استقر مؤشر الدولار الامريكي (الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من 6 عملات رئيسية) أعلى مستويات 106 نقطة في التداولات الأخيرة بدعم من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وفي ظل ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الأمريكية غداً الأربعاء وتأثيرها المحتمل على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي باجتماعه الأسبوع المقبل.
تشير أداة متابعة الفائدة الفيدرالية FedWatch التابعة لمجموعة CME المالية الآن إلى احتمالات بنسبة 85% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي يومي 17 و18 ديسمبر، ارتفاعاً من 68% قبل صدور بيانات الوظائف الأفضل من المتوقع يوم الجمعة الماضي، كما تتوقع الأسواق 3 تخفيضات أخرى للفائدة في العام المقبل.
وإذا نظرنا لمراجعة ارقام التوظيف الأخيرة نجد أن متوسط 3 شهور انخفض الى 173 ألف وظيفة لأول مرة منذ فترة طويلة مما يعطي دلالة للفدرالي على تراجع في قوة سوق العمل الأمريكي. وفي نفس الوقت الذي ارتفع فيه معدل البطالة إلى 4.2% وبالرغم انه لازال تحت مستوى التوظيف الكامل وهو 5% إلا ان هذه الارقام التي زادت من احتمالات خفض 25 نقطة أساس في الإجتماع المقبل.
- بيانات التضخم.
وتشير توقعات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي إلى ثبات مؤشر اسعار المستهلكين على أساس شهري عند 0.2% في نوفمبر. ولكن في القراءة السنوية تشير إلى ارتفاع طفيف عند 2.7% من قراءة 2.6% التي سجلها في أكتوبر الماضي. كما يرجح ثبات قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (الذي يستثنى فيه الارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة) أو المعروف بـ (Core CPI) عند 3.3% على أساس سنوي. تأتي اهمية هذه البيانات لأنها ستكون الاصدار الاخير هذا العام.
فإذا جاءت القراءة القادمة مطابقة للتوقعات ستعتبر قراءة سلبية للفدرالي وستزيد ايضاً من احتمالات خفض أسعار الفائدة. لكن الأمر الأهم للمستثمرين من الاجتماع القادم هو توقعات مسار أسعار الفائدة والسياسة النقدية في العام القادم. يأتي هذا بالتزامن مع زيادة مخاطر ارتفاع التضخم حين يبدأ ترمب في تنفيذ سياساته بفرض الرسوم الجمركية على منتجات بعض الدول مثل، الصين وكندا والمكسيك والتي قد تغير من خطة الفدرالي.