان هوسل، كلهم دون استثناء اتفقوا على أن الأزمة وليدة الثروة ولكن ما يجعلنا على شك دوماً من هذه الكتب هو بحث أجرته جامعة ميلون الأميركية، مقتضاه إمكانية تطبيق نصائح الكتب على أرض الواقع لمختلف الشخصيات، بمختلف الأوقات والنظم الاقتصادية، ليتمخض البحث عن نتيجة تقطع الشك باليقين، وهي أن نسبة تصل إلى 90% ممن اتبعوا نصائح الكتب أحدثوا فارقاً اقتصادياً، ليبقى جوهر السؤال هو كيف!!؟
إن أي أزمة اقتصادية، سياسية أو عسكرية تؤدي إلى:
ارتفاع كبير في أسعار الذهب، مع انخفاض بالمؤشرات والأسهم الأميركية.
·انخفاض بأسعار العقارات، مع ارتفاعها بشكل كبير بعد انتهاء الأزمة.
·استقرار أسعار الذهب بعد انقضاء الأزمة بارتفاع، وعودة المؤشرات والأسهم الأميركية لما كانت عليه قبل الأزمة.
بناء على ما سبق يبقى المنطق الاقتصادي لأن نستغل ما حدث هو بالتالي:
1. الشراء من القاع للمؤشرات، والأِسهم وانتظار أن تنتهي الأزمة وهذا يستلزم لنا أن نعرف متى يحين القاع.
2. شراء الأصول الادخارية كالذهب والفضة والسير مع الاتجاه حتى ينتهي وهذا يستلزم لنا أن نتأكد بأن الاتجاه سيستمر.
ما هي القاعدة التي تقول إن الاتجاه سيستمر، وأننا أمام قاع:
" لا شيء في السوق يسير دون قاعدة، حتى الحالات الشاذة لها قاعدة" توم وليامز
وفقاً لكتاب توم وليامز Master the market وكتاب Security analysis لمؤلفه بنجامين جراهام ننوط لك القواعد التالية:
·إن أي أزمة سياسية داخل الولايات تؤدي إلى انخفاض الأسهم والمؤشرات الأميركية 30%، وارتفاع الذهب 15%.
·إن أي أزمة سياسية خارج الولايات تؤدي إلى انخفاض الأسهم و المؤشرات الأميركية 20%، وارتفاع الذهب 10% بحال تدخلت الولايات المتحدة بها.
·إن أي أزمة عسكرية داخل الولايات تؤدي إلى انخفاض الأسهم و المؤشرات الأميركية 40%، وارتفاع الذهب 40%.
·إن أي أزمة عسكرية خارج الولايات تؤدي إلى انخفاض الأسهم و المؤشرات الأميركية 20%، وارتفاع الذهب 15%، بحال تدخلت بها الولايات المتحدة.
الأساس هو النسب السابقة ولكن حتى نتيقن أن الاتجاه سيستمر صعوداً بالنسبة للذهب، وهبوطاً بالنسبة للمؤشرات والأسهم نتبع قاعدة الافتتاح السعري و الشمعة و التي تنص على:
·إذا كان سعر الافتتاح أدنى من سعر إغلاق الشمعة السابقة حينها تكون نسبة صعود هذه الشمعة 60%.
وترتفع نسبة الصعود إلى 80% بحال اخترقت منتصف الشمعة السابقة، وهذا لكونها حصلت على عزم.
·إن تداول الشموع ضمن نطاق عريض جداً، وزخم كبير تعني قرب نهاية الاتجاه، و أننا في القمة.
بالنسبة للهبوط فإن القواعد هي:
·إذا كان سعر الافتتاح أعلى من سعر إغلاق الشمعة السابقة حينها تكون نسبة هبوط هذه الشمعة 60% وترتفع نسبة الهبوط إلى 80% بحال اخترقت منتصف الشمعة السابقة، وهذا لكونها حصلت على عزم.
·إن التداول ضمن نطاق ضيق جداً و زخم منخفض أي حركة بطيئة للشمعة فإننا أمام قاع.
آخر التطورات الفنية
نظراً لاستمرار التصعيد، والذي كان آخره من مصر ببدء حشد الجيوش، نرى ارتفاع لأسعار الذهب بنسبة ملحوظة نحو 1990، وانحسار الأسهم الأميركية و تراجع المؤشرات الأميركية بنسبة ملحوظة وعلى رأسها مؤشر داو جونز الصناعي ( أميركا داعم كبيير لكيان الغاصب) ، ومنذ بدء الحرب نرى أن الذهب ارتفع 9%، مع استمرار توقع الارتفاع نحو 2083$، وهذا ما يوافق ما توقعناه بالمقال السابق عن الذهب بعنوان صعود الذهب مشروط، ويوافق صعوداً قدره 15%
تعليق فني للذهب
إن استمرار الصعود سيكون بالموافقة مع القاعدة التي تكلمنا عنها، ونضيف على ذلك، قاعدة الافتتاح السعري حيث نلاحظ في كل شمعة يوم يفتتح السعر بسعر أدنى مما أغلق عليه في يوم الأمس وهذا يشير إلى استمرار الصعود.
رأي المحلل الفني
في الختام عزيزي القارئ تذكر تماماً أن الأسواق ليست عالية المخاطر، وإنما الجهل بقواعد السوق هي المخاطر بأم عينها، وكلما بدا الخطر أكبر فهذا نظراً لزيادة الفحوة التي لا نعرفها عن الأسواق، فالإنسان عدو ما يجهل...
المحلل: عمر الصياح
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah