الذهب على كف عفريت

"الخوف من الحرب أسوأ من الحرب نفسها"

سينيكا

في كل مرة تشاع فيها فكرة الحروب، ترتفع فيها إعلانات المحافظ الاستثمارية في الولايات المتحدة، عن كون السندات الخيار الأمثل، إلا أنه بعد فترة من انقضاء الحرب تدرك الفئة الأكبر ممن استثمرت أنها لم تفعل شيء سوى حماقة مالية أدت بها إلى أن تحصل على ذات الرصيد ولكن بأرقام مختلفة كتبها التضخم، ولكن حكومة الولايات المتحدة حالها حال أي حكومة لا بد أن تبحث عن مورد لمصاريفها، فللحرب مصاريف، وقد لا يكون التضخم الحل الأمثل دوماً فقد نضطر إلى أن نخوض عدة حروب متتالية، ليأتي هنا دور السياسة النقدية والتي تتيح للحكومة الأميركية كسر الثالوث الاقتصادي المستحيل ( نظرية اقتصادية)، بأن تطبع ما تريد بالقوة التي تريدها و السعر الذي تريده، ولكن على رأي روبرت كيوساكي بأن الدولار ورقة ولكن لن نقتنع أنها ورقة حتى يثبت لنا الخوف ذلك، ففي كل حرب كانت تخوضها الولايات المتحدة أو تكون داعمة لها ترتفع قيمة الادخار بالذهب ليس لأن الذهب ملاذ آمن بقدر ما أننا لا نثق بشيء سوى الذهب ولكن يبقى الخوف الأكبر هو التحول المفاجئ والذي يأتي من الخوف الشديد؟.

آخر التطورات الفنية

·يرتفع الذهب بمعدل 14% حتى هذه اللحظة، ويتداول عند مستويات مقاربة 2000$، وهذا ما توقعناه لك في مقال بعنوان كيف نتأكد أن الاتجاه سيستمر.

·القلق ما زال واضخ في الأسواق، وانعكس هذا القلق على مؤشر الخوف، الذي يقيس الخوف من المؤشرات الأميركية، ليبلغ معدلات عالية جداً، وهذا دليل على بدء ارتفاع الطمع من الذهب بمعدلات عالية.

آخر الأخبار وأثرها على السعر

" في زمن الخوف لا شيء يخيف كالأوراق حين يأتي الجنود"

إبراهيم نصر الله

·التوتر السياسي في الشرق الأوسط وصل أقصاه وأي شرارة حرب ما بين الدول العظمى قد تحول الحرب ما بين حماس و إسرائيل إلى حرب إقليمية تقودنا إلى حرب عالمية ترفع أسعار الذهب نحو مبالغ خيالية لا تقل عن 2500$.

·رئيس كوريا الشمالية يصرح بأن نستعد لحرب عالمية، وهذا يجعلنا نقول أن الانتقال من التوتر للحرب بحال حدث سيكون سريعاً.

·ننتظر الجمعة خطاب حسن نصر الله، والذي من المتوقع أن يكون عالي الحدة ويساهم بالمزيد من القلق و الارتفاع.

·تنتظر الأسواق خبر الفائدة الأميركية و من المتوقع بشدة أن يتم تثبيت سعر الفائدة نظراً لأن ارتفاع التضخم بدأ بالانحسار وإذا تم تثبيت سعر الفائدة لن يكون هناك أثر على الذهب وإنما الأثر الأكبر يكون بحال رفع الفيدرالي الفائدة بقوة، مما يطيح بعرش الذهب.

الخلاصة: إن القلق، و الغموض يدفعان الذهب إلى الارتفاع ولكن ما أن تفتح باب المفاوضات و نستثني فكرة الحرب، حتى تعود الأسعار لما كانت عليه سابقاً ( 1900).

التحليل الفني للسعر

بالنظر فنياً على السعر نلاحظ:

·ارتفاع مؤشر الطمع.

·ارتفاع التشبع.

·انحسار السيولة.

·السعر يحقق نموذج الراية الصاعدة.

·السعر يشكل نماذج فنية صاعدة تتمثل بالشموع.

الخلاصة:

إن عوامل القلق السياسي منعكسة فنياً على صفات السعر، وهذا يعني أن الصعود الحاصل هو صعود ناتج عن خوف لا صعود قيمة وبالتالي إن استمرار الصعود سيكون ناتج عن خوف لا صعود قيمة ومنه الصعود الذي سيحصل غير آمن أي معرض في أي لحظة لان يخسر ما صعده بشمعة واحدة وخصوصاً عند بدء باب المفاوضات.

السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني

"السوق بيئة احتمالية، وهذه حقيقة أخبرتنا بها الرياضيات وليس رأي"

مارك دوجلاس

كوننا نعامل السوق على أنه بيئة احتمالية و أي احتمال بها وارد، ولا يمكن تفادي كثرة هذه الاحتمالات إلا من خلال أسلوب الشرط و النتيجة و الذي يقتضي بدراسة كل احتمال و شرط تحققه

السيناريو الأول

الشرط: الإغلاق أعلى 2000، واختراق 2010

دقة السيناريو: 70%

صعود نحو 2060، وقد يستمر بحال تصاعد الحرب بعد خطاب نصر الله.

السيناريو الثاني

الشرط: الإغلاق أسفل 1985، و رفع سعر الفائدة

دقة السيناريو: 30%

هبوط نحو 1920، ثم 1870.

رأي المحلل الفني

في الختام عزيزي القارئ، إن كثرة الأفكار هذه أملاً مني بأن أجنبك الخسائر اللامتوقعة و التي إن أتت فهي بسبب ما نجهل عن حركة السوق، لذلك تذكر دائماً ألا تجهل المعلومات الأساسية حتى لا يجهلك الربح، وأعلم أن صعود القيمة غير آمن.

المحلل: عمر الصياح

للمزيد تابعنا على التويتر...

Twitter: @omarsyyah