ميشال صليبي.
كبير محلّلي الأسواق المالية في FxPro.
تكافح أسعار الذهب لاستغلال المكاسب التي سجلتها خلال اليومين الماضيين، وتجذب بعض البائعين. كما تساعد التوقعات بشأن تباطؤ وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي (Fed) الدولار الأمريكي (USD) على البقاء قويًا بالقرب من أعلى مستوى له في عامين تم تسجيله الأسبوع الماضي، مما يشكل عاملًا رئيسيًا يضغط على المعدن الأصفر الذي لا يدر عوائد. بالرغم من ذلك، فإن حالة الحذر السائدة في الأسواق، والمخاطر الجيوسياسية، ومخاوف الحروب التجارية تواصل دعم المعدن الأصفر. وتدفع حالة التوجه نحو الأصول الامنة إلى تراجع طفيف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وهذا بدوره يمنع مضاربي الدولار الأمريكي من وضع رهانات جديدة، مما يُسهم في الحد من انخفاض أسعار الذهب.
قد يعاني الذهب من ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط سلسلة من البيانات الأمريكية القوية، بما في ذلك مسح فرص العمل (JOLTS)، طلبات إعانة البطالة، ومؤشرات مديري المشتريات (ISM) للقطاعين التصنيعي والخدمي، مما يدعم فكرة خفض أقل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
ومن المحتمل أن يفضل المستثمرون الانتظار على الهامش قبل صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي (NFP) المرتقب يوم الجمعة. وقد أظهر تقرير ADP أن الوظائف في القطاع الخاص بالولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 122,000 وظيفة في ديسمبر، وهو ما جاء أقل بكثير من زيادة نوفمبر البالغة 146,000 وظيفة، وأقل من التوقعات التي كانت عند 140,000 وظيفة. كما بلغت طلبات إعانة البطالة الأولية 201,000 طلب خلال الأسبوع المنتهي في 4 يناير، مسجلة أدنى قراءة منذ فبراير 2024، مما يشير إلى استقرار سوق العمل. وفي هذه الأثناء، سيتم التركيز على خطابات مجموعة من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) المؤثرين خلال الجلسة الأمريكية يوم الخميس للحصول على فرص تداول قصيرة الأجل.
في الصين , تراجع معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) إلى 0.1% سنويًا في ديسمبر مقارنة بـ 0.2% في نوفمبر، متوافقًا مع تقديرات السوق، بينما انخفض مؤشر أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 2.3% على أساس سنوي في ديسمبر، وهو انخفاض أبطأ من تراجع 2.5% في نوفمبر وجاء أيضًا كما كان متوقعًا. يشير تباطؤ التضخم في الصين إلى ضعف الطلب المحلي في أكبر مستهلك في العالم، مما يزيد من المخاوف الاقتصادية على الرغم من الجهود التحفيزية العديدة من قبل السلطات. وتُضيف المخاوف الاقتصادية المتزايدة في الصين إلى التراجع في أسعار الذهب حيث تُعد الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، عكست محاضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر نبرة متشددة. وأظهرت المحاضر أن صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي أعربوا عن قلقهم بشأن التضخم وتأثير سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المتعلقة بالهجرة والتجارة، مما يشير إلى أنهم سيتحركون ببطء أكبر بشأن تخفيضات الفائدة.
من منظور فني, يُظهر الرسم البياني اليومي أن مؤشر القوة النسبية (RSI) لفترة 14 يومًا قد انخفض نحو خط المنتصف، ولكنه لا يزال أعلى منه، مما يشير إلى احتمالية تعرض المشترين للإرهاق. ويُضيف دعمًا للزخم المتضائل للتعافي، أن المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لفترة 21 يومًا يستعد للعبور أسفل المتوسط المتحرك البسيط لفترة 100 يوم. إذا تحقق ذلك على أساس الإغلاق اليومي، فسيُؤكد نموذج "العبور السلبي".
قد تظهر منطقة الطلب الأولية عند المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يومًا عند 2,644 دولارًا. وسيؤدي التحرك المستمر أدنى هذا المستوى إلى تحدي منطقة التقاء المتوسطين المتحركين لفترة 21 يومًا و100 يوم عند 2,632 دولارًا. أما التراجعات الأعمق فستستهدف مستوى 2,615 دولارًا، وهو أدنى مستوى تم تسجيله في 6 يناير، يليه المستوى النفسي 2,600 دولار. من ناحية أخرى، إذا عاد المشترون للسيطرة، فسيكون من الضروري اختراق مستوى المقاومة الثابت عند 2775 دولارًا بشكل مستدام. أما المستويات الصاعدة التالية التي سيستهدفها المشترون فهي قمة 13 ديسمبر عند 2,693 دولارًا ثم مستوى 2,700 دولار.