شهدت الأسواق هذا الأسبوع بعض الاستقرار بعد فترة من التراجع الحاد ورغم غياب الانتعاش القوي الا إن توقف الهبوط يُعد خطوة إيجابية تُثير التساؤل: هل نحن نشهد بداية تكوّن قاع فعلي؟
استقرار السوق: أول إشارة مشجعة
خلال الأسبوع الماضي، توقفت المؤشرات الرئيسية ومعظم الأسهم عن الهبوط الحاد، صحيح أننا لم نشهد قفزة كبيرة، لكن توقف الانخفاض الحاد يُعد بحد ذاته علامة إيجابية.
من أبرز الإشارات الإيجابية:
انخفاض عدد الأسهم التي تُسجل أدنى مستوياتها الجديدة يوميًا.
تراجع عوائد السندات الحكومية، وهو عامل قد يدعم السوق في حال استمر هذا الاتجاه.
تحسن طفيف في معنويات المستثمرين وفقًا لمؤشر "إنفستورز إنتليجنس".
رغم هذه المؤشرات، إلا أن الاتجاهات العامة والمتوسطات المتحركة لا تزال تعكس صورة سلبية، مما يشير إلى أننا لم نخرج بعد من المنطقة الخطرة.
هل نحن في مرحلة تكوّن القاع؟
الاستقرار الحالي قد يكون بداية لتكوين قاع، لكنه لن يكون سلسًا أو سريعًا.
ربما نرى ارتفاعًا طفيفًا الأسبوع المقبل يتبعه اختبار للقيعان مجددًا.
أو قد يشهد السوق انتعاشًا مفاجئًا إذا هدأت مخاوف التعريفات.
من الطبيعي أن تأخذ عملية تكوّن القاع وقتًا، حيث تقوم المؤسسات الكبرى بإعادة ترتيب محافظها، ببيع الأصول الضعيفة والشراء في الأسهم الواعدة.
نظرة على المؤشرات: إشارات متضاربة
-
ناسداك: انخفض بنسبة 14% من قمته واستقر حاليًا، لكنه بحاجة لاختراق مستويات مهمة ليستعيد اتجاهه الصاعد.
-
S&P 500: لا يزال تحت جميع المتوسطات المتحركة، ما يُشير إلى استمرار الضغط السلبي.
-
الشركات المتوسطة (MDY): توقفت عن الهبوط، وهي إشارة مشجعة تدعم استقرار السوق.
القطاعات الواعدة: أين تكمن الفرص؟
بعض القطاعات بدأت تُظهر إشارات قوة نسبية، ومن أبرزها:
السلع الاستهلاكية (XLP): أظهرت ثباتًا قويًا وصمدت أمام موجة التراجع الأخيرة.
قطاع الطاقة (XOP): سجل قاعًا مبكرًا في 5 مارس، قبل أن يستقر السوق العام بأيام.
التكنولوجيا الحيوية (XBI): توقفت عن الهبوط في 4 مارس، ما يُشير إلى إمكانية قيادتها لموجة صاعدة قادمة.
الأسهم: الفرق بين الارتداد والانهيار
"البيض المكسور": أسهم مثل Twilio (TWLO) وCloudflare (NET) انهارت دون أي ارتداد يُذكر.
"الكرات المرتدة": أسهم مثل CrowdStrike (CRWD) وSpotify (SPOT) استعادت نصف خسائرها أو أكثر، ما يُشير إلى قوتها النسبية.
أحبذ التركيز على الأسهم التي سجلت قيعانها قبل السوق بـ5-10 أيام، حيث تُظهر غالبًا إشارات قوة تُرشحها لقيادة السوق في حال حدوث موجة صعودية.
الخلاصة: التركيز على الأسهم القوية والصبر هو المفتاح
الأسواق قد تكون في مرحلة تكوّن قاع، لكن هذه العملية قد تكون فوضوية وتتطلب صبرًا.
ركّز على الأسهم التي تُظهر قوة نسبية وتتعافى مبكرًا.
تابع القطاعات التي بدأت في الاستقرار قبل السوق العام.
تحلَّ بالصبر وراقب الإشارات الفنية، خاصة الأسهم التي قادت السوق في السابق.
الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان هذا الاستقرار هو بداية موجة صعودية جديدة أم مجرد توقف مؤقت في الاتجاه الهابط.