متى يكون شراء الذهب كارثة؟

تم النشر 19/05/2025, 16:40

"الذهب يلمع فقط عندما تكون الأمور مظلمة"

راي داليو

بعد انتهاء مساوئ الحرب العالمية الثانية ، وانهيار الاتحاد السوفيتي ، وزوال آثار الحرب الباردة دخلت الولايات واحدة من أحلى الفترات إن لم يكن أحلاها من حيث الانتعاش الاقتصادي وهبط الذهب حينها من 925$ للأونصة الواحدة إلى 250$ ، خلال عشرين عام من الهبوط المتتالي ، لتبدأ بعدها عام 2001 أزمة الديون الاوربية التي قادت الذهب من $250 إلى 1900$ ، بصعود هيستيري أصاب العالم كله بصدمة لم يتقبلها لأن الجميع بهذا الصعود خسران ، وبعد انتهاء هذه الأزمة عاد الذهب إلى 1025$ مع نهاية 2016 ، لتعيد جائحة كورونا و أزمة الديون الأميركية و حرب الرسوم التجارية الأسعار إلى أعلى 3000$ ليبقى السؤال الأكثر جدلاً في تاريخ الذهب ، هل حقاً كان الشراء جيد وإن لم يكن جيد هل شراء الذهب كارثة ؟

آخر الأخبار وأثرها على السعر

"حين يتوقف الناس عن الخوف، يتوقفون عن شراء الذهب."

— Jeffrey Currie، كبير محللي السلع في Goldman Sachs

مع توقف حرب الرسوم الجمركية بين أميركا وأغلب دول العالم إلى 90 يوم ، وجني ترامب المليارات من رحلته إلى الخليج ، هدأت الأوضاع نوعاً ما مما جعل من عوامل الصعود الأساسية للذهب غير داعمة إلى أن تنتهي فترة 90 يوم و التي ستنتهي في شهر 8 من هذا العام ، والذي من المتوقع ألا يكرر ترامب غلطة الرئيس السابق ، هربرت هوفر الذي فرض رسوم جمركية لأكثر من 20 ألف منتج أميركي ، وعلى الرغم من تدخل عشرات المستثمرين ، رجال الأعمال المشهورين ، وأكبر مدراء البنوك لمحاولة إقناعه لكي يتراجع إلا أنه أصر على اتخاذ هذا القرار فقد كان يأمل من هذا القرار أن تتحسن الصناعات المحلية في الولايات وآملاً أكثر في الفيدرالي الأميركي بأن يقوم بخفض الفائدة تماشياً مع أهوائه إلا أنه وبكل أسف الفيدرالي لم يخضع لرغباته وقاد هوفر الولايات إلى أكبر كساد عرفه التاريخ.

التحليل الاقتصادي

بالنظر إلى المؤشرات الاقتصادية ، نلاحظ تحسن نتائج النمو الاقتصادي ، استقرار التضخم ، ومع النظر لعوائد السندات نرى أن علائم وقوع ركود خفت ، وهذا يعني أن النتائج لا تبشر بركود ولكن المخاوف مازالت قائمة لكون نسبة تحسن مؤشر النمو الاقتصادي حديثة و قليلة.

بيانات

 

الخلاصة:

إني أرى أننا حالياً في هدوء ما قبل العاصفة التي قد يشعلها ترامب إن أصر على رسومه والتي ستعيد حالة الركود إلى وضع أسوأ خصوصا أن الصين دعت الولايات المتحدة إلى تبني سياسات أكثر مسؤولية بهدف الحفاظ على نظام أكثر استقراراً ، في حين أن قرارات ترامب رغم أنها أعادت القلق حديثاً إلا أنها أقل تحفظاً من السابق.

التحليل الفني للسعر

"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"

الطبيب صالح

 

بالنظر إلى أسعار الذهب نلاحظ أن:

1. الذهب ضمن المراحل الأخيرة من الموجة الخامسة من أمواج إليوت وهذا يعني أننا ننتظر ثلاث أمواج تصحيحية لكن هذا لا يمنع أن بعد هذا التصحيح ستتشكل أمواج جديدة صاعدة.

2. الانحراف المعياري للذهب مازال بارتفاع وهذا ما يرافقه ارتفاع مستويات تذبذب الذهب ، وهذا الرقم يعكس مقدار التذبذب السعري ( أي مساحة العشوائية السعرية قبل بداية تشكل الاتجاه) ، مثال: المتوسط الحالي للسعر هو 3300 وحتى نقول علمياً أن السعر صعد لا بد أن يخرق مستوى 3300+ 173 أي يخرق 3473 ويغلق أعلاها ، وكذلك بالنسبة للهبوط لا بد أن يخرق 3300 – 173 أي 2127 وهذا تماماً ما يجعل سعر الذهب في الوقت الراهن ضمن مساحة صعبة القياس بدقة عالية.

3. احصائيا يتميز شهر 5 ، 6 بسلبية على أسعار الذهب.

بيانات

 

رسم بياني لسعر الذهب

 

الخلاصة ، متى يكون شراء الذهب كارثة

على الرغم من التوترات التي تشير إلى أننا بهدوء ما قبل العاصفة ، إلا أن هذا الهدوء انعكس على التحليل بأن السعر بتذبذب عالي ميال للهبوط كما ذكرت في المقال السابق لكن شرط الهبوط هو أن يكسر مستوى 3130 وأي مستوى ما بين 3130 ، 3300 هو مستوى تذبذب عشوائي لا يمكن القياس عليه ولا يمكن الاعتماد عليه ، وبهذه الحالة أخبرك أن شراء الذهب يكون كارثة عندما:

1. تشتري ضمن مستويات التذبذب ( الصحيح أن تشتري أسفل مستويات التذبذب )

2. تشتري دون وجود خطة واضحة وموضوعة لماليتك.

3. عندما لا ترابط طريقة الشراء بالسعر الجيد ، فشراء الذهب عند مستوى 2300 جيد لمن يشتري عند بنك لكن كارثي لمن يشتري عبر فوركس وبرافعة مالية.

4. عندما يكون هدفك من الشراء الاستثمار لا الادخار ، حيث أن الذهب وجد للادخار ولا يعد ابدا للاستثمار.

5. عندما تصر أن الذهب أداة مضاربة في الفوركس.

رأي المستشار المالي

في الختام عزيزي وصاحبي ، إن الأساس لأي نجاح في أسواق المال لا يكون أبداً بفرط التحليل ، وإنما بفرط التخطيط في الحالة الأولى أن تحاول جاهداً توقع السوق وإن خيار العشوائية في السوق أمر وارد وأن أي شيء ممكن أن يحدث خيار وارد أيضاً وهذا ما يمنع إمكانية توقع السوق بشكل حتمي.

بينما عندما تركز على التخطيط فأنت تضع خطة لكل سيناريو ممكن ، وتجهز هذه الخطة بأفضل ما لديك من أدوات ، وتقوم على تصميم هذه الخطة بما يناسبك أنت بما لديك من رأس مال ، وما عندك من أولويات.

المستشار عمر جاسم آل صياح

للمزيد من التحليلات المالية والمستجدات، تابعني على المنصات التالية:

تويتر" omarsyyah"

يوتيوبب " عمر جاسم آل صياح "

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.