"مشاكلنا في التداول كثيرة ، ولكن سبب كل هذه المشاكل هي معتقداتنا البدائية عن السوق"
مارك دوغلاس
المشكلة الأولى في السوق هي اعتقاد الغالبية أن التحليل الفني وحده كافي مما يعكس فرط مبالغ فيه بالتحليل الفني هذا إذا فرضنا أنك تدرس التحليل الفني على أعلى جودة وأن ما تدرسه صحيح ، فتهمش كل مبدأ اقتصادي قد يكون السوق بأسره يتحرك بناء عليه وتنسى تماماً أن السوق بيئة احتمالية
تتطلب منك التفكير على أعلى أداء وبناء على خطة لكل اتجاه وبعيدة عن التوجه العام.
.
آخر التطورات الفنية
حاول الذهب على مدار الشهر الماضي اختراق 2450 عدة مرات ولكنه يرتدع إلى 2320 دون جدوى وهذا ما يجعله يتداول بشل عرضي مكرراً سيناريو اعتاد الذهب عليه قبل أن يحقق قمة جديدة ولكن لوحده ، فهل تذكر عندما تداول الذهب لأكثر من 89 يوماً ما بين 1985 ، و 2010 ولم يخترق 2010 حتى زار 1850 لعدة ساعات هذا تماماً ما قد نراه في سيناريو الذهب ولكن بأرقام جديدة.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
" عندما تتبول السلطات على الشعوب يأتي دور الإعلام ليقنعهم أنها تمطر "
جورج أوريل ، صحفي إنكليزي
أهم الأخبار
· بدأ السوق يخضع لخوف ناتج من قرب الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية ، وخصوصاً أن المنافس لجو بايدن ، هو دولاند ترامب والذي على زمانه كان السوق شديد العنف نظراً لأنه كثير الآراء.
· التوتر في الشرق الأوسط على حاله وهذا ما يجعل بريق الذهب متماسك رغم انحسار التضخم.
· الصين ترفع الاحتياطي من الذهب لديها نحو 16% على مدار الأشهر الخمس السابقة من هذا العام ، وعلى رأي رئيس قسم الأبحاث في Gold Money الستر ماكليود أن الصين لا تقوم بشراء الذهب وإنما هي حقيقية تتخلص مما لديها من دولار.
بالنظر إلى أهم المؤشرات الاقتصادية نلاحظ
· بالنظر إلى مؤشري التضخم والذين يقيسان نسب التضخم في الولايات والذي على أساسهما يتم الحكم على نسب الفائدة المستقبلية نرى أن:
مؤشر USIR عند 3.4 ، وأن مؤشر CPI عند 2.6 وكلاهما بعيدان كل البعد حتى هذه اللحظة عن الهدف الذي وضعه الفيدرالي كنقطة بدء لخفض الفائدة وهذا ما جاء صراحةً في البيان السابق للفيدرالي عندما قال " تتوقع اللجنة أنه سيكون من غير المناسب ، خفض النطاق المستهدف إلى أن تكسب ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك نحو 2% "
· ارتفاع في معدلات البطالة بشكل ملحوظ نحو 3.9 وهذا حقيقة يعبر عن بدء ارتفاع البطالة مع ميل بنسبة تصل إلى 90% بأن معدلات البطالة خلال العامين القادمين بارتفاع عنيف ( لماذا)؟؟
لأن الانحدار السابق في معدلات البطالة من 2019 حتى 2022 كان سريعاً بشكل لا يصدق ، وهذا بناء على بيانات تاريخية في نسب البطالة ، فعندما ارتفعت نسب البطالة بعد أزمة الرهن العقاري نحو 10.4% ، استغرقت الحكومة الأميركية نحو 10 سنوات حتى تعيدها إلى 3.5 ، ولكن عندما ارتفعت بفعل الجائحة الوبائية Covid -19 ( كورونا ) نحو 14% استغرقت سنتين فقط علماً أن عواقب الجائحة أتت أسوأ من عواقب أزمة الرهن العقاري ، أضف على ذلك أن الولايات تعاني من الدين في هذا الوقت لذا نحن أمام خيارين أحلاهما سيئ
الأول هو أن الولايات تصدر بيانات كاذبة في معدلات البطالة ( هذا خيار وارد من دولة اقنعت العالم لسنوات أنها تطبع الدولار مع وجود احتياطي في الذهب ليأتي نيكسون ويصدم العالم عام 1973) وهذا يعني أن نسب البطالة سترتفع نحو النسب التي من المفترض أن تكون عليه وهي 9.7% بناء على تقديرات صدرت من منظمة الصحة العالمية لمن خسروا وظائفهم خلال الجائحة أو الخيار الثاني بأن البطالة انخفضت بفعل الإعانات الحكومية للمؤسسات والذي سينتهي بوصول الدين للحد الأقصى الجديد.
