تراجع الدولار الأمريكي أمام كافة العملات الرئيسية وأمام الذهب الذي عاود الصعود فوق مُستوى ال 2000 دولار للأونصة مع انخفاض جماعي للعوائد على أذون الخزانة الامريكية أضعف من جاذبية الدولار وصعد بالعقود المُستقبلي لمؤشرات الأسهم الامريكية نتيجة صدور تقرير سوق العمل عن شهر أكتوبر الذي زاد من احتمال اكتفاء الفدرالي بما قام به من رفع لسعر الفائدة.
فقد أظهر تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر أكتوبر إضافة 150 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي فقط في حين كانت تُشير أغلب التوقعات إلى إضافة 180 ألف وظيفة بعد إضافة 336 ألف وظيفة في سبتمبر تم مُراجعتهم اليوم ليُصبحوا 297 ألف.
بعدما سبق وأظهر أيضاً بيان التغيُر في عدد الوظائف داخل القطاع الخاص في الولايات المُتحدة يوم الأربعاء الماضي إضافة 113 ألف وظيفة فقط في أكتوبر في حين كانت تُشير التوقعات إلى إضافة 150 ألف وظيفة بعد إضافة 89 ألف في سبتمبر.
تقرير اليوم أظهر في نفس الوقت فُقدان القطاع الصناعي الأمريكي 35 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر ليسجل بذلك أكبر كم من عدد الوظائف المفقودة داخل هذا القطاع منذ أبريل 2021 في حين كان المُتوقع فُقدان عشرة آلاف وظيفة فقط بعد إضافة 14 ألف وظيفة في سبتمبر.
ليُظهر ما سبق وأظهره أيضاً يوم الأربعاء الماضي مؤشر ال ISM لمُديرين المشتريات داخل القطاع الصناعي الأمريكي الذي جاء على انخفاض ل 46.7 في أكتوبر في حين كان المُتوقع بقائه عند 49 كما سبق وجاء عن شهر سبتمبر حيث أسهم في ذلك التراجع بشكل واضح انخفاض مُكون العمالة داخل المؤشر ل 46.8 في حين كان المُنتظر انخفاضه ل 50.3 فقط من 51.2 في سبتمبر، ما يُظهر تراجع الطلب على العمالة داخل ذلك القطاع، جدير بالذكر أن قراءة هذه البيانات فوق ال 50 تُشير إلى التوسع ودونها تُشير إلى الانكماش.
كما سبق وجاءت هي الأخرى بالأمس بيانات إعانات البطالة لتُظهر على ارتفاع ل 217 ألف عن الأسبوع المُنتهي في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي في حين كان المُنتظر 210 ألف طلب كما سبق وجاءت عن الأسبوع المُنتهي في العشرين من أكتوبر الماضي قبل مُراجعتها بالأمس ل 212 ألف طلب.
كما أظهر تقرير اليوم أظهر ارتفاع مُعدل البطالة ل 3.9% في حين كان المُتوقع بقائه عند 3.8% كما كان في سبتمبر وأغسطس، كما ارتفع أيضاً مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل ل 7.2% في حين كان المُتوقع بقائه عند 7% كما كان في سبتمبر.
أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر أكتوبر، فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم ارتفاع متوسط أجر ساعة العمل شهريا ب 0.2% في حين كان المُتوقع ارتفاع ب 0.3% بعد ارتفاع في سبتمبر ب 0.2% تم مُراجعته اليوم ليُصبح ب 0.3% بارتفاع سنوي بلغ 4.1% في حين كان المُنتظر ارتفاع ب 4% بعد ارتفاع ب 4.2 % في سبتمبر تم مُراجعته اليوم ليُصبح ب 4.3%.
بعدما سبق وجاء أيضاً بالأمس عن الضغوط التضخمية للأجور بيان تكلفة الوحدة العاملة في الولايات المُتحدة عن الربع الثالث على انخفاض مبدئي ب 0.8% في حين كان المُتوقع ارتفاع ب 0.7% بعد ارتفاع ب 2.2% في الربع الثاني في حين ارتفعت إنتاجية الوحدة العاملة خارج القطاع الزراعي في الولايات المُتحدة في الربع الثالث ب 4.7% بشكل مبدئي، بينما كان المُنتظر ارتفاع ب 4.2% بعد ارتفاع في الربع الثاني ب 3.5%.
بينما تأتي هذه البيانات التي تُشير إلى تراجع زخم سوق العمل في الولايات المُتحدة لتزيد من التوقعات بإحجام الفدرالي عن رفع سعر الفائدة مرة أخرى بعدما قرر هذا الاسبوع إبقاء سعر الفائدة مرة أخرى دون تغيير عند 5.5% وبعدما أكد رئيس الفدرالي جيروم باول عقب ذلك الاجتماع على اعتماد اللجنة في الفترة القادمة على ما سيرد من بيانات في تحديد اتجاه سياساته النقدية دون استباقية.
رئيس الفدرالي جيروم باول ظهر واثقاً أكثر من كل مرة منذ بدء الفدرالي في رفع سعر الفائدة من عدم وقوع الاقتصاد الأمريكي في الركود كما حاول أن يُظهر للحضور خلال المؤتمر الصحفي المُعتاد بعد كل اجتماع أن احتمال رفع السعر الفائدة يبقى خيار مطروح في حال تواصل ارتفاع التضخم أو اتضاح أن التضخم سيأخذ وقت أطول من المتوقع للانخفاض لمُعدل ال 2% المُستهدف من جانب الفدرالي لارتفاع التضخم سنوياً.
رئيس الفدرالي أكد مرة أخرى أيضاً على أن ما تم القيام به من تقييد للسياسة النقدية لم يتبين بالغ أثره على التضخم حتى الان، بينما لا يزال سوق العمل يؤدي بشكل جيد وان كان قد بدء في فقد بعض الزخم مؤخراً نتيجة ما قام به الفدرالي من تضييق لاحتواء التضخم.
كما أشار مرة أخرى إلى احتمال وقوع سوق العمل تحت ضغط أكبر ونمو الاقتصاد بشكل أبطئ نتيجة الجهود القائمة من أجل احتواء التضخم وهو ما أظهرته البيانات الاقتصادية التي شهدتها الأسواق هذا الأسبوع والتي أشار الفدرالي إلى الاعتماد عليها في اتخاذ قراراته.
لذلك اتجهت أغلب التوقعات إلى احتمال عدم قيام الفدرالي بالرفع مُجدداً، ما أدى لصعود مؤشرات الأسهم الأمريكية كما رأينا منذ صدور هذه البيانات يوم الأربعاء الماضي وحتى قبل انتهاء اجتماع الفدرالي وإلى الآن بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي عن شهر أكتوبر.
ليتخطى مؤشر الداو جونز الصناعي المُستقبلي مستوى ال 34000 نٌقطة مع بداية تداولات اليوم الامريكية وبعد صدور ذلك التقرير الذي صعد أيضاً بمؤشر ستاندارد آند بورز 500 المُستقبلي ليتجاوز ال 4350 نٌقطةً، كما واصل مؤشر الناسداك 100 المُستقبلي الصعود فوق مُستوى ال 15000 نٌقطة النفسي ليصل إلى 15080 بعد صدور هذا البيان وإلى الآن.
جدير بالذكر أن مُتوسط توقعات أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفيدرالي في سبتمبر الماضي قد جاءت كالتالي:
بالنسبة لسعر الفائدة:
بلوغه 5.6% بنهاية 2023 و5.1% بالنسبة ل 2024 و3.9% في 2025 من 5.6% لعام 2023 و4.6% ل 2024 و3.4% بالنسبة لعام 2025 كان يتوقعها الأعضاء في يونيو الماضي.
وبالنسبة لمُعدل البطالة:
أن يكون بنهاية هذا العام عند 3.8% و4.1% في 2024 و4.1% بالنسبة ل 2025 و4% لعام 2026 من 4.1% في 2023 و4.5% في 2024 و4.5% بالنسبة ل 2025 كان يتوقعها الأعضاء في يونيو الماضي.