"عندما يُهاجم الاحتياطي الفيدرالي فإن الأسواق تترجم ذلك إلى عدم اليقين وأكبر عدو للمستثمرين هو عدم اليقين "
جيم كرامر
على مرّ التاريخ الأميركي، كانت العلاقة بين الرؤساء الأميركيين ورؤساء الاحتياطي الفيدرالي ساحةً لصراعات سياسية واقتصادية حادة، حيث تصادم النفوذ السياسي مع الاستقلال النقدي في معركة السيطرة على الاقتصاد.
لطالما فضّل الرؤساء سياسات نقدية توسعية لدعم النمو وتسهيل الاقتراض، بينما سعى الاحتياطي الفيدرالي إلى ضبط التضخم وحماية استقرار الأسواق المالية ، هذه المواجهات لم تكن مجرد خلافات نظرية، بل انعكست مباشرةً على الأسواق العالمية، حيث تذبذبت أسعار الذهب استجابةً لقرارات الفائدة، واهتزت الأسواق المالية بين موجات التفاؤل والذعر، فمن خفض الفائدة الذي يدفع الذهب للارتفاع، إلى تشديد السياسة النقدية الذي يعزز الدولار ويضغط على الأصول الأخرى، كانت هذه الخلافات عاملاً رئيسيًا في رسم ملامح الاقتصاد الأميركي والعالمي.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
حتى الآن يخضع السوق لأثر فرض الضرائب القادمة من دولاند ترامب نحو المستوردات الأجنبية إلى الولايات الأميركية وهذا ما قد يقود إلى حرب تجارية تشتعل ما بين الصين ، وأغلب الدول تجاه أميركيا.
لم يكتف ترامب بتخفيف العبء الاقتصادي على الولايات من خلال فرض الضرائب وإنما لجأ أيضاً إلى تقليل المصاريف الحكومية نحو أي شيء ليس له عائد مباشر وهذا ما آل في نهاية المطاف إلى تراجع ملحوظ في سوق الأسهم الأميركية وتراجع دومي في سوق العملات الرقمية
لقد ذكرت سابقاً في مقال لي أنه على الرغم من أن ما يقوم به ترامب من خطوات نحو الاقتصاد تعد قاسية ، إلا أنها تخفف العبء الحكومي والدين العام مما يسمح لتطويرات اقتصادية في المستقبل كبيرة لكن البداية بالتطهير الاقتصادي وتخفيف العبء لن تكون بهذه السهولة وستحمل الخوف من عدم اليقين بشكل عالي للمستثمرين وهذا انعكس من خلال ارتفاع سعر الذهب.
خلاف ترامب مع جيروم باول حول السياسة النقدية المتبعة زاد من حالة عدم اليقين وتجلى هذا الأمر بارتفاع مؤشر الخوف في الأسواق بنسب ملحوظة مما زاد من أسعار الذهب بنحو 10%.
التحليل الاقتصادي
نلاحظ تراجع النمو الاقتصادي عن الشهر السابق من 2.9 إلى 2.34 ، مع تراجع مؤشر FOMC نحو 3.1 بمعدل 0.3 ، ( هذا المؤشر يعبر عن خلاصة آخر المحاضر الفيدرالية حول التوجه في السياسة النقدية )
الخلاصة:
مع استقرار التضخم عند 2.4 لفترة طويلة وعدم قدرة جيروم على تحقيق هدفه البالغ 2% ، وتراجع النمو الاقتصادي قد نرى أن الفيدرالي في النهاية سيخضع لمطالب ترامب بخفض الفائدة ولكن كون جيروم مصر على الحفاظ على نسب التضخم قد يكون الخفض بوتيرة أبطئ ، وهذا ما سيتضح في محضر الفيدرالي الذي سيصدر يوم الأربعاء القادم.
ومع ميل ترامب إلى خفض المستوردات بفرض الضرائب قد تكون الخطوة المتوقعة القادمة هو خفض الدولار لتحسين التصدير ، ونحن على انتظار خطاب مهم لدولاند ترامب سيكون في يوم غد.
سنقوم بنشر نتائج المحضر والخطاب على منصة التويتر الخاصة بي.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1. ما زال الذهب حتى هذه اللحظة يحمل زخماً سعرياً قوياً.
2. احصائياً يحمل الذهب قابلية صعود نحو 3000$ بنسبة تصل إلى 95%
3. الذهب ضمن الموجة الخامسة و الأخيرة من أمواج إليوت
الخلاصة:
من المتوقع استمرار الصعود في الذهب نحو 3000$ شرط أن يغلق السعر أعلى 2900 لشمعة اليوم ، مع أن يكون حديث دولاند ترامب ، ونتائج المحضر داعمة لهذا الصعود
رأي المستشار المالي
على الرغم من أن صعود الذهب في الفترة الماضية كان من أجمل ما فعله الذهب خلال السنوات العشر الماضية ، ولكن لا بد أن تعلم أن الاستثمار في الذهب كاستثمار وليس فوركس يعد من أسوأ الاستثمارات لأنه ببساطة أنت في هذه الحالة لا تحقق ربحا ً وإنما تحقق حفظ للقيمة والفارق ضخم ، ما إذا كنت مضارباً في الفوركس أو بالذهب ولا تريد الاستثمار فهو جيد لكن يبقى ربحاً قد يهمش بحقيقة التضخم ، فما الفائدة إذا ً؟ لتبقى نصيحتي لك هي أن الذهب من أروع السلع التداولية لكن هو لحفظ القيمة وإن فاتك قطار الذهب تذكر أن الفضة لم يبدأ موسم صعودها بعد ، وإن كنت مصر على شراء الذهب لا تتعجل فإن الرالي في مراحله الأخيرة
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah