- تحول تركيز السوق مؤخرًا من القضايا الجيوسياسية إلى البيانات الاقتصادية
- انخفض الدولار الأمريكي بشكل طفيف بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير
- في الوقت نفسه، استمر زوج اليورو/الدولار الأمريكي في التعافي مقابل الدولار
في الأيام الأخيرة، شهدت الأسواق المالية تحولاً في التركيز، حيث انتقلت من المخاوف الجيوسياسية إلى البيانات الاقتصادية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تراجع تدفق الأخبار في الشرق الأوسط.
ولا تزال التوترات الجيوسياسية تشكل خطراً كبيراً على الاقتصاد العالمي. إن تصاعد تكاليف الطاقة، خاصة في الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم، يؤدي إلى تعقيد فعالية السياسات النقدية التي تستخدمها البنوك المركزية. وبالنظر إلى هذا السياق، فإن القرار الذي تم اتخاذه خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأخير التابع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعد مهمًا بالنسبة للمسار الاقتصادي الأمريكي.
في حين اختار بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، تمشيا مع التوقعات، ترك أسعار الفائدة دون تغيير في نطاق 5.25٪ إلى 5.50٪، صار هناك شعور متزايد في السوق بأن سعر الفائدة النهائي قد تم الوصول إليه، مما يمثل بداية الفترة مقبلة من تعديلات سعر الفائدة. علاوة على ذلك، أقر بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالنمو الاقتصادي السريع في الربع الأخير إلى جانب استمرار ارتفاع التضخم. والجدير بالذكر أنه سلط الضوء على ضغوط التكلفة الناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تؤثر على التوظيف والتضخم.
وفي هذا الإطار، أكد البنك المركزي التزامه بتوظيف أدوات السياسة النقدية بشكل فعال لمعالجة المخاطر المتزايدة للانحراف عن هدف التضخم. وأكد الرئيس باول على أن القرارات المستقبلية ستتوقف على البيانات الاقتصادية وأوضح أن تخفيضات أسعار الفائدة ليست مدرجة حاليًا على جدول أعمالهم.
في هذا السياق، سيكون إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية غدًا وبيانات التضخم لشهر أكتوبر بمثابة مؤشرات محورية لتقييم ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدمًا في رفع سعر الفائدة في ديسمبر.
تراجع الدولار الأمريكي قليلاً بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي
وفي الوقت نفسه، حافظ الدولار الأمريكي على مسار جانبي، حيث شهد انخفاضات طفيفة وسط تصور بأن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها. وقد وفر استقرار مؤشر الدولار بعض الراحة للعملات ذات المخاطر العالية وسوق الأسهم. تجدر الإشارة إلى أن عملة البيتكوين لا تزال مقياسًا مهمًا للأصول الخطرة، وتحافظ على توقعات إيجابية وتقترب مؤخرًا من مستوى 36,000 دولار.
ونتيجة لذلك، تحولت المناقشات المتعلقة بخطاب بنك الاحتياطي الفيدرالي من المناقشات حول مدة بقاء سعر الفائدة مرتفعًا إلى موقف أكثر توازناً وحذراً في الوقت الحالي.
من الناحية الفنية، فإن نظرة فاحصة على مؤشر الدولار تكشف عن صراعه المستمر حول مستوى 106.6. يُظهر مؤشر الدولار بعد أن تحول من الاتجاه الصعودي إلى النموذج الأفقي في أكتوبر، ضعفًا نسبيًا، ويقترب من نطاق 107. ويقع أقرب دعم حاليًا عند 106.2 في المنطقة السفلية.
على الرسم البياني اليومي لمؤشر الدولار، يمكننا أن نلاحظ أن مستوى 105.5 يتوافق أيضًا مع الحد السفلي للقناة التي تشكلت خلال الشهر الماضي. وبينما ساهمت لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأقل تشددًا منذ الأمس في إضعاف الدولار، فمن الواضح أن مستوى الدعم عند 106.2 يخضع حاليًا للاختبار. وفي حالة اختراق هذا المستوى، فقد يتم التركيز على مستوى الدعم الثاني عند 105.5، وقد يؤدي الاختراق المحتمل إلى مزيد من الانخفاض في قيمة الدولار، مما قد يؤدي إلى تمديد تصحيح المؤشر نحو نطاق 102-103.
من ناحية أخرى، وبالنظر إلى التصحيح خلال الفترة من مايو إلى يوليو، والذروة التي تحققت في أكتوبر، والفشل في تجاوز مستوى 107، كل ذلك يشير إلى أن الدورة ربما تكون قد انتهت داخل منطقة امتداد فيبوناتشي. من الناحية الفنية، قد تتضمن المرحلة اللاحقة تصحيحًا سريعًا دون مستوى 105.
ومع ذلك، طالما ظل مؤشر الدولار أعلى من 105، فمن المرجح أن يحافظ على مكانته كأصل ملاذ آمن. إذا دفعت الضغوط المتزايدة الناتجة عن المخاطر الجيوسياسية المستثمرين إلى اللجوء إلى الدولار، فقد نشهد ارتفاعًا قصير المدى نحو 108.5، مع دعم عند المستوى 105.
باختصار، يبدو المسار المستقبلي لمؤشر الدولار متوقفًا على إغلاق يومي واضح يتجاوز عتبتي 105 و107، مما يشكل اتجاهه التالي.
التحليل الفني لزوج اليورو/دولار: اليورو يحاول التعافي مقابل الدولار
يواصل زوج اليورو/دولار محاولات التعافي من مستويات 1.04 في أوائل أكتوبر بينما يتحرك أفقيًا. وبدأ اليورو يظهر علامات على توقف زخمه الهبوطي الشهر الماضي بعد انخفاضه بما يصل إلى 7٪ مقابل الدولار من الذروة التي بلغها خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر.
يواصل زوج يورو/دولار اختبار مستوى المقاومة عند 1.0636. وفي الإغلاق اليومي للزوج فوق هذا المستوى السعري، يمكننا أن نرى أن الحركة التالية قد تتجه نحو مستوى 1.075. قد تكون هذه النقطة حاسمة لانعكاس اتجاه زوج اليورو/دولار.
ووفقا للموقف الأخير، يمكننا أن نرى أن الزوج قد يستمر في طريقه طالما بقي داخل القناة التي تشكلت في أثناء محاولة التعافي والتي بدأت في أكتوبر.
وفي حالة اختراق الحد السفلي للقناة فقد يعيد الزوج اختبار منطقة 1.045 في الإغلاقات اليومية دون مستوى 1.056، اعتمادًا على قوة الدولار.
***
إخلاء المسؤولية: هذا المقال مكتوب لأغراض إعلامية فقط؛ ولا يشكل التماسًا أو عرضًا أو نصيحة أو توصية للاستثمار، ولا يهدف إلى تحفيز شراء الأصول بأي شكل من الأشكال. أود أن أذكرك بأن أي نوع من الأصول، يتم تقييمه من وجهات نظر متعددة وهو ينطوي على مخاطر عالية، وبالتالي فإن أي قرار استثماري والمخاطر المرتبطة به تقع مسؤوليته على عاتق المستثمر.