تمكنت أسعار الذهب من تعويض معظم خسائرها اليومية اليوم الاثنين، إلا أنها لا تزال دون مستوى الـ 2,750 دولاراً. وتعززت جاذبية الذهب كملاذ آمن نتيجة للتوترات المستمرة في الشرق الأوسط وحالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأمريكية، إلى جانب تراجع طفيف في الدولار الأمريكي. ورغم هذه العوامل الداعمة، إلا أن التوقعات بخفض أقل حدة لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وارتفاع عائدات السندات الأمريكية قد يحد من ارتفاع الذهب.
في الجلسة الأوروبية، انتعش الذهب (XAU/USD) ليتجاوز مستوى 2,740 دولاراً، مسجلاً أعلى مستوياته اليومية. ويستمر الطلب على الذهب مدعوماً بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتقلبات المحتملة في الانتخابات الأمريكية، إلى جانب تراجع طفيف في الدولار الأمريكي.
وتواصل الحذر في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مع استمرار مخاوف العجز بعد الانتخابات، دعم عوائد السندات الأمريكية المرتفعة. ومع ذلك، قد تحد قوة أسواق الأسهم من مكاسب الذهب. وفي الوقت نفسه، يظهر المستثمرون حذراً قبيل صدور مؤشرات اقتصادية رئيسية مثل الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث ومؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي وتقرير التوظيف غير الزراعي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ديناميكيات السوق: الذهب يستفيد من المخاطر الجيوسياسية والانتخابات
حقق الدولار الأمريكي مكاسب على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، وبلغ أعلى مستوى له منذ 30 يوليو وسط توقعات بتخفيضات أقل حدة في الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وأشارت أداة FedWatch إلى أن السوق تسعر بالكامل تقريباً احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع السياسة النقدية في نوفمبر.
ومع حالة عدم اليقين الانتخابي، أظهرت استطلاعات الرأي تقارباً بين نائبة الرئيس كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، مما زاد من الحذر في السوق. كما أظهرت بيانات اقتصادية حديثة أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قوياً، مما يعزز التوقعات بخفض معتدل في الفائدة. وأفادت وزارة التجارة الأمريكية بانخفاض بنسبة 0.8% في طلبات السلع المعمرة في سبتمبر، وهو أفضل من المتوقع، كما سجل مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلك ارتفاعاً إلى 70.5 في أكتوبر.
وفي السياق الجيوسياسي، أشارت إيران إلى احتمال عدم الانتقام إذا تم التوصل لاتفاق هدنة في غزة ولبنان. ومن جانبها، أعلنت الصين اليوم أنها ستزيد من إجراءات التكيف الاقتصادي لدعم النمو خلال الربع الرابع.
التوقعات الفنية: حركة اتجاهية جديدة لأسعار الذهب تنتظر تجاوز مستويات رئيسية
من الناحية الفنية، يعكس صمود الذهب عند منطقة 2,750-2,748 دولاراً حذر المتداولين. وتشير الحركة السعرية ضمن نطاق ضيق إلى تردد في السوق، وقد ينتظر المتداولون اختراق مستوى 2,750 أو الهبوط دون 2,715 لتحديد اتجاه الذهب على المدى القصير.
وفي حالة تجاوز السعر حاجز 2,750 بشكل واضح، فقد يستهدف أعلى مستوى له بالقرب من 2,659 دولاراً، مع إمكانية الوصول إلى مستوى 2,770 دولاراً. أما في حال تراجعه إلى ما دون 2,715 دولاراً، فقد يجد الدعم عند 2,700 دولار، مع احتمال المزيد من الانخفاضات إلى 2,675 وحتى مستوى 2,655.
إخلاء المسؤولية:
هذا التحليل ألغراض إعالمية فقط وليس نصيحة مالية. ينطوي التداول على مخاطر، والاداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يمكن أن تتغير ظروف السوق، لذا قم دائما بإجراء بحثك الخاص أو استشر مستشارا مالًيا قبل التداول. الكاتب غير مسؤول عن أي خسائر ناجمة عن استخدام هذا التحليل.