"مستواك المالي يتوقف على ما تعرف حول المال"
روبرت كيوساكي في كتابه ما لا يستثمر به الأغنياء يقول أن المستوى المالي لأي شخص هو رهن ما يعرف عن المال ، ولعلها عبارة فد تبدو قاسية بعد التفكير فيها ، لكنها تحمل الكثير من الحكايا و الوقائع الحقيقية وبغض النظر عن قسوتها إلا أن المستوى المالي لأي شخص هو رهن ما يعرف عن المال وكيف يعمل ، وما هي اللغة التي يخاطب بها المال فهل يخاطبها بلغة الأجور ، أم بلغة العوائد.
وإن قراءة الفرص الاستثمارية ذات العوائد الأكبر تكون حكراً لمن أتقن لغة المال بمصطلحاتها ، وأرقامها ، وأبعادها ، وإني أن أردت أن أختصر لغة المال بكلمة لقلت العلم ، وإن أردت التوسع أكثر لقلت لك الاقتصاد ، المالية ، الإحصاء ، التحليل الأساسي والفني.
مع بداية عام 2025 ، وكما نوهت في مقال سابق لي بأنه العام الذي ستبدئ به خريطة اقتصادية من جديد ، ووفقاً للتحليل الزمني الذي أرفقته في أحد التغريدات السابقة لي بأنه عام ما قبل القمة ( أي يحمل في جعبته المزيد من الصعود لمختلف السلع ) ، أقدم لك تلك النصائح لتكن ذخيرتك في هذا العام:
أولاً: الذهب ليس للاستثمار وإنما للقياس ، ومع ذلك لا تترك الذهب أبداً
على الرغم من صعود الذهب الكبير عام 2024 بنسبة وصلت إلى 44% ، إلا أنه إن أتينا إلى قياس الربح الحقيقي بإزالة فوارق التضخم الموجودة على أرض الواقع ، لوجدنا أن الدولار انخفضت قدرته الشرائية بنحو 30% وهذا ما يجعل الذهب بصافي ربح وسطي 14% فقط ، وهي نسبة تعد مقبولة لأصل عالي الأمان لكن هناك الأفضل مثل الفضة التي صعدت ما يقارب 58% من الربع الأخير من عام 2023.
هذا لا يجعلك طبعاً أن تترك الذهب وتلجأ إلى الفضة، لكن المستثمر الذكي هو الذي يقيس أسعار كل شيء على الذهب، ويعامل الذهب على أنه المال الحقيقي الذي تقاس بواسطته الأسعار ( حتى فنياً عندما نريد التحليل الفني لأي سلعة نلجأ لتحليل الشارات المقابلة للذهب لا المقابلة للدولار لإنها تعطي مصداقية أعلى )
طبعاً تنفى هذه القاعدة في ظل الركود ويصبح الملك هو الكاش ، لكون الجميع في ظل الركود يميل إلى شراء الأسهم التي انخفضت ويتخلى عن الذهب ، على هذا أقول لك لا يجب أن تقل نسبة الذهب عندك عن 30% ، ولا يجب أن تزيد عن 50%.
ثانياً: عام 2025 هو عام العملات الرقمية
وأنت كمستثمر ذكي لا بد أن يكون لك نصيب في سوق العملات الرقمية ، خصوصاً أن الربع الأول و الثاني سيكون شديد الإيجابية لسوق العملات الرقمية ، وأضف على ذلك أن الأسعار الحالية و الصعود المتوقع لن نراه مجدداً تحت أي ظرف من الظروف ، علماً أنه لا بد أن تختار عملاتك بعناية فائقة
( ركز على العملة التي لها أساس اقتصادي ، برمجي قوي).
ثالثاً: لا تركز باستثماراتك على تشكيل عائد، وإنما على تنمية ثروة
من الطبيعي أن يفر الجميع أن الاستثمار لا بد أن يشكل عائد ثابت في نهاية كل فترة لكن يؤسفني أن أخبرك أن هذا هو أدنى أنواع الاستثمار وهو يعود للاستثمار في المشاريع لا في الاستثمار الذي يقوم على الشراء و البيع ، وعليه لا بد أن تفكر في المرتبة الأولى في شراء شيء يحافظ على مدخراتك من أن تأكلها انخفاض القوة الشرائية ثم تفكر كيف تنميها.
رابعاً: استثمار دون مخاطرة لا عائد كبير منه، لكن خاطر بالمبلغ الذي أنت مستعد لخسارته
لا وجود لاستثمار دون مخاطرة ، لكن الصحيح هو ليس أن نتجنب المخاطرة لأن هذا كمن يتجنب القيادة لوجود مخاطر في القيادة ، لكن عليك أن تجعل تلك المخاطر إن وقعت مقبولة لك وأنا أرى أن نسبة 5% بكل صفقة هي جيدة كمخاطرة مقبولة لكن هذا الرقم يختلف من شخص لآخر ومن ميزانية لآخر ، كما أني أوصيك بألا تخاطر بما تحتاجه.
خامسا ً: لا تركز كثيراً على ما يخبرك الإعلام به ، ركز على ما تخبرك به قوانين المالية
هذه السنة ستكون جيدة جداً بما تحمله من تقلبات قوية ، ومنه ستكون الأمثل لمتداولي الفوركس ، العملات ، المستثمرين ، ولكن الإعلام في هذه السنة سيكون له تأثير كبير جدا ً على الأسواق وهذا ما سيسبب الكثير من الانزلاقات السعرية التي ستضرب وقف الخسارة لذا لا تركز على الإعلام ، وإنما على القانون وما يخبرك به.
في الختام
عام 2025 سيكون عام مليء جداً بالمنافسات على عرش القمة السوقية للنقد والمال ، سيكون عام لرسم الخريطة الاقتصادية من جديد ، وعام نحو فرص اقتصادية أبعد ما تكون عن الكلاسيكية ، عام ستصل فيه مختلف أنواع السلع الأساسية إلى قمم جديدة مثل الذهب ، الفضة ، البيتكوين ، ومن المتوقع بشكل كبير خلال النصف الأول من العام ، ولكن بكل أسف هذه القمم ستنتهي ببدء ركود في النصف الثاني من العام يثبت فيه من يقرر الغالبية أنه الأقوى والأصلح للاستثمار ، وحتى تكن على معرفة مسبقة بالفائز عليك بلغة المال ألا وهي العلم.
المستشار المالي عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah