يُعَد تقرير (COT) أداةً قوية لفهم ديناميكيات سوق العقود الآجلة. يكشف هذا التقرير الأسبوعي عن مراكز المتداولين في الأسواق المالية، مما يمنحنا نظرة معمقة حول توجهات كبار اللاعبين في السوق. في هذا التحليل، سنستعرض تقرير COT لليورو الصادر في 18 فبراير 2025، مع تقديم تحليل شامل للمراكز المفتوحة والتغيرات الأسبوعية ومدى تأثيرها على حركة السعر المحتملة.
وفقًا للتقرير، بلغ إجمالي عدد العقود المفتوحة لعقود اليورو الآجلة والخيارات في بورصة شيكاغو التجارية ما يقارب 764،845 عقدًا، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الاهتمام في السوق.
و التقرير يقسم المتداولين إلى 3 فئات رئيسية والذين هم المضاربين غير التجاريين صناديق التحوط والمضاربين الكبار المتداولين التجاريين الشركات والبنوك التي تستخدم العقود للتحوط ضد تقلبات السوق. و المضاربين الصغار الأفراد والمتداولين الصغار.
من خلال هذه الأرقام، يمكننا استنتاج أن صناديق التحوط تسيطر على الجانب البيعي من السوق 223،923 عقد في حين أن الشركات التجارية تهيمن على الشراء 441،231 عقد
كما شهد التقرير تغيرات مهمة في المراكز المفتوحة مقارنة بالأسبوع السابق، حيث زادت العقود المفتوحة بمقدار 23،582 عقد، وهو ما يعكس نشاطًا متزايدًا في السوق.
المضاربين غير التجاريين خفّضوا مراكزهم البيعية (Short) بمقدار 10،853 عقد، مما قد يشير إلى ضعف في زخم الهبوط و المتداولين التجاريين زادوا مراكز البيع (Short) بمقدار 27،445 عقد، مما قد يدل على زيادة التحوط ضد المخاطر بينما المضاربين الصغار لم يغيروا مراكزهم بشكل كبير، مما يعكس تأثيرهم المحدود في السوق.
عند تحليل النسب المئوية للعقود المفتوحة، نجد أن المتداولين التجاريين يهيمنون على السوق، بينما يظل المضاربين غير التجاريين في وضع بيعي قوي.
هذا يعكس تباينًا واضحًا بين الفئات، حيث أن المتداولين التجاريين يميلون إلى الشراء أكثر، بينما صناديق التحوط تركز على البيع.
كما ان سيطرة كبار المتداولين على السوق على ان أكبر 4 متداولين فقط يسيطرون على 26.4% من مراكز البيع، مما يعني أن السوق يمكن أن يتأثر بقرارات عدد قليل من كبار اللاعبين. أكبر 8 متداولين يسيطرون على 40.9% من مراكز البيع، مما يزيد من احتمالية حدوث تقلبات سعرية كبيرة.
يعتبر زوج اليورو دولار (EUR/USD) أحد أهم الأزواج في سوق الفوركس، حيث يعكس قوة الاقتصاد الأوروبي مقابل الاقتصاد الأمريكي. سنقدم تحليلًا متكاملًا يعتمد على التحليل الفني بالإضافة إلى التحليل الاقتصادي لأهم البيانات السابقة والتوقعات المستقبلية لهذا الأسبوع.
حيث ان مناطق العرض حُدّدت في النطاق بين 1.0465 - 1.0500حيث شهد السعر رفضًا قويًا في محاولات الاختراق. هذه المنطقة تمثل حاجزًا يمنع استمرار الصعود، مما يجعلها فرصة جيدة للبيع اما منطقة الطلب تتمركز عند مستويات 1.03997 و1.03378، والتي يمكن أن تكون مناطق ارتداد محتملة في حال وصول السعر إليها.
كما يبدو أن السعر في الموجة التصحيحية الرابعة بعد موجة دافعة هابطة، مما يزيد من احتمالية استكمال الموجة الخامسة نحو الأسفل فاذا كسر السعر مستوى 1.03997، فمن المحتمل أن يستمر الهبوط باتجاه 1.03378، وهو مستوى دعم قوي وأي اختراق لمستوى 1.0500 سيعني فشل السيناريو الهابط، وقد يؤدي إلى تصحيح صعودي أقوى وكما يتوقع ان هناك احتمالية لحركة قوية بين 21 - 23 فبراير، مما يعني أن السوق قد يشهد نقطة انعكاس قريبة وبما ان إغلاق الشمعة الأسبوعية بسلبية سيؤكد استمرار الاتجاه الهابط خلال الأسبوع القادم وتعتبر المستويات المستهدفة القادمة هي 1.03997، 1.03378 إذا استمر الهبوط، فإن 1.0275 سيكون المستوى التالي المستهدف
ومن الناحية الاقتصادية
شهد الأسبوع الماضي إصدار عدة بيانات أثرت على تحركات اليورو والدولار، وأبرزها يعتبر محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي أظهر استمرار الحذر بشأن تخفيض الفائدة، مما عزز قوة الدولار أمام اليورو واما بيانات التضخم الأوروبية جاءت أضعف من المتوقع، مما زاد من التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يخفف السياسة النقدية، وهو ما أضعف اليورو.
اما البيانات لهذا الأسبوع هناك مجموعة من البيانات التي يجب مراقبتها لأنها قد تؤثر بشكل مباشر على حركة زوج EUR/USD والتي هي مؤشر مديري المشتريات (PMI) لمنطقة اليورو إذا جاء أقل من المتوقع، فسيضعف اليورو أكثر و الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (GDP): إذا جاء أقوى من المتوقع، سيزيد من قوة الدولار وسيدفع EUR/USD لمزيد من الهبوط . وكذلك مؤشر الفيدرالي المفضل نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي