"إن تعاملنا بالدولار يجعلنا تحت رحمتهم"
معمر القذافي
شهد العالم على مر السنوات محاولات من عدة دول لتقليل الإعتماد على الدولار في التجارة الدولية والاحتياطيات النقدية، نظرًا لهيمنة الدولار الكبيرة وتأثير السياسات الأمريكية على الاقتصاد العالمي.
هذه المحاولات جاءت كرد فعل على التحديات السياسية والإقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة من خلال استخدام الدولار كأداة للضغط وفرض العقوبات، ما دفع بعض الدول إلى السعي لإنشاء أنظمة مالية بديلة وتعزيز استخدام عملاتها الوطنية في التعاملات الدولية.
من بين هذه المحاولات برزت جهود مثل اليوان الصيني، حيث سعت الصين لجعل عملتها قابلة للاستخدام عالميًا كجزء من استراتيجيتها ل لعب دور أكبر في الاقتصاد العالمي.
كذلك، الروبل الروسي كان محور اهتمام روسيا التي بذلت جهودًا لتقليل الاعتماد على الدولار في تجارتها، خاصة مع شركائها الرئيسيين، كما ظهرت العملات الرقمية مثل البيتكوين وبعض العملات الرقمية الوطنية كوسيلة مبتكرة تهدف إلى تحقيق مزيد من الاستقلال عن الأنظمة النقدية التقليدية.
كان رد الولايات يختلف في كل مرة لكن الأسلوب وحده وهو الحرب أو القتل حفاظاً على عملة استغرقت سنوات للتأسيس لها بكل ما أوتيت من قوة و حنكة.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
"الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي قائمة بشكل أساسي على الدولار، لكن استخدام الدولار كسلاح يؤدي إلى عواقب وخيمة حتى على الولايات المتحدة نفسها"
فلاديمير بوتين
1. فلاديمير بوتين يحرز تقدماً ملحوظاً من حيث تنظيم دول البريكس ، بمحاولة استدعاء السعودية، وبداية تنظيم أكبر باستهداف دول الشرق الأوسط مثل الخليج.
2. السعودية تستضيف كبار مدراء أهم المؤسسات المالية مثل بلاك روك ، جولدمان ساكس (NYSE:GS) نحو تعزيز السوق العقاري في المملكة وهذا قد يزيد من إيجابية العلاقات التي تعود بفوائد على كلا الجانبين.
3. ترامب يحزر تقدماً كبيراً في السباق الرئاسي.
4. وتيرة الصراع في الشرق الأوسط ترتفع من جديد بعد الصراع المباشر الإيراني – الإسرائيلي ، وهذا يزيد من القلق نحو تفاقم الصراع.
5. بداية اعتماد البيتكوين كسلعة تحوطية من قبل كبار المستثمرين.
6. الصين على شفا الهجوم المباشر على تايوان.
الخلاصة:
حقيقة إني أرى أن الصراع القطبي نحو السيادة الاقتصادية للاقتصاد العالمي عادت من جديد ، وهذا ما يجعلنا بانتظار منعطف شديد الخطورة على الاقتصاد ككل ، وما يخيف في هذه المرة أن هذا الصراع لن يكون مجرد حرب باردة كما اعتدنا سابقاً وإنما قد يبنى اقتصاد يوسم بالدم على حساب اقتصاد عاش على الكثير من الدماء.
لا أعتقد مهما كانت هناك سلبية على الدولار أن ينهار ويختفي من الوجود فهذا أبعد للمستحيل لكون الدولار وحدة تسعير لا يمكن الاستغناء عنها مهما بدا ذلك ممكناً ، وإنما قد أرى انحسار قوته ليصبح وحدة التسعير الثانية.
جميع ما سبق إيجابي للذهب.
التحليل الاقتصادي
بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية نلاحظ عودة التضخم للارتفاع بمقدار 0.1 ، وتقدم كبير بالناتج الاقتصادي إلى 3.31 ، وهذا ما يحمل سلبية على الذهب على المدى القريب لكونه سيجعل الفيدرالي يتردد بسرعة خفض الفائدة ، ولكن ما سيقطع الشك باليقين هو أخبار نهاية الأسبوع بدءً من الغد ، والتي لها صلة بمؤشرات التضخم ، البطالة ، النمو الاقتصادي ، وأجور العمال.
سنحلل أثر هذه الأخبار على التويتر الخاص بنا
@omarsyyah
التحليل الفني لسعر الذهب
1. ارتفع الانحراف المعياري للذهب نحو 103 للمرة الأولى منذ 2008 ، وهذا يدل أن شهية الاقبال نحو الذهب قد تنقلب بشكل سلبي ، وتسبب انزلاق سعري.
2. تركز عمليات جني أرباح كبيرة للذهب عند 2750 ، وهذا ما سبب ضعف الاتجاه.
3. تركز عمليات شراء ضخمة عند النطاق السعري 2650 – 2685 ، وهذا ما يجعلنا نقول أن هناك احتمال لانزلاق سعري نحو هذا المدى.
4. احتمالياً ووفقاً لنموذج Normal distribution فإن مستوى 2850 أصبح ضمن النطاقات الممكنة.
الخلاصة:
سنرى انزلاق سعري سريع نحو 2685 – 2650 ، ثم متابعة الاتجاه الصاعد نحو 2850 – 2900
شرط تحقق التحليل الفني:
أن تكون الأخبار لصالح الذهب على المدى البعيد.
انخفاض التضخم ، انخفاض أجور العمال.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي المستثمر إن الأساس الاقتصادي الصحيح لا يكون سليماً إذا قام على اتفاق أن ورقة ما لها قيمة ، ويكون سليماً إذا تركنا الندرة هي التي تحدد القيمة الحقيقية ، ولهذا دوماً ما يعكس الذهب القيمة الحقيقية للعمل لكن مع ذلك لا يكون الذهب المصدر الأمثل للاستثمار فهو لحفظ القيمة و الفارق ضخم، وتبقى نصيحتي لك هي أن تستعد جيداً لهذا المنعطف أو قد يبخر لك سنوات من العمل.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah