اعزائي المتابعين،
شهدنا الأسواق في الأسبوع الماضي وهي تتراقص على أنغام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتارة كانت ترتفع وتارة تهبط وتارة أخرى تترقب في انتظار مفاجأة جديدة من ترامب.حيث أصبحت الأسواق تترقب أي خطاب او قرار من ترامب حيث أصبح هو المحرك الرئيسي للأسواق وباتت الأسواق متجاهلة أي بيانات اقتصادية مهما كانت أهميتها الى حدا ما.
فمنذ بداية الأسبوع المنصرم أشعل ترامب الأسواق وأعلن حربا تجارية ضارية مع جميع الدول الصديقة والغير صديقة دون استثناء. وعلى ما يبدو ان ترامب لا يستخدم أداة التعريفات الجمركية كأداة إصلاح اقتصادية فحسب بل ويستخدمها كسلاح للتفاوض وفرض هيمنته هذا وانه ايضا يبحث ليسجل اسمه في تاريخ أميركا هذا وأنه يؤمن بأن خفض الضرائب على الأشخاص والشركات، وخاصة على الشركات، يحفز النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل وزيادة الأجور حيث كان هذا هو التشريع الضريبي الأبرز في فترة ولايته الأولى، والآن عوضا عن ذلك يريد أن يستبدلها بالتعريفات الجمركية والتي من وجهة نظره بأنها سوف تدر عليهم بالعائد الذي سوف يسد عجز الميزانية وسداد الديون وتحفيز النمو الاقتصادي. ولكن هذا على عكس ما يراه الفيدرالي وكبار المحللين، حيث انهم اجمعوا ان التعريفات الجمركية سوف تتسبب بانهيار الأسهم وارتفاع التضخم وتباطأ النمو وقد تتسبب بحالة الركود التضخمي في أسوأ السيناريوهات.
وما نراه حاليا في الأسواق خير دليل على ذلك، فبدأنا نرى انهيار الأسواق وحالة عدم اليقين التي تشهدها الأسواق مؤخرا فور إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية وخصوصا التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على ثاني أكبر اقتصاد بالعالم "الصين" والتي قامت بالرد عليها فورا واستمر التصعيد فيما بينهم ورفع التعريفات المتبادلة من كلا الطرفين حتى وصلت لاحقا الى نسبة 145% على الواردات من الصين و125% على الواردات من أمريكية. وبعد أن أعلنت الصين حتى لو استمرت الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية أعلى، فلن يكون لذلك أي معنى اقتصادي، وسيُصبح مُجرد مزحة في تاريخ الاقتصاد العالمي". مشيرة إلى إنها تعتزم تجاهل أي زيادات أخرى تُعلن عنها واشنطن اعتبارًا من الآن.
من وجهة نظري أن هذه التعريفات الجمركية وضعت لكي لا تستمر وما هي إلا أدوات تفاوض وسوف تتم الاتفاقات وتنتهي المفاوضات لاحقا فيما بينهم حيث ان كل البلدين لا يستطيعان الاستمرار بهذه التعريفات بل وسيكون الضرر الأكبر على الاقتصاد الأمريكي وهذا ما يبدوا ان ترامب قد استوعبه لاحقا خصوصا وبعد رد الصين العنيف. ولاحظنا كيف بدا ترامب في نهاية الأسبوع بتغير لهجة كلامه والتراجع قليلا.
مؤشر الدولار حاليا عند أدنى مستوى منذ ابريل 2022 حيث يلامس حاليا مناطق 99.50 بعد أن هبط بنسبة ما يقارب الـ 3% من مستويات 103.00. ولكن ما يزال الدولار في قناة صاعدة على الفريم وإذا ما استطاع أن يقاوم هذه المستويات ويرتد للصعود مجددا لمستويات الـ 101.50 و102.00 من الممكن أن يستمر في هذه القناة الصاعدة ونراه مجددا عند المستويات 103.00 و104.00. لكن في حال أن الأسعار كسرت مناطق الدعم الهامة جدا بين 96.50 و95.00 وكسر الترند الصاعد فمن الممكن أن نشهد المزيد من الهبوط لمستويات 92.50 و89.60.
الذهب حاليا: دفعت حالة عدم اليقين وعدم الثقة في الأسواق المستثمرين الى التحوط بالملاذات الآمنة كالذهب والفضة، حيث شهدنا أكبر ارتفاع اسبوعي بنسبة 6.56% وبارتفاع 199.45 دولار للأونصة. مبتلعة معها شمعتان اسبوعين سابقتان.
الاتجاه العام الذهب صاعد وجميع الأمور تدعم وتصب في مصلحة الذهب على الأقل الفترة الزمنية الصغيرة والمتوسطة ولكن مع التركيز على مناطق الدعم 3200 -3187 في حال استطاع الأسعار أن تستقر اعلى هذه المستويات سيواصل الذهب مكاسبه للمستويات 3268, 3287, 3300. في حال استطاعت الأسعار كسر مناطق الدعم 3200 -3187 من الممكن أن تواصل الأسعار الهبوط لمستويات الدعم 3168، 3138, 3100، 3076 وأخيرا 3029.
ولمعرفة المزيد عن تحركات الأسواق اليومية والتحليل الفني للذهب والنفط والعملات الرئيسية، يرجى مشاهدة الفيديو المرفق:
تذكر أن التداول ينطوي على مخاطر، ولا يوجد ضمان لتحقيق الأرباح. إدارة المخاطر ووضع وقف الخسارة هما أدوات أساسية لحماية رأس مالك وتقليل الخسائر.