الذهب: السيطرة لا تزال لصالح الدببة!

ارتفعت أسعار الذهب العالمية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم في بداية التداولات الأمريكية يوم الجمعة، بعد صدور تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية الذي جاء أقوى من المتوقع، مما يعزز موقف مؤيدي السياسة النقدية المتشددة. 

ومع ذلك، تتجه أسعار الذهب نحو تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ عام 2021، حيث خسرت نحو 5% خلال الأسبوع. 

يسجل سعر الذهب لعقود ديسمبر الأخيرة انخفاضًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 2578 دولار.

فيما ترتفع العقود الفورية للذهب بنحو 0.35% إلى 2573 دولار للأوقية.

تقرير مبيعات التجزئة

ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية بأكبر من المتوقع في أكتوبر، على الرغم من تباطؤ ارتفاعات مبيعات التجزئة الأساسية خلال الشهر ذاته.

قال مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة يوم الجمعة إن مبيعات التجزئة زادت بنسبة 0.4% الشهر الماضي بعد ارتفاع بنسبة 0.8% في سبتمبر بعد تعديلها بالزيادة.

وتوقع خبراء اقتصاديون أن ترتفع مبيعات التجزئة، التي تتألف في معظمها من السلع ولا تخضع للتعديل وفقا للتضخم، بنسبة 0.3%.

وعلى أساس سنوي، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 2.8%، مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت زيادة بنحو 2% فقط.

أما مبيعات التجزئة الأساسية، فقد كشفت الوزارة عن زيادة بنسبة 0.1% على أساس شهري في أكتوبر، مقارنة بتوقعات الخبراء البالغة 0.3%، أما قراءة شهر سبتمبر فقد سجلت زيادة بنسبة 1% بعد تعديلها بالزيادة. 

يأتي هذا التقرير في وقت يواصل فيه المستثمرون مراقبة صحة الاقتصاد الأمريكي عن كثب، في ظل تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. حتى الآن، كانت البيانات الاقتصادية أفضل من المتوقع إلى حد كبير، وهو ما يُعد إشارة إيجابية للمستثمرين مع تكيّف الأسواق مع فكرة أن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يخفض أسعار الفائدة بالسرعة التي كانوا يأملونها في البداية.

بيانات يوم الجمعة تأتي في ختام أسبوع مليء بالأخبار الاقتصادية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهرت تقارير أن زيادات الأسعار لم تحقق تقدمًا يُذكر نحو هدف التضخم البالغ 2% الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي خلال شهر أكتوبر. ورغم أن هذه الإصدارات أثارت جدلاً حول مدى خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في عام 2025، إلا أن التوقعات الحالية تشير إلى أن المتداولين ما زالوا يتوقعون خفضًا إضافيًا لأسعار الفائدة قبل نهاية عام 2024.

تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي

تحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الخميس بلهجة تميل إلى التشدد فيما يتعلق بالسياسة النقدية الأمريكية. حيث قال في تصريحات معدة مسبقًا يوم الخميس: "إن الاقتصاد لا يرسل أي إشارات تدعو للتسرع في خفض أسعار الفائدة."

أدت هذه التصريحات إلى تراجع الأسهم وارتفاع عوائد السندات، إضافة إلى انعكاس حاد في توقعات خفض أسعار الفائدة وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على إنفستنغ السعـودية. صباح الخميس، كانت احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم تُقدر بـ82%. ولكن بعد تصريحات باول، انخفضت النسبة إلى 62%. وفي الوقت نفسه، صرّح فرع الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن يوم الخميس بأن خفض الفائدة في ديسمبر "مطروح على الطاولة ولكنه ليس محسومًا."

التحليل الفني

من الناحية الفنية، لا تزال السيطرة لصالح دببة الذهب على المدى القريب. حيث إن الهدف الصعودي التالي للثيران يتمثل في تحقيق إغلاق أعلى من المقاومة القوية عند 2650.00 دولار. أما هدف الدببة التالي على المدى القريب، فهو دفع الأسعار إلى ما دون الدعم الفني القوي عند 2500.00 دولار. 

فيما تظهر أول مقاومة عند أعلى مستوى ليوم الخميس عند 2585.80 دولار، تليها عند 2600.00 دولار. بينما يظهر أول دعم عند أدنى مستوى خلال الليل البالغ 2558.90 دولار، يليه أدنى مستوى هذا الأسبوع البالغ 2541.50 دولار.