أهم توقعات سوق الفوركس هذا الأسبوع: البنوك المركزية تقود المشهد في الصين وأمريكا

إن العوام اللازمة لاستمرار التداول ضمن نطاق صعودي موجودة جميعها، خاصة في ظل تقويم البيانات الأمريكية العادي وعدم وجود تأثير للأخبار الصينية. ومع ذلك، فإن مؤشر نمو الأجور الذي تم التفاوض عليه من قبل البنك المركزي الأوروبي هو اختبار رئيسي لليورو. ونعتقد أن انخفاض ضغط الرواتب يمكن أن يساعد في تفكيك المزيد من مراكز شراء اليورو. وفي السويد، يبدو التحول الحذر الذي اتخذه البنك المركزي السويدي سابق لأوانه بعض الشيء

الدولار الأمريكي: الأسواق غير متفائلة بتخفيض سعر الفائدة في الصين

اليوم فتحت الأسواق الأمريكية بعد يوم الاثنين الهادئ للأسواق العالمية. ويتم تداول العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل هادئ، ومن غير المرجح أن يتسبب التقويم الأمريكي في تحرك كبير اليوم. المؤشر الرئيسي لشهر يناير هو الإصدار الوحيد المقرر لهذا اليوم، وستكون الأمور هادئة إلى حد ما على الجبهة الكلية الأمريكية حتى يتم نشر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مساء الغد.

أصبحت الصين محط التركيز مرة أخرى هذا الصباح حيث خفضت البنوك أسعار الفائدة الأساسية على قروضها لخمس سنوات بمقدار قياسي قدره 25 نقطة أساس إلى 3.95% بين عشية وضحاها، وهي الخطوة الأولى من هذا النوع منذ شهر يونيو. وهذا النوع من التيسير النقدي له تأثير أكبر بشكل عام على سوق العقارات، ولكن مرة أخرى أظهرت الأسواق القليل من الحماس. ويتحدى اليوان الصيني الزخم القوي للدولار الأمريكي هذا الصباح، لكن المكاسب محدودة للغاية. وكما ذكرنا في صحيفة فوركس دايلي الصادرة بالأمس، فإن الأخبار المتعلقة ببيانات السفر القوية خلال العام الصيني الجديد أحدثت أيضًا تأثيرًا إيجابيًا متواضعًا على الأسواق، مما يؤكد أن توقعات انتعاش معنويات النمو في الصين ستكون تدريجية في أحسن الأحوال.

تظهر أحدث البيانات من هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) أن الدولار يشهد ذروة بيع بشكل عام مقابل الأسواق الناشئة وذروة شراء مقابل عملات مجموعة العشرة بين المضاربين. ويعكس هذا بوضوح محاباة الأسواق للعملات الجاذبة لتداول المناقلة، ويشير إلى أن الدولار يظل باهظ الثمن للغاية بحيث لا يمكن بيعه على المكشوف بشكل مستمر في مقابل العملات المتقدمة ذات العائد المنخفض.

ومع ذلك، فإن وجهة النظر القائلة بأن البيانات الأمريكية سوف تتغير في مرحلة ما، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة، وأن الدولار سوف ينخفض، تظل وجهة نظر تحظى بالإجماع (وغالبًا ما تُترجم إلى بيع ارتفاعات الدولار الأمريكي). نحن نفضل الدولار القوي على المدى القريب حيث لا تزال البيانات الأمريكية داعمة له، ولكن يبدو أن هذه هي الوصفة المثالية للتداول ضمن النطاق. بالنسبة لمؤشر الدولار، قد يظل النطاق 104/105 مستمرًا على المدى القصير.

اليورو: نمو الأجور لأقل من 4.5% سيؤثر على اليورو

إن الأمور ليست هادئة في منطقة اليورو كما هي الحال في الولايات المتحدة اليوم. حيث يعتزم البنك المركزي الأوروبي نشر مؤشر الأجور على مستوى منطقة اليورو لمعدلات الأجور المتفاوض عليها للربع الرابع، والذي يعد في هذه المرحلة أحد أهم مدخلات البيانات لمجلس المحافظين. ووضع الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي نمو الأجور في قلب مناقشة السياسة المالية، مشيراً إلى الكيفية التي يمكن بها استبعاد تخفيضات أسعار الفائدة ما لم تتحرك الرواتب المتفاوض عليها بشكل مقنع في الاتجاه الصحيح.

لا يوجد إجماع منشور للتوقعات. ونعتقد أن توقعات فريقنا الاقتصادي أن تكون القراءة حوالي 4.4-4.5% على أساس سنوي هي أقل بشكل معتدل من التوقعات. وقد ظل مؤشر الأجور هذا في ارتفاع مطرد منذ منتصف عام 2022، ومن المفترض أن يرحب البنك المركزي الأوروبي بهذا الانخفاض، حتى لو لم يكن مؤثرًا. سيكون الأمر متروكًا لبيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من عام 2024 (والتي تتضمن معلومات مفصلة عن الأجور) في أبريل ومؤشر الأجور المتفاوض عليه في مايو لتسليط الضوء أو إعادة التركيز على خفض أسعار الفائدة في يونيو، نظرًا لأن نشر أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني سيتم بعد اجتماع يونيو.

