تشهد أسواق الأسهم العالمية حالة من التذبذب الحاد، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7% خلال الشهر الماضي، بينما فقد مؤشر ناسداك نحو 11% من قيمته كما تعرضت أسهم شركات كبرى مثل تسلا (NASDAQ:TSLA) وبالانتير وإنفيديا لتراجعات حادة بلغت 32% و20% على التوالي.
هذه التطورات أثارت قلق المستثمرين الذين باتوا يتساءلون: هل نحن أمام نهاية السوق الصاعدة؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه الظروف؟
تقلبات السوق.. دورة طبيعية
لفهم ما يجري، من الضروري النظر إلى التاريخ على مدار العقود التسعة الماضية، شهدت الأسواق نحو 50 حالة تراجع بنسبة 10% أو أكثر، ما يجعل هذه التذبذبات جزءًا طبيعيًا من دورة السوق.
أما التراجعات العميقة — التي تتجاوز 25% — فقد وقعت 15 مرة خلال الفترة ذاتها، أي بمعدل مرة كل ست سنوات تقريبًا هذه المعطيات تؤكد أن ما يحدث اليوم ليس استثنائيًا بقدر ما هو امتداد لمسار متكرر في الأسواق المالية.
استراتيجيات التعامل مع التراجعات
رغم أن الانخفاضات الحادة قد تدفع بعض المستثمرين إلى التسرع في اتخاذ قرارات البيع، فإن المستثمرين المخضرمين يرون فيها فرصًا لتعزيز محافظهم الاستثمارية.
على سبيل المثال، المستثمر الذي كان يرى أن سهم بالانتير يستحق الشراء عند 120 دولار قد يجد فرصة جيدة في شرائه عند تراجعه إلى 80 دولار، شريطة أن تكون الشركة لا تزال تتمتع بأسس مالية قوية.
النجاح في استغلال هذه الفرص يتطلب عقلية استثمارية، إذ أن المستثمر الذي يضع تقلبات الأسعار اليومية في مقدمة أولوياته غالبًا ما يتخذ قرارات غير مدروسة.
الانضباط الذهني.. عامل حاسم
الاستثمار الناجح لا يقتصر على اختيار الشركات الجيدة فحسب، بل يتطلب أيضًا انضباطًا ذهنيًا يتيح للمستثمر التعامل مع فترات التراجع الحادة دون الذعر.
تراجع قيمة المحفظة بنسبة 30% أو حتى 50% ليس بالضرورة مؤشرًا على خطأ في استراتيجية الاستثمار، بل قد يكون مرحلة مؤقتة تسبق موجة تعافٍ جديدة.
تجارب ناجحة رغم التراجع
قصة المستثمر الشهير بيتر لينش مثال على أهمية الثقة في الأساسيات فعندما انخفض سهم شركة تاكو بيل من 14 دولارًا إلى 7 دولارات، استمر لينش في شراء السهم رغم مواصلة تراجعه إلى 1 دولار
ثقته في متانة الشركة مكّنته لاحقًا من بيع أسهمه بسعر 42 دولارًا بعد تعافي السهم.
هذه التجربة تبرز أهمية دراسة أساسيات الشركات بعيدًا عن تقلبات السوق اليومية.
الشراء الذكي.. مفتاح النجاح
رغم أن انخفاض الأسعار قد يبدو مغريًا، إلا أن الشراء العشوائي دون دراسة قد يؤدي إلى نتائج كارثية لذلك، من الضروري تقييم الوضع المالي للشركة والتأكد من أن الانخفاض مؤقت وليس انعكاسًا لتراجع جوهري في الأداء.
رؤية بعيدة المدى
الأسواق المالية بطبيعتها تمر بدورات صعود وهبوط والمستثمرون الذين يتبنون استراتيجية طويلة الأمد، ويركزون على الشركات ذات الأسس القوية، هم الأكثر قدرة على تجاوز هذه التقلبات وتحقيق مكاسب مستدامة.
ما هو السهم الذي يجب عليك شراؤه في تداولك التالي؟
مع ارتفاع تقييمات الأسهم إلى عنان السماء في عام 2024، يشعر العديد من المستثمرين بعدم الارتياح لاستثمار المزيد من الأموال في الأسهم. لست متأكداً أين تستثمر أموالك الآن؟ اطلع على محافظنا الاستثمارية التي أثبتت كفاءتها واكتشف الفرص الاستثمارية ذات الإمكانات العالية.
في عام 2024 وحده، حدد الذكاء الاصطناعي من ProPicks سهمين قفزا بأكثر من 150%، و4 أسهم أخرى قفزت بأكثر من 30%، و3 أسهم أخرى ارتفعت بأكثر من 25%. هذا سجل حافل بالإعجاب.
من خلال المحافظ المُصممة خصيصًا لمتابعة أسهم داو جونز وأسهم ستاندرد آند بورز وأسهم التكنولوجيا وأسهم الشركات المتوسطة، يمكنك استكشاف استراتيجيات متنوعة لبناء الثروة.