انهى الدولار الأمريكي تداولات الربع الأول من العام، وكان الأداء قويًا. كانت حركة السعر بالكامل داخل النطاق الذي تم تحديده في الربع الرابع من العام الماضي. وبينما ظل التضخم في الولايات المتحدة قويًا وكرر سوق العمل هذه القوة بالمثل، ظل بنك الاحتياطي الفيدرالي لينًا وواصل الاتجاه الذي بدأ عند قرار سعر الفائدة في الأول من نوفمبر من العام الماضي. وكرر بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأمر في الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث أصدر توقعات تشير إلى استمرار التوقعات بثلاثة تخفيضات في عام 2024.
وبالنسبة للربع الثاني من عام 2024، فإن السؤال الكبير هو ما إذا كانت هذه التخفيضات ستبدأ بالفعل؛ وإذا لم تبدأ، فإن هذا سيحمل النصف الثاني المتقلب من العام بانتخابات رئاسية، حيث لن يكون هناك سوى أربعة اجتماعات متبقية لتنفيذ تلك التخفيضات الثلاثة. لذا، إذا رأين استمرار القوة مع التضخم إلى الدرجة التي تجبر بنك الاحتياطي الفيدرالي على تحويل التوقعات إلى مستوى أدنى، إلى خفضين أو أقل، فهناك حجة أساسية لقوة الدولار الأمريكي. قد يكون هناك أيضًا ضعف محتمل في الأسهم، حيث ساعدت الدفعة اللينة من بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي بدأت في نوفمبر الماضي على دفع الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
كان للدولار الأمريكي اتجاه صعودي في الربع الأول ولكنه لم يكن من جانب واحد. ولعبت سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي اللينة دوراً كبيراً في هذا السيناريو. كان مؤشر DXY يندفع نحو الأعلى خلال النصف الأول من الربع الأول، مدفوعًا جزئيًا بأرقام مؤشر أسعار المستهلك القوية. أظهر صباح 12 فبراير هذا الموضوع بشكل واضح، مع استقرار مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي مرة أخرى بالقرب من 4%، مما أدى إلى اختراق آخر للدولار الأمريكي. بدأ السعر باختبار منطقة مقاومة رئيسية، وهي نفس المنطقة التي قدمت الدعم في نوفمبر الماضي قبل هبوط الدولار.
ولكن في صباح اليوم التالي لإصدار مؤشر أسعار المستهلك، أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، إلى أنه لا ينبغي للمشاركين في السوق "أن ينقلبوا" بشأن قراءة مؤشر أسعار المستهلك، وقد ساعد ذلك مؤشر الدولار الأمريكي على استعادة بعض تلك المكاسب الأخيرة. استمر الضعف في الدولار حتى نهاية فبراير/شباط وحتى مارس/آذار، حتى وصل إلى أدنى مستوى له في صباح يوم 8 مارس/آذار. منذ ذلك الحين، بدأ الثيران في القيادة مرة أخرى ويقتربون من إعادة اختبار نفس المقاومة التي اوقفت التقدم قبل ستة أسابيع.