تُظهر التطورات الأخيرة في أسواق النفط مزيجًا من العوامل المؤثرة على الأسعار، سواء على المدى القصير أو الطويل. في الوقت الحالي، يساهم ارتفاع أسعار النفط جزئيًا في تأثير العقوبات المفروضة على ناقلات النفط الروسية، مما يتسبب في اضطرابات بالإمدادات حيث يتم تجنب العقوبات الأمريكية.
ومع ذلك، في الأفق البعيد، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال حدوث فائض في العرض بحلول 2025، نتيجة لنمو الإنتاج من دول خارج أوبك+، ما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار، خاصة مع تزايد الإنتاج. التوقعات صدرت بالأمس تشير إلى تراجع محتمل بحوالي 1.5 مليون برميل وهو ما قد يساهم في انخفاض الأسعار إلى ما دون المستويات الحالية.
لكن المفاجأة تكمن في التراجع الحاد في المخزونات مؤخراً (حوالي 2 مليون برميل يوميًا)، مما يعكس استمرار الطلب القوي في الأسواق رغم التوقعات المستقبلية بالفائض.
من خلال هذه الديناميكيات، أعتقد أننا قد نشهد تقلبات ملحوظة في أسعار النفط خلال السنوات القادمة، حيث سيكون الاتجاه في السوق معتمدًا على معادلة العرض والطلب التي ستحكمها عوامل جيوسياسية، مثل العقوبات على النفط الروسي، وكذلك التغيرات الهيكلية في سوق الطاقة بسبب التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.
إضافة إلى ذلك، تراجع معدلات التضخم، انخفاض الدولار، وزيادة الطلب على النفط قد تساهم في كسر الأسعار لمستويات مقاومة جديدة قد تصل إلى 81 دولار للبرميل.
الأسواق ستظل متقلبة، ومن الضروري متابعة هذه العوامل في المستقبل القريب لفهم الاتجاهات القادمة.
تنبيه مخاطر:
يرجى ملاحظة أن التحليل الوارد أعلاه يعرض سيناريوهات متعددة، وكل سيناريو يتطلب اتباع النقاط المذكورة بدقة، مع الالتزام بالشروط المرتبطة بكل حالة. إذا كنت تعتمد على كسر نقطة دعم أو مقاومة كنقطة دخول، فيجب تحديد نقطة الخروج عند كسر الاتجاه بما يتماشى مع السيناريو المحدد أو بناءً على إدارة رأس المال الخاصة بك.
نوصي بشدة بإدارة رأس المال بطريقة تناسب محفظتك، مع أخذ مخاطر السوق المحتملة بعين الاعتبار، خاصة في أوقات صدور الأخبار الاقتصادية المهمة. كما يجب التنويه إلى أن هذه النظرة الفنية ليست ضمانًا للنجاح، وقد تصيب أو تخطئ. لذلك، فإن قرار دخولك في أي صفقة بناءً على هذا المقال هو قرارك الشخصي بالكامل، ولا يتحمل كاتب المقال أي مسؤولية عن النتائج.