17% خصم على نسخة InvestingPro السنوية
شهدت العملة الرقمية الرائدة، البيتكوين، بداية قوية لعام 2024 حيث سجلت ارتفاعًا كبيرًا لتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الربع الأول من العام. لكن مع دخول الربعين الثاني والثالث، بدأت حركة السوق تتسم بالتذبذب، مما أثار قلق المتداولين والمستثمرين على حد سواء. وبالرغم من التوقعات بأن شهر سبتمبر سيكون سلبيًا، أظهر سعر البيتكوين أداءً مميزًا تجاوز التوقعات.
أداء البيتكوين في شهر سبتمبر: كسر للنمط التاريخي
يُعتبر شهر سبتمبر عادةً شهرًا ضعيفًا للبيتكوين. البيانات التاريخية تظهر أن هذا الشهر كان سلبيًا في ثماني مرات خلال السنوات الـ 12 الماضية، وهو ما يجعله من أقل الأشهر أداءً للسوق. على سبيل المثال، شهدت العملة تراجعات حادة بنسبة 19% و13.4% في سبتمبر 2014 و2019، مما أدى إلى تعزيز فكرة أن هذا الشهر يفتقر إلى الزخم الصعودي.
لكن على الرغم من هذه التوقعات السلبية، سجل البيتكوين أداءً إيجابيًا هذا العام، حيث ارتفع بنسبة تزيد عن 10%، مما يجعله واحدًا من أفضل أشهر سبتمبر في تاريخه. وبالنظر إلى البيانات السابقة، عندما شهدت العملة مكاسب شهرية في سبتمبر، تلاها عادةً تحركات صعودية قوية في الأشهر الأخيرة من العام، وهو ما يشير إلى احتمالية تكرار هذا السيناريو في 2024.
تفسير الاتجاه الصعودي: العوامل المؤثرة
- زيادة شهية المخاطرة بين المستثمرين: مع بداية الربع الرابع، تظهر الأسواق عادةً ميلًا أكبر للمخاطرة، خاصة بعد أداء إيجابي في سبتمبر. هذا التوجه نابع من قناعة بين المستثمرين بأن الأصول الرقمية قد تكون في نقطة تحول، مما يدفعهم لزيادة استثماراتهم.
- تأثير الإغلاق الشهري: الإغلاق الأخضر لشهر سبتمبر غالبًا ما يتبعه زخم أقوى في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر. في الأعوام التي شهدت إغلاقًا إيجابيًا، مثل 2015 و2016، حقق البيتكوين مكاسب مكونة من أرقام مضاعفة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، مما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة للمستثمرين الذين بقوا في السوق.
- تحركات المؤسسات المالية: تتزايد استثمارات المؤسسات في البيتكوين، خاصة مع بداية العام الجديد، مما يخلق زخمًا إضافيًا. تعكس هذه الاستثمارات، التي غالبًا ما تُعلن في الأشهر الأخيرة، الثقة المتزايدة في الأصول الرقمية كجزء من محافظ الأصول الاستثمارية. ويمكن أن يكون لهذا الاتجاه تأثير طويل الأمد على السعر.
- توجهات الاقتصاد الكلي: أدت السياسات المالية المتذبذبة للبنوك المركزية حول العالم إلى تزايد الاهتمام بالبيتكوين كملاذ آمن. ومع استمرار الحديث عن تخفيض أسعار الفائدة في المستقبل، قد يجذب البيتكوين مزيدًا من رؤوس الأموال الباحثة عن العوائد الأعلى، مما يعزز من اتجاهه الصعودي.
السيناريو المتوقع للأشهر الثلاثة القادمة
إذا اتبع البيتكوين النمط التاريخي المتوقع، فقد نرى أداءً قويًا في أكتوبر، يتبعه ارتفاع معتدل في نوفمبر، ومن ثم نهاية قوية في ديسمبر. وهذا السيناريو يعتمد على عدة عوامل:
- ثبات الدعم عند مستويات مهمة: يجب أن يثبت البيتكوين فوق مستويات الدعم الحرجة، خاصة منطقة 60,000 دولار، التي تعتبر حاجزًا نفسيًا وتقنيًا للمستثمرين. الثبات فوق هذا المستوى يعزز من فرص تحقيق ارتفاعات إضافية.
- التدفقات المؤسسية: من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة المزيد من التدفقات المؤسسية، سواء من خلال صناديق الاستثمار المشفرة أو الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs). دخول هذه الأموال الكبيرة سيدعم الاتجاه الصعودي.
- نقص العرض في السوق: مع استمرار تزايد حيازة البيتكوين من قبل المستثمرين الكبار (الحيتان)، قد نرى نقصًا في العرض المتاح في السوق، مما يؤدي إلى ضغوط شرائية كبيرة ويدفع السعر للارتفاع بشكل ملحوظ.
التحديات المحتملة: هل هناك مخاطر؟
رغم التفاؤل المتزايد، هناك عدة مخاطر قد تعوق هذا الاتجاه الصعودي، مثل التنظيمات الحكومية، حيث ما زالت مسألة التنظيمات تمثل تهديدًا، ويمكن لأي تطورات سلبية من الجهات الرقابية أن تؤدي إلى تراجع الثقة في السوق. بالإضافة إلى ذلك، هناك التقلبات الاقتصادية العالمية، حيث إن أي تدهور في الاقتصاد العالمي، خاصةً في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، قد يؤدي إلى موجة بيعية تشمل جميع الأصول الخطرة، بما في ذلك البيتكوين. كما أن أزمات السيولة قد تلعب دورًا في التأثير على الاتجاه، فعند اقتراب نهاية العام، قد نشهد قيام بعض المستثمرين الكبار بتسييل أصولهم لجني الأرباح أو لتلبية احتياجات السيولة، مما قد يؤدي إلى تقلبات حادة في السوق.
الخاتمة: هل سنشهد قمة جديدة للبيتكوين قبل نهاية العام؟
استنادًا إلى البيانات, يبدو أن البيتكوين لديه فرصة كبيرة لتحقيق مكاسب قوية في الأشهر القادمة. ومع الزخم الصعودي الذي اكتسبه في سبتمبر، قد نرى العملة تتجاوز مستوياتها القياسية الحالية وتحقق قمة جديدة قبل نهاية 2024.
لكن كما هو الحال دائمًا، يبقى من المهم للمستثمرين أن يتابعوا التطورات بحذر، ويأخذوا في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة، سواء الإيجابية أو السلبية، لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. فالبيتكوين، رغم تاريخه الغني بالفرص، لا يزال أحد أكثر الأصول تقلبًا في العالم المالي، ويتطلب تعاملًا حذرًا واستراتيجية استثمارية قوية.