البقاء في المكان مهما كان الركض - كان الأسبوع الماضي أسبوعًا رائعا بحق. فقد كانت هناك الكثير من التحركات التي انتهت إلى لا شيء! فالسندات ذات العشر سنوات شهدت يوم الأربعاء ارتفاعًا هائلا و بلغ نطاقها على مدار الأسبوع 42 نقطة أساس إلا إنها أنهت الأسبوع يوم الجمعة عند 2.20% مقارنة مع 2.28% في الأسبوع السابق. كما أن نطاق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 كان 5٪ خلال الأسبوع ولكنه أنهى الأسبوع منخفضًا بنسبة 1% فقط، في حين أن مؤشر فيكس لم يشهد تغييرًا يذكر بالنسبة للأسبوع وظل عند 22 على الرغم من أن ارتفع خلال الأسبوع إلى 31. أما مؤشر الدولار الأمريكي فقد انخفض بنسبة 0.2٪، وهي نسبة ليست كبيرة بالنظر إلى الاضطراب الذي شاهدناه على مدار عدة أيام. بل وحتى العملة الأمريكية ارتفعت على مدى الأسبوع الماضي أمام الكرونة النرويجية والدولار الكندي والين الياباني والجنيه الإسترليني.
ما الذي دفع الأسواق إلى الهدوء؟ من ناحية، قدر من التشجيع الفاتر من البنك المركزي الأوروبي. وكان عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي كويري قد قال إن منطقة اليورو تمر "بوقت أزمة"، ولكن على الرغم من أن نوفوتني قد قال يوم الخميس إن المشتريات ستبدأ في ديسمبر "في أقرب تقدير"، قال كويري إن البنك سيبدأ في شراء السندات المدعومة بأصول والسندات المغطاة "خلال الأيام المقبلة". بل وحتى أحد كبار المتشددين وهو ينس فيدمان قد أدلى هو الأخر بدلوه في هذا الشأن حيث قال إن "قيام البنك المركزي الأوروبي بشراء الأصول يشير إلى تحول إلى فلسفة التيسير الكمي"، على الرغم من انه لا يعتقد بالضرورة أن هذا شيء جيد. وعلى ما يبدو فإن جوهر كل هذه التصريحات يتجه نحو تقريب وقت اللجوء إلى التيسير الكمي ليكون في المستقبل غير البعيد، وهو الأمر الذي وجدته الأسواق مشجعًا حتى ولو كان من الواضح أن بعض أعضاء مجلس البنك المركزي الأوروبي غير سعداء بذلك. وفي الوقت نفسه، هدأت الأمور في اليونان حيث انخفضت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 90 نقطة أساس يوم الجمعة كما ارتفعت سوق الأسهم بما يقرب من 7%.
شهدت أحاديث مسئولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي هي الأخرى قدرًا من السير في مسار عكسي أيضًا. فبعد اقتراح بولارد المفاجئ بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لا ينبغي أن ينهي برنامج التيسير الكمي هذا الشهر، قال جون هيلسينراث، الصحفي المحترم بصحيفة وول ستريت جورنال والذي يغطي شئون مجلس الاحتياطي الفيدرالي "إنه من الصعب أن نرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتبع ما يقوله" بولارد وذلك لنفس السبب الذي أشرت إليه في تحليلي السابق وهو أن: مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد قرر اتخاذ هذه الخطوة ويستلزم حدوث أمر جلل حتى يمكن دفع البنك لتغيير قراراه. وفي الوقت نفسه، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن روزنغرين اريك المعروف باعتداله إنه يتمسك بتوقعاته بأن أسعار الفائدة ستبدأ في الارتفاع في منتصف العام المقبل. ومن المستغرب أن رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين لم تضف شيئًا يذكر إلى معلوماتنا بشأن وجهة نظر مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقد ركزت يلين في حديثها يوم الجمعة على عدم المساواة، وهو أمر ليس غريبًا، بدلا من الحديث عن الاقتصاد الحالي أو الظروف النقدية. (ملحوظة: قلت يوم الجمعة إن بولارد متشددا نشازًا. ولم يكن هذا القول صحيحًا. ففي الواقع فإن رويترز تصنفه كوسطي "3"). وجنبا إلى جنب مع العديد من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التي تسجل قراءات أفضل من المتوقع فإن التوقعات الجديدة بشأن نهاية برنامج التيسير الكمي أعادت الطلب على الدولار الأمريكي.
ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني في نهاية جلسة الجمعة في الولايات المتحدة بعد نشر تقرير في مؤشر نيكاي 225 أن الصندوق الحكومي لاستثمار معاشات التقاعد من المرجح أن يضاعف مخصصاته في الأسهم اليابانية إلى حوالي 25٪ من النسبة الحالية التي تبلغ حوالي 12٪. وكان من المفترض أن تدفع هذه الأنباء بورصة طوكيو إلى الارتفاع، ويرتبط زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني ارتباطًا إيجابيًا مع بورصة طوكيو. وحدث بالفعل ما كان متوقعًا حيث ارتفعت بورصة طوكيو بنسبة 3.8٪ يوم الاثنين مسجلة أكبر ارتفاع يومي في أكثر من عام.
بلغت مراكز الشراء للدولار الأمريكي في السوق النقدية الدولية أعلى مستوياتها منذ مايو 2013 حيث قامت جميع العملات، باستثناء الين والبيزو المكسيكي، بزيادة مراكز شراء الدولار الأمريكي، ولكن ذلك كان قبل التحرك المذهل يوم الأربعاء.