- الأسهم الأمريكية تسجل مستويات قياسية جديدة.
- بيانات التضخم تدعم الأسواق.
- الانظار تتركز حول شركة NVIDIA مع إعلان ارباحها القادم.
- ملخص أحداث هذا الأسبوع
سجلت كثير من الأسهم الأمريكية أعلى مستويات لها على الإطلاق، وأغلقت مرتفعة للأسبوع الرابع على التوالي، حيث حقق مؤشر ناسداك مستوى قياسيًا جديدًا يوم الثلاثاء، وحذا حذوه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز في اليوم التالي، بدعم من بيانات جديدة عن التضخم أضاءت شعلة نور في نهاية نفق سياسة التشديد النقدي التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتزيد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في نهاية المطاف، ومع تراجع المخاوف بشأن التضخم وأسعار الفائدة، تفوقت أسهم النمو على أداء بقية الأسهم.
يبدو أن العامل الرئيسي الذي يدعم المعنويات هو صدور مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر أبريل/ نيسان عن وزارة العمل يوم الأربعاء، والذي جاء أقل قليلاً من التوقعات، وذلك على عكس القراءات التي جاءت أعلى من المتوقع خلال الأشهر الثلاثة السابقة، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.3٪ في أبريل أقل قليلاً من التوقعات، بينما زادت الأسعار الأساسية (المستثنى منها أسعار الغذاء والطاقة الأكثر تقلباً) بنسبة 0.3٪ كما هو متوقع. لا يزال التضخم متركزا في أسعار الخدمات، وخاصة تكاليف خدمات النقل، التي ارتفعت بنسبة 0.9٪ على أساس شهري و 11.2٪ على مدار العام الماضي.
مصدر الرسم البياني : Bloomberg
كما يبدو أن رقم مبيعات التجزئة يوم الخميس أثار إعجاب المستثمرين، وإن كان ذلك من خلال عدم اعتبار الأخبار السيئة للاقتصاد بمثابة أخبار جيدة للأسهم والتضخم، فقد أفادت وزارة التجارة أن مبيعات التجزئة استقرت في أبريل مقابل تقديرات الإجماع بزيادة قدرها 0.4٪، بينما قامت بمراجعة تقديراتها لمبيعات مارس/ أذار بالخفض من +0.7٪ إلى +0.6٪، تضمنت البيانات بعض الأدلة على أن المستهلكين كانوا يقلصون انفاقهم، حيث انخفضت المبيعات لدى تجار التجزئة (معظمهم عبر الإنترنت) بنسبة 1.2٪، بينما استمرت المبيعات في المطاعم والحانات في الاستقرار، وحتى أنها انخفضت قليلاً عند الأخذ في الاعتبار ارتفاع الأسعار (بيانات مبيعات التجزئة لا تتأثر ببيانات التضخم).
جددت تلك البيانات الآمال في أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تأتي عاجلاً وليس آجلاً.
في الرسم البياني التالي والذي يظهر تحرك قطاعات السوق نلاحظ بشكل جلي ارتفاع قطاعي التكنولوجيا (أسهم النمو) وقطاع الخدمات حيث لا يزال التضخم متمركزاً فيها:
مصدر الرسم البياني : Bloomberg
كان هناك بعض التشويق في وقت مبكر من الأسبوع حيث ارتفعت فجأة الأسهم المشهورة بالمضاربة عليها والتي تسمى (أسهم meme) مثل GameStop و AMC، في حين أن كلاهما انتهى بإغلاق الأسبوع بشكل سلبي إلا أن الارتفاع المفاجئ ذكّر المستثمرين بحالة الهوس التي حدثت في عام 2021 والتي جاءت تزامناً مع انتعاش السوق، ولكن سرعان ما انخفضت أسهم GameStop بأكثر من 20٪ بعد أن أعلنت الشركة عن خطط لبيع أسهم إضافية عقب الارتفاع الأخير، كما أبلغت الشركة أيضًا عن نتائج أولية أظهرت انخفاضًا في مبيعات الربع الأول.
لا يعد هذا كدليل على أننا نعود إلى مستوى المضاربة أو معنويات المستثمرين التي شهدناها خلال تلك الفترة، لكننا نعتقد أن هذا يشير إلى حد ما إلى المخاطرة التي تميل إلى الظهور خلال فترات الارتفاع القوي للسوق.
وارتفعت أسهم Reddit في أواخر يوم الخميس بعد الإعلان عن شراكة مع OpenAI. في مكان آخر ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعد أحدث البيانات الاقتصادية، كما قفزت سوق العملات المشفرة إلى جانب الأسهم، حيث ارتفع البيتكوين بأكثر من 7٪ يوم الأربعاء، على خلفية اصدار مجلس الشيوخ قرارًا يطالب لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) بالتراجع عن قاعدة تمنع شركات معينة من حيازة العملات المشفرة، ومع ذلك هدد الرئيس بايدن باستخدام حق النقض ضد القرار.
كما أعطت تقارير أرباح الشركات الفصلية دفعة قوية للأسواق، حيث جاءت النتائج أعلى من التوقعات للربع الأول، وبينما يقترب موسم الأرباح من نهايته، سيولي المستثمرون اهتمامًا وثيقًا لشركة NVIDIA، وهي آخر شركة من شركات التكنولوجيا الكبرى التي ستقدم نتائجها، من المقرر أن تعلن الشركة التي تحتل موقعًا رئيسيًا في تطوير الذكاء الاصطناعي وأسهمها ارتفعت بنسبة 90٪ حتى الآن هذا العام عن أرباحها يوم الأربعاء.
أهم احداث هذا الأسبوع:-
- يوم الاثنين - من المتوقع أن يبقي بنك الشعب الصيني (PBoC) أسعار الفائدة على القروض لأجل عام واحد وخمس سنوات دون تغيير عند 3.45% و3.95% على التوالي، في الأسبوع الماضي أبقى البنك على سعر الفائدة متعدد الأطراف دون تغيير عند 2.50%، وهو ما يعد بشكل عام يأتي مقدمة للتغيير في أسعار الفائدة على القروض، لقد جاءت بعض البيانات الاقتصادية بشكل متضارب مؤخرًا ولكن بشكل عام يبدو أن بنك الشعب الصيني ليس لديه سبب عاجل للمزيد من تخفيف السياسة النقدية.
- يوم الثلاثاء - من المتوقع أن يبلغ مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في كندا على أساس سنوي نحو 2.8٪ مقابل 2.9٪ سابقًا، بينما يُتوقع أن يكون القراءة الشهرية عند 0.5٪ مقابل 0.6٪ سابقًا. ومع ذلك سيكون التركيز على مقاييس التضخم الأساسية حيث أن هذا هو ما يهم بنك كندا المركزي أكثر، فمن المتوقع أن يكون متوسط التكلفة المعدل لمؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي 2.9٪ مقابل 3.1٪ سابقًا ، بينما يُتوقع أن يكون متوسط مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوي 2.7٪ مقابل 2.8٪ سابقًا. مثل هذه القراءات أو حتى أقل منها يجب أن تمنح بنك كندا الثقة الكافية لتنفيذ أول خفض لسعر الفائدة في يونيو/ حزيران حيث ستكون ضمن نطاق هدفها من 1 إلى 3٪.
- يوم الأربعاء - من المتوقع أن يبقي بنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) سعر الفائدة النقدي الرسمي دون تغيير عند 5.50٪. حيث أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) للربع الأول انخفاضًا إضافيًا في التضخم، بينما شهد تقرير سوق العمل ارتفاعًا آخر في معدل البطالة وفقدان الوظائف في هذا الربع، يتوقع السوق أن يخفف بنك الاحتياطي النيوزيلندي السياسة في أغسطس/ آب بينما يواصل البنك المركزي تكرار أنه لا يتوقع عودة السياسة إلى وضعها الطبيعي قبل عام 2025.
- يوم الخميس - بيانات نمو الأجور للربع الأول هي ما ينتظره البنك المركزي الأوروبي منذ شهور لتعزيز ثقته بتوقعات التضخم ، من غير المرجح أن تغير البيانات خطتهم لتنفيذ أول خفض لسعر الفائدة في يونيو/ حزيران بعدما أعلنوا عنها بوضوح خلال الفترة الماضية لدرجة أنه سيكون من السيئ التراجع عن ذلك الآن، ومع ذلك قد يؤثر ذلك على توقعات السوق لعدد مرات خفض أسعار الفائدة لبقية العام.
أيضاً نحن على موعد يوم الخميس مع بيانات البطالة الأمريكية، والتي تعتبر من أهم البيانات التي تلمس حالة الاقتصاد بشكل مباشر، يرجع ذلك إلى هدف التضخم الذي وضعه الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف سياسته النقدية مرهون بتراجع سوق العمل، من المتوقع أن تصل طلبات الإعانة الأولية هذا الأسبوع إلى 220 ألفًا مقابل 222 ألفًا في السابق، كما سيتم نشر بيانات مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة.
يوم الجمعة من المتوقع أن تأتي قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأساسي في اليابان على أساس سنوي 2.2٪ مقابل 2.6٪ في السابق، تتزايد التوقعات حالياً بأن بنك اليابان المركزي لن يكون قادرًا على رفع أسعار الفائدة أكثر على المدى القريب.
كما سيتم الإعلان عن الناتج المحلي الإجمالي الألماني يوم الجمعة، وهذا مهم للمزيد من وضوع الرؤية للوضع الاقتصادي في منطقة اليورو.