تخبرنا نفس بيانات تحديد مراكز المضاربة المذكورة أعلاه أن اليورو يمثل حالة شاذة في مجموعة العشرة، حيث يعاني في منطقة ذروة الشراء بشكل معتدل (+7٪ من الفائدة المفتوحة) مقابل الدولار على الرغم من فارق سعر الفائدة السلبي على نطاق واسع. يجب مراقبة بعض التعديلات في مراكز التداول على الجانب الهبوطي اليوم لزوج اليورو/دولار ، وذلك إذا جاء نمو أجور البنك المركزي الأوروبي أقل من 4.5%. ومع ذلك، لن نتفاجأ برؤية دعم جيد عند 1.0700.

الكرونة: لعبة حمائم البنك المركزي السويدي تبدو محفوفة بالمخاطر

لم يكن لمسوحات توقعات التضخم في بروسبيرا في السويد هذا الصباح أي تأثير على السوق، حيث جاءت متماشية على نطاق واسع مع الاتجاه الأخير. وقد انخفضت توقعات مؤشر أسعار المستهلكين (CPIF) لعام واحد أكثر من 2.0% إلى 1.9% في الشهر الماضي، وثبتت التوقعات لمدة عامين عند 1.9% وارتفعت توقعات 5 سنوات (هذه مفاجأة صغيرة) من 2.0% إلى 2.1%.

وقد أكشف تقرير التضخم الذي صدر بالأمس عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (CPIF) أكثر من المتوقع (من 2.3% إلى 3.3% على أساس سنوي)، على الرغم من انخفاض التضخم الأساسي تماشيًا مع الإجماع من 5.3% إلى 4.4%. وقد تحول البنك المركزي السويدي مؤخراً إلى موقف متشائم في خطابه، حتى أنه أشار إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام. وتشير الزيادة الأكبر من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلكين (CPIF) الرئيسية إلى أن التفاؤل بشأن تراجع التضخم ربما كان سابقًا لأوانه.

والأهم من ذلك، أننا نعتقد أن توجيهات التيسير التي تم تقديمها في فبراير قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج عكسية. وذلك لأنه - كما اعترف البنك المركزي السويدي نفسه - فإن تجنب إضعاف الكرونة يظل أمرًا حاسمًا في معركة التضخم، ولكن في الوقت نفسه فإن توجيهات التيسير المبكر (جنبًا إلى جنب مع نهاية مبيعات العملات الأجنبية) تضع الكرونة في موقف هش إذا تحولت المعنويات إلى سلبية بالنسبة للعملات الأجنبية ذات معامل بيتا المرتفع. ولذلك نعتقد أن زوج يورو/كرونة سويدية يمكن أن يتداول أعلى من هذه المستويات على المدى القصير، ولكن البنك المركزي السويدي قد يكون مستعدًا لإعادة بيع العملات الأجنبية في حالة ضعف الكرونة السويدية كثيرًا. توقعاتنا على المدى المتوسط للزوج هي الاختراق تحت 11.00، ولكن مرة أخرى نعتقد أن السياسة النقدية للبنك المركزي السويدي ربما تضيف عقبات أمام مسار تعافي الكرونة السويدية.

الدولار الكندي: تراجع الانكماش

تنشر كندا أرقام التضخم لشهر يناير اليوم، وتتركز توقعات الإجماع على استقرار البيانات الأساسية عند مستوى 3.6% على أساس سنوي. ومن المتوقع أن ينخفض مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي من 3.4% إلى 3.3% على أساس سنوي، مع زيادة بنسبة 0.4% على أساس شهري بعد القراءة المشجعة التي سجلها في ديسمبر والتي بلغت -0.3% على أساس شهري.

ويتماشى التباطؤ المتوقع في عملية خفض التضخم مع التطورات في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى، ولا يثير قلقًا كبيرًا بالنسبة لبنك كندا الذي يقدر معدل التضخم الرئيسي عند 3.2% في الربع الأول من العام. ومع ذلك، فإن سوق العمل الضيق وتأجيل موعد أول خفض لسعر الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي يعني أن بنك كندا من المرجح أن يختار الصبر بشأن التوجيهات الأكثر تيسيرًا في الاجتماعات القادمة. وهذا ما لم تكن أرقام مؤشر أسعار المستهلك اليوم مفاجئة بشكل ملحوظ على الجانب السلبي.

يمكن أن يجد زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي مزيدًا من الدعم في الأسابيع المقبلة حيث نتوقع أن يظل الدولار الأمريكي قويًا مع هشاشة معنويات المخاطرة. ويبدو سيناريو العودة إلى أعلى مستويات الأسبوع الماضي 1.3585 مناسبًا في الوقت الحالي. ومع ذلك، ما زلنا نتوقع أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي إلى إطلاق العنان لاحتمالات الهبوط للزوج في النصف الثاني من العام، حتى مع قيام بنك كندا بتخفيض سعر الفائدة في نفس الوقت الذي يقوم فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة.