قرار الاحتياطي الفيدرالي اليوم: ما هي السيناريوهات المحتملة وتأثيراتها؟

تم النشر 19/03/2025, 13:14

ميشال صليبي.

تترقب الأسواق المالية باهتمام بالغ قرارات السياسة النقدية القادمة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم الساعة 9h00 PM بتوقيت الرياض، والتي تشمل تحديد سعر الفائدة، وبيان الفائدة، والتوقعات الاقتصادية، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول الساعة 9h30 PM بتوقيت الرياض. من المتوقع أن يكون لهذه القرارات تأثير كبير على أداء الدولار والعملات الرئيسية الأخرى، وكذلك على أسواق الأسهم والسلع مثل الذهب والنفط. في ظل التقلبات الحالية، تتجه الأنظار إلى أي إشارات قد تفرج عنها هذه القرارات حول السياسة النقدية المستقبلية.

وتؤثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشكل مباشر على تكلفة الاقتراض، مما ينعكس على أسواق السندات، وأسعار الفائدة على القروض والرهون العقارية، كما تترك تأثيرًا على الاقتصاد العالمي بشكل عام. وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن يواصل الفيدرالي نهج السياسة النقدية المتشددة، إلا أن بعض المؤشرات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى احتمالية اتخاذ خطوات للتخفيف من هذه السياسة في المستقبل القريب.

وقد أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تباطؤًا ملحوظًا في التضخم الأمريكي، مما يعزز من التوقعات بأن الفيدرالي قد يقرر قريبًا خفض أسعار الفائدة. حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك نموًا سنويًا قدره 2.8% في فبراير، وهو أقل من التوقعات البالغة 2.9%. كما شهد التضخم الأساسي تباطؤًا ليصل إلى 3.1%، مما يعزز الرهانات على خفض الفائدة في المستقبل القريب.

وفيما يتعلق بسوق العمل، أضاف الاقتصاد الأمريكي 151 ألف وظيفة جديدة في فبراير، وهو أقل من التوقعات البالغة 160 ألف وظيفة، في إشارة إلى وجود تباطؤ في النشاط الاقتصادي. كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%، مقارنة بنسبة 4.0% في الشهر السابق، مما يعكس ضعفًا طفيفًا في سوق العمل الأمريكي. أما في ما يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي، فقد سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، الذي يُعتبر المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي، زيادة بنسبة 0.3% في يناير، وهو ما يتماشى مع التوقعات. هذه المؤشرات تعكس تباطؤ الضغوط التضخمية وتراجع نمو الإنفاق الاستهلاكي، إلى جانب ضعف بعض مؤشرات سوق العمل، مما قد يدفع الفيدرالي نحو اتخاذ قرار بخفض الفائدة في المستقبل، ولكن ربما يكون ذلك مشروطًا بصدور بيانات اقتصادية إضافية.

توقعات الأسواق للقرار اليوم:

تشير التوقعات الحالية في الأسواق إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل، رغم الضغوط المتعلقة بالتباطؤ الاقتصادي وتداعيات السياسات التجارية. وفقًا لأداة CME FedWatch، تشير الاحتمالات إلى أن الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة في نطاق 4.25% - 4.5% بنسبة 99%، ما يعني استمرار السياسة النقدية المتشددة لفترة أطول.  الفيدرالي قد يواصل إبقاء أسعار الفائدة ثابتة للمرة الثانية على التوالي، بسبب استمرار حالة عدم اليقين بشأن الاتجاهات الاقتصادية. كما أنه قد يتجنب توجيه إرشادات قوية حول السياسة النقدية المقبلة في هذه المرحلة.

وتتميز تصريحات مسؤولي الفيدرالي بالحذر الشديد في الآونة الأخيرة، حيث أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أنه لا حاجة للتسرع في تعديل أسعار الفائدة في الوقت الحالي. كما أشار إلى أن السياسة النقدية ستظل مرنة، وأن الفيدرالي سيظل مراقبًا لتطورات الاقتصاد والتضخم. وأضاف باول خلال مشاركته في منتدى السياسة النقدية الأمريكية أن حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية لا تزال مرتفعة، وخاصة في مجالات التجارة والهجرة والتنظيم المالي، مما يفرض نهجًا حذرًا في اتخاذ القرارات.

أسعار الفائدة ومعدّلات التضخم في معظم المصارف المركزية العالمية.

السيناريوهات المتوقعة لقرار الفيدرالي

السيناريو الأول : الإبقاء على الفائدة دون تغيير مع توجيه إشارات حذرة:

في حال قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مع الإشارة إلى ارتياحه لتباطؤ الضغوط التضخمية ومخاوفه من ضعف سوق العمل، قد يتسبب هذا في انخفاض الدولار الأمريكي، مما يعزز من أسعار الذهب وأسواق الأسهم والعملات الرقمية.

السيناريو الثاني: الإبقاء على الفائدة مع تأكيد نهج الحذر: 

في حال قرر الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي مع التأكيد على استمرارية النهج الحذر ومتابعة البيانات الاقتصادية القادمة، من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الدولار الأمريكي، مع تراجع أسعار الذهب وأسواق الأسهم والعملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين.

تظل التوقعات حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي غير محسومة، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب. أي إشارة إلى خفض الفائدة قريبًا قد تؤدي إلى ارتفاع أسواق الأسهم وانخفاض الدولار، بينما قد يحافظ الفيدرالي على السياسة المتشددة، مما يساهم في إبقاء الأسواق في حالة من التقلبات الحادة. بالمجمل، ستكون القرارات المرتقبة للفيدرالي محورية في تشكيل مسارات الأسواق المالية في المستقبل القريب. لذلك من الضروري التداول وادارة المخاطر بشكل حذر.

أسعار الفائدة ومعدّلات التضخم في معظم المصارف المركزية العالمية.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.