من الجيد أن يكون لديك أصدقاء يقفون بجانبك عندما تتعثر. هذا هو الحال بالتأكيد بالنسبة لشركة لوسيد موتورز (NASDAQ:LCID) المدرجة في بورصة ناسداك. حيث قامت الحكومة السعودية عبر صندوقها السيادي للاستثمار "صندوق الاستثمارات العامة" بضخ 1.5 مليار دولار كاستثمارات في الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية الفاخرة، مما يمنحها ما يكفي من المال للبقاء حتى الربع الرابع من عام 2025.
لكن، هذه الخطوة قد تشير أيضًا إلى أنه يجب على المستثمرين الأفراد بيع أسهم "لوسيد". من الواضح أن الشركة المصنعة للسيارات لا تستطيع بيع ما يكفي من السيارات لتستمر بمفردها دون مساعدة خارجية. في مرحلة ما، قد يقرر صندوق الاستثمارات العامة الحقيقة المتعلقة قطع الدعم المالي. والنتيجة النهائية لن تكون جيدة لأسهم لوسيد.
دعم قوي
في ظل سعي السعودية للتحرر من الاعتماد على النفط في اقتصادها، يحاول صندوق الاستثمارات العامة إطلاق استثمارات في صناعة السيارات الكهربائية.
يسعى صندوق الاستثمارات العامة إلى جعل "لوسيد" الشركة الرائدة في البلاد ويمول إنشاء مصانع تجميع في السعودية. حيث افتتح أول منشأة تجميع هناك العام الماضي.
وتقوم "لوسيد" بتصنيع سياراتها في أريزونا، ثم تفككها وتشحنها للخارج لإعادة تجميعها هناك.
كما يمول صندوق الاستثمارات العامة عمليات "لوسيد" في الولايات المتحدة لضمان استمرارها في تصنيع السيارات. حيث إن ضخ النقود الأخير بقيمة 1.5 مليار دولار سيسمح لها بالبدء في تصنيع سيارات الدفع الرباعي "Gravity" في وقت لاحق من هذا العام.
ومن المقرر أن تقوم شركة "آيار"، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بشراء أسهم ممتازة قابلة للتحويل بقيمة 750 مليون دولار وستقدم نفس المبلغ كخط ائتماني لشركة "لوسيد".
حفرة مالية تزداد عمقاً
على السطح، قد يبدو هذا الخبر جيدًا لشركة "لوسيد". حيث لا يتعين على الشركة القلق بشأن جمع الأموال بنفسها ويمكنها التركيز على تصنيع سياراتها. كما يمنحها ذلك سوقًا جديدًا تمامًا لبيع سياراتها مثل السوق السعودي.
ومع ذلك، فإن المشكلة بالنسبة للذين يشترون سهم "لوسيد" هي أن الشركة ما زالت لا تستطيع بيع الكثير من سياراتها. حيث أعلنت الشركة عن نتائج الربع الثاني في 5 أغسطس، على الرغم من أننا كنا نعرف بالفعل الكثير من التفاصيل. كانت "لوسيد" قد أعلنت عن أرقام إنتاج وتسليم المركبات قبل ذلك، لذلك لم يكن هناك الكثير من المستجدات في تقرير الأرباح. أنتجت الشركة 2,110 سيارة خلال الربع وسلمت رقمًا قياسيًا بلغ 2,394 سيارة.
ذكرت "لوسيد" أنها حققت إيرادات بلغت 200.6 مليون دولار، متجاوزةً توقعات المحللين البالغة 192.1 مليون دولار. ومع ذلك، لا تزال تخسر مبالغ ضخمة من المال على كل سيارة تبيعها. بلغت الخسائر الصافية 790.3 مليون دولار، مقارنةً بخسارة قدرها 764.2 مليون دولار في العام السابق. يظهر هذا أن زيادة الإنتاج تؤدي إلى زيادة الخسائر.
هذا لا يبشر بالخير على المدى الطويل حيث تستعد لإطلاق سيارات الدفع الرباعي "Gravity". وهو نموذج أقل تكلفة تأمل "لوسيد" أن يحقق نجاحًا أكبر من سياراتها الأغلى. السبب الوحيد الذي جعل "لوسيد" قادرة على بيع المزيد من السيارات هذا الربع هو أنها خفضت الأسعار، مما زاد من خسائرها.
النهاية قريبة
من الواضح أن الصندوق السعودي على استعداد لإنفاق الكثير من أموال النفط على "لوسيد" في الوقت الحالي. بالإضافة إلى 1.5 مليار دولار التي قدمتها مؤخرًا، منحت الشركة مليار دولار في الربع الأول. في المجموع، قدم صندوق الاستثمارات العامة 7.9 مليار دولار لتمويل الشركة منذ عام 2018. مقابل هذا المال، أنتجت "لوسيد" أقل من 20,000 سيارة كهربائية وباعت فقط أكثر بقليل من 14,000 سيارة.
في النهاية، قد يقرر صندوق الاستثمارات العامة أن الخسائر التي يتكبدها من دعم أسهم "لوسيد" لا تستحق العناء. إذ قد يكون هناك إدراك بأن "لوسيد" لا يمكنها المنافسة في سوق السيارات الكهربائية وستتوقف التمويلات. وبالتالي، قد تهوي أسهم "لوسيد" مع جفاف أهم مصدر للأموال والاستثمارات.
القيمة العادلة لسهم لوسيد
من ناحية أخرى، تشير البيانات المتاحة على إنفستنغ برو إلى أن سهم لوسيد ما زال مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية، حيث إن قيمته العادلة الآن تبلغ 4 دولارًا، مما يعني أن السهم لديه مجال للارتفاع بحوالي 25.4% من أجل الوصول للقيمة العادلة. حيث تستخدم أداة القيمة العادلة من إنفستنغ أكثر من 10 مؤشرات محاسبية معقدة لحساب القيمة العادلة للسهم، استنادًا إلى البيانات المتاحة، مثل المبيعات وربحية السهم ومكرر الربحية، مما يوفر نتائج دقيقة. وللتعرف على القيمة العادلة لأي سهم سواء عربي أو عالمي اضغط هنا