الخلاصة:
عبارة جورج أوريل ، هي عبارة أكثر ما أراها صادقة في الوقت التي تصدر فيها إعلاميات الفيدرالي بأن الوضع جيد والتضخم سينخفض وهو حقيقة ستتم ولكن على حساب الشعوب وهذا ما يؤول إلى أن انخفاضه من عدمه سيؤول إلى ارتفاع البطالة ومنه ارتفاع قياسي في أسعار الذهب على المدى المتوسط و البعيد ولكنه يبقى رهن الاخبار على المدى القريب ، فإن المدى القريب يحوي عشوائية عالية جداً وهذا لأن القطيع التداولي موجود فيها.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطيب صالح
1. ارتفاع متوسط السعر احصائياً نحو 2245 ، مع انخفاض في الانحراف المعياري إلى 85 ، وهذا ما يدل على بداية حقبة سعرية جديدة للذهب أعلى من 2200 ، يكون فيها أفضل سعر للشراء عند 2170 للمدى الآمن و 2300 وما دون للمضاربة عالية المخاطر ، علماً أن 2500 ضمن المدى
الاحصائي.
2. إن قاع الذهب الجديد هو 2170 ،وفكرة أن يعيد الذهب اختباره لعدة ساعات قليلة هي فكرة واردة وفقاً لسلوكه السابق.
3. الفوليوم يبلغ ذروته الجديدة عند 2300 وكونها أعلى من المتوسط فهي منطقة دخول القطيع الفردي ، والذروة الثانية عند 2170 وكونها أقل من المتوسط فهي منطقة دخول البنوك و المحافظ ( صناع السوق ، القرار).
الخلاصة:
سيميل السعر لفترة تداول عرضي طويلة لا تقل عن شهر ما بين 2300 إلى 2450 بعدها يستهدف مستويات لا تقل 2700 شرط أن يختبر 2170 والاختبار سيكون ذيل لشمعة واحدة لا يستقر فيها السعر أكثر من جلسة تداولية واحدة وستسبب ضرر للمضارب لا ضرر فيها على المستثمر ( تذكر عندما اختبر السعر 1810 قبل أن يخترق منطقة التداول العرضي ( 1985 – 2010 ).
إذا
على المدى القريب
نتوقع تداول عرضي ما بين 2300 إلى 2450.
على المدى البعيد
نتوقع استهداف 2700 بحلول الشهر الثالث من سنة 2025 شرط الاختبار لمستويات صانع السوق.
رأي المستشار المالي
يبقى الصواب في ظل تهافت العالم على الذهب ألا تعتمد على سلعة بدأ الإعلام يتكلم عنها لأنه وعلى رأي تشارلز داو ونخبة من عملاقة هذا المجال أنه ما إن يدخل الإعلام على فرصة استثمارية وبدأت ترى أن حديث العامة هي هذه الفرصة حينها أعلم أن الوقت قد فات واللحاق بها يغدو صعب ومكلف، ولابد من التفكير بفرصة أخرى مهما بدت الفرصة جيدة وهذا ما وضحته لك في مقالي السابق بعنوان (فرص كثيرة لكن الفخ الإعلامي أكبر) ، لتبقى نصيحتي لك هي أن يكون لك خطة لكل سيناريو محتمل بعيد عن التوجه العام خصوصاً أن القادم أسوأ.
المستشار عمر جاسم آل صياح
لا تتردد بطرح أي استفسار ، وابقى معنا على التويتر
X: @omarsyyah