ان الذهب انهى تداولات الاسبوع الماضى على صعود حاد بعكس توقعات الايام الماضية حيث استطاعت الاونصة الاقفال عند 1274 دولار بمكاسب 18 دولار صعودا عن اسعار بداية الاسبوع الماضى وبفارق قدره 34 دولار عن ادنى سعر حققه فى بداية الشهر الحالى وظهر جليا علاقة الذهب بالأحوال السياسة حيث صعد بقوة فى ظل توترات الموقف فى العراق و توقعات بزيادة حده النتائج السياسة فى الايام القادمة بعد تصريحات الرئيس اوباما تجاه الموقف العراقى وهذا بجانب التأثيرات الاقتصادية التى تمثلت فى توقعات البنك الدولى لعمليات النمو بالضعف مما اثر بشدة على بورصات الاسهم والسندات وتراجعت مؤشراتمؤشر داو جونز وناسداك 100 بجانب ارتفاع الطلب على مشتريات المعدن الاصفر نظرا لاعتقاد الكثير ان مستويات الذهب الحالية افضل مستويات الشراء ويعتقد الكثيرون ان الارتفاعات الحالية قد تكون عمليات تصحيح على منحى الذهب بعد الهبوط الحاد خلال الاسابيع الماضية بجانب تاثير تخفيضات قيم اليورو مقابل الدولار مازالت مستمرة ولا يستبعد ان نرى الذهب مرة اخرى تحت مستوى 1250 دولار وذلك فى حالة استمرار الضغوط على اليورو و كسر دعم 1.35 من الدولار و سوف يساعد على هذا الاتجاه رغبة الكثيرين فى جنى الارباح بالبيع فوق مستوى 1275 دولار والعودة للشراء مع الهبوط القادم.
وبتأمل تداولات الذهب فى الفترة القادمة نجد عدم وجود معطيات قوية للصعود بالاونصة الى قمم جديدة كما حدث فى مارس الماضى عندما لامست قيمتها 1394 دولار والتوترات السياسية حتى لو ارتفعت حدتها فانه يتوقع نهايتها بالحلول الدبلوماسية كما حدث مع الازمة الاوكرانية ومن قبلها الازمة السورية اما على الجانب الاقتصادى فان الاسواق الاوربية مثل الاسواق الامريكية بدت فى تثبيت خريطة سياستها المالية وسوف تختفى من الاسواق عمليات التحفيز النقدى مع النهاية العام الحالى و اقدم ماريو دراجى رئيس البنك المركزى الاوربى بتخفيض اسعار الفائدة بواقع 10 نقاط لتصبح الفائدة النهاية 0.15 % بعد ان كانت 0.25% و هذا يؤكد ان تدخلات الدعم الاوربى موجودة و يمكن ان تتفاعل اذا وجدت الحاجة وترجمة هذه المعطيات ان الحاجة للذهب كملاذ امن او كاستثمار ليست بقوة السنوات السابقة و تجاوز 1350 دولار او 1400 دولار قد يكون قمة التوقعات مع نهاية العام.
وعل الجانب الاخر سيظل الذهب حول المستويات الحالية وغالبا حاجز 1200 دولار قد يكون بعيد خلال الربع الثالث من العام الحالى لان الذهب اعتاد على تحقيق ارتفاعات فى هذا الفصل خصوصا مع شهر سبتمبر من كل عام و القوة الشرائية التى تظهر بقوة مع كل كسر لمستويات الدعم لن تسمح بتجاوز هذا المستوى واعتقد ان سياسات التداول فى اسواق الذهب اصبحت معروفة للكثيرين حيث ان الجميع يؤكد ان الذهب على المستوى المتوسط والبعيد يكون معه حالات الشراء هى الافضل اما على مستوى المضاربة ( المدى القصير ) فان ترقب الاسعار وحركتها الاسبوعية قد يكون افضل لان البورصات اعتادت على البيع مع اقرب مقاومة واعادة الشراء عند مستويات الدعم.
باقى المعادن الثمينة سلكت عكس مسلك الذهب و الفضة واتجهت للهبوط نتيجة غياب السيولة عنها ورغبة الكثيرين فى التبديل مع الذهب والفضة وانهت اونصة البلاتينيوم تداولات الاسبوع عند مستوى 1434 دولار بانخفاض 19 دولار وبالمثل انخفضت اونصة البلاديوم عند مستوى 813 دولار بفارق 32 دولارا عن اسعار بداية الاسبوع.