الصعود الأخير الذي دفع الأسهم الأمريكية عند أعلى مستوى لها في العام الحالي قد يكون هو الأخير، لذلك نجد أن هذا الارتفاع هو عرضة للخطر، وذلك لو وجه الاحتياطي الفيدرالي في يوم الأربعاء ضربة للتوقعات الخاصة بتخفيض سعر الفائدة في العام القادم.
وبالنظر لتأثير التقلبات الأخيرة فإنه ليس من الصعب فهم توترات الأسواق، حيث أن المستثمرون يترقبون حديث لرئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء، وذلك بالرغم من أنه من الغير متوقع أن يغير البنك المركزي النطاق الخاص بسعر الفائدة القصير الأجل.
ومنذ شهر يوليو الماضي كان صناع السياسة النقدية قد حافظوا على سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بشكل ثابت، وذلك عند أعلى مستوى لها منذ نحو 22 عام والذي كان قد تراوح بين 5.25 و 5.50 بالمائة.
هل موقف الفيدرالي سوف يتغير
صرح أليكس ماغراث وهو كبير مسؤولي الاستثمار بشركة نورث إند برايفت، أنه لا يرى أي تقرير واضح في الأفق سوف يكون من شأنه أن يجعل الفيدرالي يغير من موقفه فيما يخص التوقعات لأسواق السياسة النقدية، كما أكد ماكغراث أن التوقعات الخاصة بتخفيض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي للعام القادم تعتبر هي التي دعمت من الارتفاع لأسواق الأسهم والسندات.
وقد صرح كذلك إد كليسولد وهو كبير الاستراتيجيين بالسوق الأمريكي بمؤسسة نيد ديفيس الخاصة بالأبحاث، أنهم كانوا متشككين جداً بحماسة السوق فيما يخص التخفيضات لأسعار الفائدة وذلك في أوائل العام القادم.
نجد أن الأمر يتطلب عملية تدريجية من أجل أن يبعد الفيدرالي عن التشديد للسياسات النقدية وفقاً لمحلل اقتصادي، والذي قد أشار أنه من المرجح أن يحول البنك لهجته من المتشددة جداً للمحايدة ثم بعد ذلك قد يبتعد عن التحيز للتشديد، ومن ثم سوف يتحدث عن التخفيض للفائدة.
الإشارات الخاصة بسوق السندات
في يوم الجمعة سوق السندات أشار من جديد لإعادة التفكير المحتملة من جانب المستثمرين فيما يخص المسار الخاصة بسعر الفائدة للعام القادم.
وقد توقفت السندات الغير مرغوب فيها بشكل مؤقت عن الصعود والذي بدأ في أواخر شهر أكتوبر، مع التراجع في تكاليف الاقتراض القوية بالرغم من أن القطاع كان قد استفاد من التدفقات الكبيرة للأموال في الأسابيع السابقة.
في نفس الوقت فقد أضافت عوائد السندات للخزانة لأجل عشرة سنوات و ثلاثون عام، وذلك في خلال تعاملات يوم الجمعة مكاسب كبيرة وقد عكست التقلبات والتي سيطرت على المشهد بمنتصف أكتوبر.
وقد صرح مايك ساندرز وهو رئيس دخل ثابت بشركة ماديسون الخاصة بالاستثمارات أن السوق يعتبر عدواني جداً فيما يتعلق بالاعتقاد أن التخفيضات للفائدة سوف تحدث في شهر مارس.
كما أنه ووفقاً لستاندرز فإنه من المرجح أن يبدأ بنك الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة بالنصف الثاني من العام القادم. حيث يعتقد أن الشيء الأكثر تأثير هو القوة المستمرة بسوق العمل والتي تجعل التضخم بأسعار الخدمات هي الأكثر في الصعوبة.
الموجة الأخيرة بهذا العام
مسؤولو البنك المركزي وكذلك المستثمرون بالولايات المتحدة لم يكونوا متفقين بشكل تام فيما يخص الموعد الذي سوف يبدأ فيه الفيدرالي التخفيف للسياسات النقدية، كذلك فقد كان المتداولين متقلبين فيما يخص التوقعات الخاصة بتخفيض الفائدة في خلال الشهور القليلة السابقة.
كما حدث ارتفاع للأسهم الأمريكية في هذا العام عقب الخسائر للعام 2022 الكبيرة لتضيف مكاسب جيدة بنوفمبر، فقد انخفضت عوائد سندات الخزانة القياسية وذلك لأجل عشرة سنوات من أعلى مستوى في 16 عام لتصل عند 5 بالمائة.
صعد مؤشر الداو جونز في يوم الاثنين وذلك بعد إغلاق يوم الجمعة وذلك على بعد 1.5 بالمائة من الإغلاق القياسي الذي كان قد سجل قبل نحو عامين، وصعد إس آند بي 500 بعد تسجيل الجمعة لأعلى إغلاق منذ شهر مارس من العام الماضي.
أغلق كذلك الداو جونز الأسبوع السابق بالارتفاع ب 9.5 المائة وذلك منذ بداية العام، وصعد إس آند بي 500 ب 20 بالمائة وارتفع الناسداك ب 37.8% في خلال الفترة نفسها.