تحدثنا في التقرير السابق أهمية الانتخابات الأمريكية على الصعيدين السياسي والاقتصادي وما يترتب عليها من تداعيات عالمية في ظل حالة من التوترالسياسي والاقتصادي والذي وصل الى ذروته. ولأن أحدًا لا يعلم على وجه اليقين نتائج الانتخابات الرئاسية الأهم في العالم، سنقوم فيما يلي بتحليل مقتضب لكل السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الأول: فوز هاريس عن الحزب الديمقراطي
السيناريو الثاني: فوز ترامب عن الحزب الجمهوري
السيناريو الثالث: فوز كلا المرشحين!
السيناريو الأول - هاريس أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية
تعتمد هاريس في خطتها الاقتصادية على تحسين الاقتصاد الأميريكي وذلك عبر فرض رسوم (ضرائب) إضافية على أرباح الشركات الكبرى والتي قد يرفع على المدى البعيد قيمة هذه الشركات وذلك بهدف دعم القطاع الصحي والتعليمي والأهم قطاع البناء، حيث وعدت هاريس ببناء وحدات سكنية اضاقية وتسهيل عمل شركات البناء المتوسطة لاستيعاب أزمة السكن التي باتت تشكل عبئًا كبيرًا.
كل هذه التحسينات التي تصب حسب خطة مرشحة الحزب الديمقراطي في مصلحة تعديل الوضع المعيشي للفئات ذو الدخل المنخفص والمتوسط. لكن افتقدت سياسة هاريس إلى خطة وآلية تنفيذ حقيقة، الأمر الذي ساهم في تعرضها لانتقادات واسعة. خاصة مع النظرة إلى هاريس كمكوّن سياسي رئيسي في عهد بايدة الذي وصل التضخم في عهده إلى أرقام قياسية وشهدت فترته حروبًا بدأت بين روسيا وأوكرانيا مرورًا بالشرق الأوسط مما وضع العالم في حالة استنفار غير مسبوق.
السيناريو الثاني - عودة الرئيس السابق
تعتمد سياست دونالد ترامب الاقتصادية بشكل أساسي على فرض الضرائب وأهمها التعريفات ضد تجارة الصين ورفع الضرائب على واردات الاتحاد الاوروبي بنسب تصل الى 20%، وهذا ما قد يترتب عليه أزمة اقتصادية على دول الاتحاد التي تعتبر الركيزة الرئيسية في دعم حرب أوكرانيا ضد روسيا وما يترتب عليها من تبعات اقتصادية وسياسية قد تفضي عند وصول ترامب إلى سُدة الحكم إلى الإسراع من أجل إنهاء الحرب لوقف الضغط الاقتصادي.
كيف سيؤثر الرئيس الجديد على اليورو والأسهم الاوروبية؟
اليورو قد ينخفض الى مستويات جديدة في ظلّ توجّهات ترامب بالاضافة الى موجة هبوط للأسهم في حال تطبيق سياسة فرض الرسوم على الواردات الأوروبية لصالح الدولار الأميركي.
أما بالنسبة للذهب، كما ذكرنا سابقًا، لا يزال الذهب العملة الأكثر لمعانًا والملاذ الآمن الذي يلتجئ إليه الجميع في ظل حالة عدم الوضوح في المشهد الجديد وقد نشهد عمليات شراء جديدة خلال الفترة القادمة ليصل الذهب إلى أرقام قياسية جديدة.
لا خاسر ولا رابح
السيناريو الأسوأ وهو إعلان فوز المرشحين ترامب وهاريس، بعد أن لمّح ترامب في الفترة الأخيرة عن مخاوفه من وقائع تلاعب وغش قد تحدث في العملية الانتخابية والذي يذكّرنا بمشهد اقتحام الكابيتول ولكن بصورة أقوى وأكبر، فالظروف تغيّرت والاحتقان والهوّة بين الفريقين باتت أكبر.
بناء عليه قد نشهد في هذه الحالة هبوطًا حادًا للأسهم الأميركية وارتفاعًا كبيرًا في أسعار الذهب، وبالتالي قد تحدث تبعات حادة في الشرق الأوسط لا سيما بعد تهديدات إيرانية بالنية على الرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، مما سيدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
لذلك إن كنت متداولًا أو مستثمرًا فالافضل هو الابتعاد عن الأسواق المالية في الفترة الآتية، لأن ما نشهده هو مشهد جديد العالم كله بانتظار تداعياته على المستويين السياسي والاقتصادي.