في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، يُعتبر الذهب أحد الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون كملاذ آمن في فترات عدم الاستقرار. وارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، ليصل إلى مستويات قياسية، وذلك في ضوء التوترات التجارية التي أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ففي يوم الثلاثاء، شهدت أسعار الذهب قفزة غير مسبوقة، مدفوعة بالإعلان عن فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم من بعض الدول. هذه الخطوة، التي جاءت دون استثناءات أو إعفاءات، أثارت مخاوف كبيرة من نشوب حرب تجارية عالمية، وهو ما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة كالذهب.
وقد شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا الى ما يقارب مستويات 2942 $ دولار للأونصة بعد أن بلغ في جلسة الامس مستوى قياسيًا جديدًا عند مستويات 2911 دولار. وفيما يتعلق بالخلفية الاقتصادية، فإن قرار الرئيس ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 25% كان بمثابة خطوة مثيرة للجدل، تهدف في المقام الأول إلى دعم الصناعتين المحليتين المتعثرتين. ومع ذلك، فقد تسببت هذه الخطوة في تصاعد المخاوف من تأثيراتها على الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى رفع منسوب القلق حيال نشوب حرب تجارية على عدة جبهات. هذا القلق بدوره زاد من الطلب على الذهب، الذي يُعد من أبرز الملاذات الآمنة للمستثمرين في أوقات الأزمات.
ومن الجدير بالذكر أن الذهب قد سجل في بداية عام 2025 أعلى مستوى له حتى الآن، ليكون المعدن الأصفر قد بلغ قمته رقم 8 في تاريخه على مستوى الأسعار. وأدى الارتفاع في أسعار الذهب إلى تأكيد فرض الرسوم الجمركية من قبل الولايات المتحدة إلى تفاقم حالة الضبابية بشأن النمو العالمي، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة من حدوث حرب تجارية قد تضر بالاقتصادات الكبرى. هذه العوامل أضافت ضغوطًا إضافية على الأسواق، مما دفع المستثمرين نحو الأمان الذي يوفره الذهب. وفي سياق تحليلات الأسواق المالية، أشار كايل رودا، محلل الأسواق في "كابيتال دوت كوم"، إلى أن زيادة المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية تفرض ضغوطًا على تداول الذهب. وبيّن أن المستثمرين في السوق قد أصبحوا غير حساسون إلى حد كبير تجاه التغيرات في الأسعار، حيث إن التجار يحاولون بشتى الطرق تصدير الذهب إلى الولايات المتحدة قبل أن يتم فرض أي رسوم جمركية محتملة عليه. هذه الضغوط تؤكد أن الذهب أصبح خيارًا محوريًا للمستثمرين في ظل الأوضاع الاقتصادية الغامضة.
وأدت تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية إلى تعزيز الاندفاع نحو شراء الذهب، ليصل سعره قريبًا من عتبة الثلاثة آلاف دولار للأوقية. وبالنظر إلى هذه التطورات، يبدو أن أسعار الذهب مستمرة في تسجيل قمم تاريخية جديدة، مما يضع المستثمرين أمام فرصة للحصول على مكاسب إضافية.
. من ناحية أخرى، يرى العديد من المحللين أن البيانات الاقتصادية المرتقبة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلكين المتوقع الإعلان عنه في الأيام القادمة، قد تؤدي إلى حدوث حركة تصحيحية في الأسعار. وفي إطار التحليل الفني، يُظهر الذهب مقاومة لعديد من العوامل الاقتصادية التي قد تؤثر عليه، مثل قرارات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. ومع استمرار هذه الظروف، يتوقع البعض أن الذهب قد يعود إلى مستويات الدعم السابقة التي بلغت 2870 دولارًا للأوقية، وهو ما قد يُعتبر مرحلة تجميع أو حتى جني أرباح على المدى البعيد. وبذلك، يبدو أن الذهب سيظل في دائرة الضوء كأداة استثمارية هامة في فترات الأزمات الاقتصادية. وفي الوقت الذي تسود فيه الضبابية حول مسار الاقتصاد العالمي، يظل الذهب الخيار الأفضل للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية استثماراتهم من المخاطر المحتملة.
التوقعات الفنية لأسعار الذهب و تحليل الزوج XAUUSD:
سيناريو الصعود:
اختراق مستوى المقاومة (Buy stop) - نقطة الدخول:2921
الهدف الأول (TP1):2928
الهدف الثاني (TP2):2936
الهدف الثالث (TP3):2945
حد الخسارة (SL - STOP LOSS):2913
سيناريو الهبوط:
كسر مستوى دعم (Sell stop) - نقطة دخول:2907
الهدف الأول (TP1):2899
الهدف الثاني (TP2):2891
الهدف الثالث (TP3): 2883
حد الخسارة (SL - STOP LOSS):2916
تنبيه مخاطر:
يرجى ملاحظة أن التحليل الوارد أعلاه يعرض سيناريوهات متعددة، وكل سيناريو يتطلب اتباع النقاط المذكورة بدقة، مع الالتزام بالشروط المرتبطة بكل حالة. إذا كنت تعتمد على كسر نقطة دعم أو مقاومة كنقطة دخول، فيجب تحديد نقطة الخروج عند كسر الاتجاه بما يتماشى مع السيناريو المحدد أو بناءً على إدارة رأس المال الخاصة بك.
نوصي بشدة بإدارة رأس المال بطريقة تناسب محفظتك، مع أخذ مخاطر السوق المحتملة بعين الاعتبار، خاصة في أوقات صدور الأخبار الاقتصادية المهمة. كما يجب التنويه إلى أن هذه النظرة الفنية ليست ضمانًا للنجاح، وقد تصيب أو تخطئ. لذلك، فإن قرار دخولك في أي صفقة بناءً على هذا المقال هو قرارك الشخصي بالكامل، ولا يتحمل كاتب المقال أي مسؤولية عن النتائج.